اقترحت أرمينيا، الخميس، إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول حدودها مع أذربيجان وحول منطقة ناجورنو قرة باغ الانفصالية، فيما سيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريفان في 22 نوفمبر لبحث ملف الاشتباكات بين البلدين.
وقال رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان لمجلس الوزراء خلال اجتماع: "لقد تقدمت بمبادرة لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول ناجورنو قره باغ"، مشيراً إلى أن بلاده "ستقدم أيضاً مبادرة لإقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد على 3 كيلومترات على طول الحدود الأرمينية-الأذربيجانية"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأضاف: "أود أن أؤكد أن القوات المسلحة الأذربيجانية يجب أن تنسحب من جميع الأراضي المحتلة الخاضعة لسيادة أرمينيا، وموقفنا هذا لن يتغير أبداً"، بحسب وكالة الأنباء الأرمينية.
بوتين إلى أرمينيا
من جهتها، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، الأربعاء، أن بوتين سيزور أرمينيا في 22 نوفمبر لإجراء محادثات، مشيرة إلى أن اشتباكات أرمينيا وجارتها أذربيجان ستكون على جدول الأعمال.
وذكرت الوكالة الروسية، نقلاً عن الخدمة الإخبارية للحكومة الأرمينية، أن بوتين تحدث إلى رئيس الوزراء الأرميني وناقش التطورات التي حدثت منذ أن أجرى الزعيمان محادثات ثلاثية مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في 31 أكتوبر.
وفي اجتماع أكتوبر، اتفق علييف وباشينيان على عدم استخدام القوة، والالتزام بالاتفاقيات السابقة التي كانت تهدف إلى إنهاء أحدث جولات القتال بين البلدين، بحسب وكالة "رويترز".
وأضافت وكالة الإعلام الروسية أن بوتين سيبقى في يريفان لحضور اجتماع في 23 نوفمبر لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري تقوده موسكو، ويضم في عضويته أرمينيا وليس أذربيجان.
وجاء الاقتراح الأرميني بعد أيام من تجديد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مطالبته للجيش الأرميني بالانسحاب من ناجورنو قره باغ.
وساطة أميركية وأخرى أوروبية
وبينما تزداد عزلة موسكو على الساحة الدولية منذ غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير الماضي، يؤدي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي دوراً رئيسياً كوسيطين في عملية التطبيع بين باكو ويريفان.
والتقى باشينيان وعلييف في بروكسل مرات عدة برعاية الاتحاد الأوروبي، وسبق لوزيري خارجية البلدين أن التقيا في سبتمبر في نيويورك بتدبير من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أجرى، الاثنين الماضي، محادثات مع وزيري خارجية البلدين.
وقال بلينكن قبل الاجتماع إن "الولايات المتحدة ملتزمة بمفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان"، مضيفاً أن "الحوار المباشر هو أفضل وسيلة لسلام دائم، ونحن مسرورون جداً لدعم ذلك".
وخاض البلدان حربين بسبب جيب ناجورنو قرة باغ الواقع في أذربيجان، والذي تسكنه غالبية من الأرمن، في تسعينات القرن الماضي وعام 2020، فيما اندلعت اشتباكات جديدة في سبتمبر الماضي أسفرت عن سقوط أكثر من 280 شخصاً من الجانبين.
وخلّفت حرب خريف 2020 بين أرمينيا وأذربيجان أكثر من 6500 ضحية من الجانبين، وانتهت بهزيمة عسكرية أرمينية واتفاق سلام برعاية موسكو.