عارضت روسيا والصين طلب الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع، الأربعاء، لبحث إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً فوق اليابان.
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين قولهم إن الصين وروسيا تعارضان فكرة عقد اجتماع علني للمجلس المؤلف من 15 دولة.
وأجرت كوريا الشمالية اختباراً على صاروخها الباليستي الأطول مدى، في وقت سابق الثلاثاء، والذي أطلقته فوق اليابان لأول مرة منذ خمس سنوات، الأمر الذي دفع السلطات اليابانية إلى تحذير السكان ومطالبتهم بالاحتماء بأماكن حصينة.
وكتبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد على تويتر بعد دعوتها لعقد اجتماع علني لمجلس الأمن: "يجب أن نحد من قدرة كوريا الشمالية على تطوير برامجها غير المشروعة الخاصة بالصواريخ الباليستية وأسلحة الدمار الشامل".
وانضمت بريطانيا وفرنسا وألبانيا والنرويج وأيرلندا إلى الولايات المتحدة في تقديم الطلب.
ولكن دبلوماسيين قالوا إن الصين وروسيا أبلغتا الدول الأخرى في المجلس أنهما تعارضان عقد اجتماع علني، بحجة أن رد فعل المجلس يجب أن يفضي إلى تخفيف الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان المجلس سيجتمع علناً أو خلف الأبواب المغلقة الأربعاء. ويقول دبلوماسيون إن من غير المرجح اتخاذ المجلس أي إجراء ملموس.
"عمل طائش"
ومنع مجلس الأمن الدولي كوريا الشمالية لسنوات من إجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ باليستية، وشدد المجلس العقوبات على بيونج يانج مع مرور السنوات في محاولة لقطع التمويل عن هذه البرامج.
وفي السنوات القليلة الماضية، اقترحت الصين وروسيا اللتان تتمتعان بحق النقض (فيتو) تخفيف عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية لأغراض إنسانية، ولإغراء بيونج يانج بالعودة إلى المحادثات الدولية المتوقفة بهدف إقناع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بنزع السلاح النووي.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الأخير ندد بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً فوق اليابان، ووصفه بأنه "عمل طائش" ويمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن.
وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية بأن الجيشين الكوري والأميركي اختبرا إطلاق النار 4 صواريخ "سطح – سطح" رداً على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً فوق اليابان.
تهديد للاستقرار
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الثلاثاء، أن أي تجربة نووية جديدة لكوريا الشمالية ستهدد بشكل خطير الاستقرار الدولي، وأقرت بمؤشرات سابقة على أن بيونج يانج ربما تستعد لمثل هذه التجربة.
وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك ريدر: "كما تعلمون، كانت هناك مؤشرات في الماضي على أن (كوريا الشمالية) تستعد لاختبار ما سيكون تجربتها النووية السابعة".
وأضاف: "من وجهة نظرنا، إذا قاموا بمثل هذه التجربة، فسيشكل هذا بوضوح عملاً تصعيدياً خطيراً، ويهدد بشكل خطير الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
وبيونج يانج التي تمتلك السلاح النووي، أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي، حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى.
وكثفت بيونج يانج برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية، وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية، بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً "لا رجعة فيه".