أبلغ رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري، نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، بأنه لن يفعل أي شيء يقوّض أمن المحيط الهادئ ولن يسمح بتشييد قواعد عسكرية في بلاده، بموجب اتفاق أمني مُبرم مع الصين.
وتوترت العلاقات بين أستراليا وجزر سليمان، بعدما أبرمت الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ اتفاقاً أمنياً مع بكين في أبريل، أثار مخاوف الولايات المتحدة وأستراليا، اللتين اعتبرتا طيلة عقود أن منطقة المحيط الهادئ تشكّل مجال نفوذهما إلى حدّ كبير، كما أفادت وكالة "رويترز".
سوجافاري التقى ألبانيز خلال زيارة وجيزة إلى كانبيرا، ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عنه قوله إن كانبيرا تبقى الشريك التنموي المفضّل لجزر سليمان.
وأضاف: "جزر سليمان لن تفعل أي شيء من شأنه أن يقوّض أمننا القومي ويهدّد أمن أيٍ أو كل دول منتدى (جزر المحيط الهادئ). أكرّر مرة أخرى أن جزر سليمان لن تُستخدم أبداً (لتشييد) منشآت أو مؤسسات عسكرية أجنبية تابعة لدول أجنبية، لأن ذلك لن يكون في مصلحة جزر سليمان وشعبها".
تغيير في اللهجة
ووَرَدَ في بيان مشترك أصدره مكتب ألبانيز بعد الاجتماع، أن الزعيمين ناقشا العلاقات الثنائية وأزمة الاحتباس الحراري و"التطلّعات المشتركة للسلام والازدهار والصمود في المحيط الهادئ".
وذكرت "هيئة الإذاعة الأسترالية" أن سوجافاري شكر ألبانيز على "عرض طيب" قدّمته كانبيرا لتمويل الانتخابات في جزر سليمان التي كانت مقررة في عام 2023، لكن سوجافاري أرجأها إلى عام 2024 نتيجة استضافة بلاده دورة ألعاب المحيط الهادئ العام المقبل.
شكّل موقف سوجافاري في هذا الصدد تغييراً في اللهجة، مقارنة بالشهر الماضي، عندما انتقد عرض تمويل الانتخابات باعتباره "تدخلاً" في شؤون بلاده.
اتفاق شراكة بقيادة واشنطن
جاء الاجتماع بين ألبانيز وسوجافاري بعد أيام على إصدار الرئيس الأميركي جو بايدن و14 دولة جزرية في المحيط الهادئ، إعلاناً مشتركاً لتعزيز شراكتهم في ظلّ عرض واشنطن تقديم مئات الملايين من المساعدات الجديدة للمنطقة، في محاولة لكبح نفوذ الصين.
وأيّدت جزر سليمان الإعلان، بعدما رفضت في وقت سابق التوقيع على اتفاق الشراكة بقيادة الولايات المتحدة في المحيط الهادئ، قبل حذف إشارات "غير مباشرة" إلى الحكومة الصينية، كما أفادت "بلومبرغ".
وقال وزير خارجية جزر سليمان جيريمايا مانيل، إن بلاده رفضت في البداية توقيع الاتفاق، بعدما تضمّنت مسوّدته الأولية إشارات "لم تكن مرتاحة" إليها.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في نيوزيلندا: "كانت هناك إشارات تضعنا في موقف يتوجب علينا اختيار أحد الجانبين، ولا نريد أن نكون في أي موقف يتعيّن علينا اختيار أحد الجانبين".
وسُئل عمّا إذا كانت هذه الإشارات تشير إلى الصين، فأجاب: "بشكل غير مباشر".
وتابع أن موقف جزر سليمان يتمثل في أن المحيطين الهندي والهادئ "يجب أن يكونا منطقة سلام وتعاون ومشاركة".
وأفاد تقرير أعدّه "المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية" بأن مشاعر سلبية إزاء الدول الغربية زادت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي في جزر سليمان، بعد تسريب مسوّدة الاتفاق الأمني مع الصين في مارس، في الوقت ذاته، تراجعت الآراء السلبية تجاه الصين وحكومة جزر سليمان على تلك المواقع.
وأشار التقرير إلى أن هناك "قدرة معلوماتية حكومية صينية ناشئة ومتطوّرة باستمرار في جزر سليمان"، مضيفاً: "يمكن نشر هذه القدرة لدعم أهداف الحزب الشيوعي الصيني، وتشمل تقويض العلاقات الحالية بجزر سليمان مع شركاء أجانب".
اقرأ أيضاً: