تعهدت الصين بتسليم مدافع مياه إلى جزر سليمان بعد أيام فقط من إمدادها بأسلحة من قبل أستراليا، ما يسلط الضوء على زيادة "حدّة التنافس" على النفوذ في دول المحيط الهادئ، وفق تقرير نشرته "بلومبرغ".
وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية "إيه بي سي" في تغطية إخبارية للفعالية، أن الصين وجزر سليمان "أقامتا مراسم، صباح الجمعة، لتسليم مدفعي مياه وعدد غير معلوم من المركبات للشرطة".
وأفاد التقرير بأن رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوجافاري، والسفير الصيني، لي مينج، "ألقيا خطابين بهذه المناسبة"، مضيفاً أن "الشرطة الصينية، التي تمد جزر سليمان ببرامج تدريبية، ستنظم أيضاً عرضاً للفنون القتالية".
والأربعاء، قالت حكومة جزر سليمان إن عناصر شرطتها حصلوا على "13 مركبة و60 بندقية" من أستراليا، في حفل حضره سوجافاري والسفير لاتشلان ستراهان.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الولايات المتحدة وأستراليا تضاعفان جهودهما لاستمالة دول المحيط الهادئ منذ إبريل، عندما وقعت الصين وجزر سليمان اتفاقا أمنياً.
وقال سوجافاري، في وقت لاحق إن هذه الاتفاقية ستسمح للصين بإرسال أفراد شرطتها وجيشها إلى جزر سليمان "للمساعدة في الحفاظ على النظام الاجتماعي"، وأنه سيصبح بإمكان السفن الصينية التوقف هناك.
وقال رئيس وزراء جزر سليمان إنه "لن يُسمح للصين ببناء قاعدة عسكرية"، وهو الاحتمال الذي أثار قلق المسؤولين في واشنطن وكانبيرا.
وفي سبتمبر، انضمت جزر سليمان إلى 13 دولة أخرى في المحيط الهادئ للتوقيع على شراكة تقودها الولايات المتحدة، وتتضمن التزامات بزيادة العمل لمواجهة تغير المناخ، وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية وزيادة التعاون الأمني.
وفي وقت سابق، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم أكثر من 810 ملايين دولار لتدشين مبادرة جديدة في المحيط الهادئ.
وجاءت هذه الاتفاقية مشابهة لاتفاقية أخرى حاولت الحكومة الصينية إبرامها مع دول المحيط الهادئ في مايو، ورفضها القادة الإقليميون في المنطقة.
وفي يوليو الماضي، قال رئيس منتدى جزر المحيط الهادئ إن بكين لم تمنح القادة وقتاً كافياً للتشاور بشأن الاتفاقية.
"ملعب" للقوى الكبرى
وقال معهد "لوي" للأبحاث ومقره مدينة سيدني في تقرير، الأسبوع الماضي، إن الصين زادت حجم مساعدتها المالية لجزر سليمان وكيريباتي، برغم خفضها الدعم الشامل للمنطقة في 2020.
وقدمت الصين 14.4 مليون دولار لجزر سليمان، و21.1 مليون دولار لكيريباتي في ذلك العام، و53.3 مليون دولار أخرى إجمالاً في عام 2021، وفقاً لمركز الأبحاث الأسترالي.
وعقب تسليم أستراليا هديتها، أعرب النائب المعارض في جزر سليمان، ماثيو ويل، عن مخاوفه من أن بلاده تحولت إلى "ملعب تتبارى فيه القوى الكبرى".
وقال ويل في بيان على "فيسبوك"، الأربعاء، إنه "من الواضح أن أستراليا تشعر بالقلق من أنها إذا لم تقدم الأسلحة، فإن الصين ستفعل ذلك"، فيما اتهم الصين أيضاً بالانخراط فيما أسماه "دبلوماسية البنادق".
وأضاف أنّ "المصالح الجيوسياسية تجاوزت المصلحة الوطنية في هذه البلاد"، واصفاً ذلك بأنه "وضع بائس".
ونفى نائب رئيس الوزراء الأسترالي، ريتشارد مارليس أن حكومته تحاول منافسة الصين في إمدادات المعدات.
وقال لهيئة الإذاعة الأسترالية: "نحن نعمل مع قوة شرطة جزر سليمان منذ فترة طويلة للغاية".
ولم تستجب وزارة الخارجية الصينية ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية لطلبات "بلومبرغ" للتعليق، الجمعة.
اقرأ أيضاً: