أعلن سلاح الجو الكوري الجنوبي الخميس، تمديد المناورات الجوية المشتركة مع الولايات المتحدة التي تعد الأكبر من نوعها على خلفية "الاستفزازات الأخيرة" لكوريا الشمالية، رغم تهديدات بيونج يانج بـ"إجراءات قوية" للرد عليها ما لم تتوقف.
وأفاد سلاح الجو في بيان صدر بعد ساعات على إطلاق بيونج يانج 3 صواريخ بأن "القوى الجوية المشتركة اتفقت على تمديد مناورات العاصفة اليقظة التي انطلقت في 31 أكتوبر نظراً لاستفزازات الشمال الأخيرة".
ويأتي الإعلان بعد ساعات على إعلان الولايات المتحدة أن الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه للأمن القومي يقيمون الموقف "بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء"، بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات عدته واشنطن "انتهاكات صارخاً" لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وتعهدت واشنطن بضمان أمنها وحليفتيها في المنطقة كوريا الجنوبية واليابان، ودعت بيونج يانج إلى "الامتناع عن المزيد من الاستفزازات" والانخراط في "حوار جاد".
وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واحدة من أكبر التدريبات الجوية المشتركة بينهما الاثنين الماضي، بمشاركة مئات الطائرات الحربية لشن هجمات وهمية على مدار الساعة تستمر لعدة أيام.
والثلاثاء، طالبت كوريا الشمالية مرة أخرى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف التدريبات العسكرية المشتركة، قائلة إنه لم يعد من الممكن التسامح مع مثل هذا "التهور والاستفزاز".
وفي معرض تنديده بالتدريبات، حذر باك جونج تشون، أمين اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أي محاولة للهجوم.
إنذار في اليابان
وأطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية الخميس، تشمل إطلاقاً محتملاً فاشلاً لصاروخ باليستي عابر للقارات تسبب في إطلاق إنذار للسكان بمناطق في وسط وشمال اليابان للاحتماء داخل أماكن مغلقة.
وعلى الرغم من تحذير حكومي سابق بأن أحد الصواريخ حلق فوق اليابان، فإن طوكيو قالت في وقت لاحق إن هذا غير صحيح.
وقال مسؤولون بكوريا الجنوبية واليابان إن الصاروخ ربما يكون صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، وهو السلاح الأطول مدى لدى كوريا الشمالية، ومصمم لحمل رأس نووي إلى الجانب الآخر من الأرض.
وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء أن مسؤولين في كوريا الجنوبية بعتقدون أن إطلاق الصاروخ فشل، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وامتنعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن التعقيب على فشل الإطلاق المحتمل.
صواريخ بالقرب من حدود الجنوب
وجاء الإطلاق بعد يوم من إطلاق كوريا الشمالية ما لا يقل عن 23 صاروخاً، وهو أكبر عدد في يوم واحد، بما في ذلك صاروخ سقط قبالة ساحل كوريا الجنوبية لأول مرة.
وذكر نظام إنذار الطوارئ الياباني أن السلطات حثت السكان الخميس في مقاطعات مياجي وياماجاتا ونيجاتا وسط البلاد على الاحتماء في الأماكن المغلقة.
وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا، إن الحكومة فقدت أثر الصاروخ الأول فوق بحر اليابان، ما دفعها لتصحيح إعلانها السابق الذي ذكرت فيه أن الصاروخ حلق فوق اليابان.
وأفاد هامادا للصحافيين: "رصدنا إطلاقاً كشف احتمال التحليق فوق اليابان ولذلك انطلق التحذير، لكن بعد التحقق من المسار تأكدنا أنه لم يمر فوق اليابان".
وقال إن الصاروخ الأول حلق على ارتفاع بلغ نحو ألفي كيلومتر وقطع مسافة 750 كيلومتراً.
استفزاز غير مقبول
وفي تصريحات موجزة للصحافيين قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن "إطلاق الصواريخ المتكرر من جانب كوريا الشمالية مستفز ولا يمكن قبوله قطعاً".
وبعد نصف ساعة من الإبلاغ عن إطلاق الصاروخ الأول قال خفر السواحل الياباني إن الصاروخ سقط.
وقالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء إن الصاروخ الأول مر بمرحلة انفصال ما يشير إلى أنه قد يكون سلاحاً طويل المدى مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وذكرت قيادة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية أن الصاروخ طويل المدى أُطلق من منطقة قريبة من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية.
وبعد نحو ساعة من الإطلاق الأول أعلن جيش كوريا الجنوبية وخفر السواحل الياباني أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا ثانياً وثالثاً. وقالت كوريا الجنوبية إن الصاروخين قصيرا المدى وأطلقا من كايتشون شمالي بيون جيانج.
تنديد أميركي
ونددت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات، وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان: "هذا الإطلاق انتهاك واضح للعديد من قرارات مجلس الأمن بالأمم المتحدة".
وأضاف برايس أنه يعكس أيضاً التهديد الذي يشكله برنامجا كوريا الشمالية غير القانونيين لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في بيان، إن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي "يقيمون الوضع".
وذكر البيان أن الولايات المتحدة ستتخذ "كافة الإجراءات الضرورية" للحفاظ على الأمن.
تعد على الأراضي
وبعد أن أطلقت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 23 صاروخاً في البحر الأربعاء، بما في ذلك الصاروخ الذي هبط على بعد أقل من 60 كيلومتراً قبالة سواحل كوريا الجنوبية، وصف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عمليات الإطلاق بأنها "تعد على الأراضي" ونددت واشنطن بالعمليات ووصفتها بأنها "متهورة".
وأصدرت كوريا الجنوبية تحذيرات نادرة من الغارات الجوية وأطلقت صواريخها الخاصة رداً على هجوم الأربعاء.
وجاءت عمليات الإطلاق بعد أن طالبت بيونج يانج الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف التدريبات العسكرية واسعة النطاق، قائلة إن "هذا الاندفاع العسكري والاستفزاز لم يعد مقبولاً".
وأجرى البلدان الحليفان أحد أكبر التدريبات الجوية على الإطلاق، إذ قامت مئات الطائرات الحربية الكورية الجنوبية والأميركية، بما في ذلك مقاتلات إف-35، بمهام محاكاة على مدار الساعة.