اتهمت إسرائيل، إيران رسمياً، الأحد، باستهداف السفينة الإسرائيلية "هيليوس راي"، التي تعرضت لهجوم في خليج عُمان، فيما توجه وفد أمني إلى مدينة دبي، حيث ترسو السفينة، للتحقيق في الحادث، وفقاً لما نقلته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، خلال احتفالية تولي قائد جديد للوحدة 8200 العسكرية، حسبما نقلت صحيفة "إسرائيل هايوم"، الأحد، إنه "في نهاية الأسبوع الماضي، تلقينا إشارة لتذكيرنا بمدى تورط إيران في العمليات الإرهابية"، مشيراً إلى أن "الجيش الإسرائيلي يعمل وسيعمل على مواجهة كل التهديدات التي تهدد وجود إسرائيل على المدى القريب والمدى البعيد".
وتابع: "إسرائيل تتأقلم مع التهديدات الكثيرة التي تلاحقها بشكل مستمر. ما حدث في نهاية الأسبوع كان إشارة إلى واحد من أكبر التهديدات التي نواجهها. إيران لا تشكل تهديداً نووياً فحسب، بل إنها تنشر إرهابها في المنطقة، وتنفذ عمليات إرهابية وتستهدف أهدافاً مدنية".
وأضاف كوخافي، أن "كل هذا يتطلب أن نعمل بشكل أكبر على كافة المستويات من أجل الحصول على المعلومات الاستخباراتية لمواجهة تلك التهديدات، سواء سقوط صاروخ أو عملية تسلل أو هجمات إلكترونية، أو حتى تهديدات ضد سفن وطائرات إسرائيلية".
وفد إسرائيلي إلى دبي
وأفادت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، بتوجه وفد من مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلى دبي، السبت، للتحقيق في الهجوم، وإصلاح الأضرار.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمنيين، إن التقديرات الأولية تشير إلى أن الحرس الثوري الإيراني قام بإطلاق صاروخ أو اثنين عمداً، باتجاه السفينة "إم في هيليوس راي"، أثناء إبحارها بالقرب من مضيق هرمز.
وأوضحت أن تل أبيب "تخشى منذ فترة أن تفتح طهران جبهة جديدة ضدها عن طريق البحر، إذ حذر مسؤولو الدفاع خلال السنوات الأخيرة، من أن هذا قد يهدد حرية الملاحة في الخليج العربي، ويلحق أضراراً بالغة بالاقتصاد الإسرائيلي، من خلال خفض الواردات"، مشيرة إلى أن "أي تهديد يستهدف ملاحتها عبر هذه الممرات المائية، هو تهديد استراتيجي، لأن 90% من واردات وصادرات البلاد تقام عن طريق البحر".
والسفينة التي تستخدم كحاملة سيارات، كانت في طريقها إلى سنغافورة قادمة من السعودية، عندما وقع الانفجار، ثم تم تحويلها إلى ميناء في دبي لتقييم الضرر، إذ لم يبلغ عن وقوع إصابات أو وفيات، وظل محرك السفينة سليماً.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قال خلال مقابلة مع قناة "كان": "سنحتاج إلى مواصلة التحقيق، لكن يمكننا القول على وجه اليقين، إن إيران تحاول تدمير البنى التحتية الإسرائيلية، وإلحاق الضرر بالمواطنين الإسرائيليين"، مشيراً إلى أن قرب السفينة من إيران خلال الحادث "عزز الشكوك ضدها".
ويتصل خليج عُمان بمياه الخليج عبر مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو ممر ضيق بين إيران وسلطنة عمان، تمر منه نحو خُمس تجارة النفط العالمية.
وبحسب وكالة "رويترز"، فتشير قاعدة بيانات ملاحية للأمم المتحدة، إلى أن شركة شحن في تل أبيب تسمى "راي شيبينغ ليميتد" تملك السفينة ناقلة السيارات، من خلال شركة مسجلة في جزيرة مان.
وتصاعدت التوترات في منطقة الخليج العربي، منذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران في 2018، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى والمبرم في 2015.
ومنذ ذلك الوقت، تلقي واشنطن باللوم على إيران في عدد من الهجمات على سفن بمياه الخليج العربي، بما في ذلك هجوم استهدف ناقلتي نفط سعوديتين. وتنأى إيران بنفسها عن هذه الهجمات.