عون يعلن موافقة لبنان على "الترسيم" مع إسرائيل: إنجاز تاريخي ولا يشمل التطبيع

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال خطاب تلفزيوني من قصر الرئاسة في بيروت. 13 أكتوبر 2022 - AFP
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال خطاب تلفزيوني من قصر الرئاسة في بيروت. 13 أكتوبر 2022 - AFP
بيروت -الشرق

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، موافقة لبنان على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، واصفاً إياه بـ" الإنجاز التاريخي"، ومؤكداً أنه لم يتضمن أي إشارة إلى "التطبيع".

وقال عون في كلمة بمناسبة الاتفاق: "بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وبصفتي رئيس الدولة، وبعد إبلاغي من الرئيس الأميركي جو بايدن موافقة إسرائيل، وبعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها، أعلن موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية".

"إنجاز تاريخي"

ووصف عون الاتفاق بأنه "إنجاز تاريخي"، مشدداً على أنه (الاتفاق) "تجاوب مع المطالب اللبنانية ويحفظ حقوقنا كاملة"، موضحاً أن لبنان "استعاد من خلاله 860 كيلومتراً مربعاً من المنطقة المتنازع عليها".

وقال عون: "في هذا الاتفاق، لم تُمس حدودنا البرية ولم يعترف لبنان بخط الطفافات الذي استحدثته إسرائيل في عام 2000، ولم يقم أي تطبيع مع إسرائيل، ولم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها"، مشيراً إلى أن الاتفاق "سيضفي الاستقرار على طرفي الحدود".

وأكد عون أنَّ لبنان حافظ من خلال الاتفاق "على حدوده المعلنة بالمرسوم 6433، وعلى كامل بلوكاته وحقل قانا كاملاً، إضافة إلى ضمانات أميركية وفرنسية بالاستئناف الفوري لأنشطة التنقيب في المياه اللبنانية".

"نهاية إيجابية"

وعبّر عون عن أمله في أن تمثل نهاية هذه المفاوضات التي وصفها بـ"النهاية الإيجابية" "بدايةً واعدةً تضع الحجر الأساس لنهوضٍ اقتصادي يحتاجه لبنان من خلال استكمال التنقيب عن النفط والغاز".

وأشار عون إلى أنه "في الآتي من الأيام، سيكون على شركة (توتال) أن تبدأ أعمال التنقيب في حقل قانا كما وعدت، لنعوض السنوات التي مضت من دون أن نتمكن من استخراج النفط والغاز، في وقت كانت فيه إسرائيل تواصل عمليات التنقيب والاستخراج، ما أحدث خللاً في الموازين النفطية".

وتابع: "حصلنا على كامل حقل قانا دون أي تعويض يدفع من قبلنا على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في مياهنا"، مشيراً إلى أنَّ "التعويضات التي طالبت بها إسرائيل عن قسم من حقل قانا الواقع في المياه المحتلة ستنالها من شركة (توتال) من دون أن يؤثر ذلك على العقد الموقع بين لبنان وتوتال".

وأضاف: "كانت حقول النفط 8 و9 و10 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، مهددة، إلا أننا استطعنا بفضل الاتفاق، أن نحافظ عليها ونحميها وسوف نستثمرها بالكامل، لا بل أنَّ مسار التنقيب سيفتح أبواباً في مكامن نفطية جديدة، ويوفر الفرص لشركات أخرى للمساهمة في عمليات التنقيب والاستخراج".

محادثات مع سوريا

وأوضح عون أنَّ الخطوة التالية "يجب أن تكون التوجه إلى عقد محادثات مع سوريا لحل المنطقة المتنازع عليها معها وهي تزيد على 900 كيلومتر مربع، وذلك عن طريق التباحث الأخوي. كذلك تنبغي مراجعة الحدود المرسومة مع قبرص وتقرير ما يتوجب القيام به مستقبلاً".

 وتسارعت منذ بداية يونيو التطوّرات المرتبطة بالملفّ بعد توقف لأشهر جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية بين الطرفين، قدم الوسيط الأميركي آموس هوكستين مطلع الأسبوع عرضه الأخير.

وجاء إعلان عون بعد يوم من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق الذي وصفه رئيسها يائير لبيد بأنه "تاريخي". 

واعتبر لبيد الأربعاء، بعد مصادقة حكومته على الاتفاق، أنه "يبعد إمكانية (اندلاع) مواجهات مسلحة مع حزب الله"، العدو اللدود لإسرائيل، الذي كان هدد خلال الأسابيع الأخيرة بتصعيد عسكري، وحذر إسرائيل من الإقدام على أي نشاط في المنطقة المتنازع عليها، قبل التوصل إلى اتفاق.

وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد البلاد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده منذ ثلاث سنوات، والذي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. وهو ما جعل أكثر من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر، فيما خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات