مؤتمر المناخ "COP 27".. خلافات مستمرة في الوقت الإضافي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الناشطة المناخية الألمانية لويزا نيوباور تشارك في احتجاج للمطالبة بالعدالة المناخية وحقوق الإنسان في مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات خلال قمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ في مصر. 19 نوفمبر 2022. - REUTERS
الناشطة المناخية الألمانية لويزا نيوباور تشارك في احتجاج للمطالبة بالعدالة المناخية وحقوق الإنسان في مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات خلال قمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ في مصر. 19 نوفمبر 2022. - REUTERS
شرم الشيخ- وكالات

تسود حالة من الترقب أجواء مؤتمر المناخ (COP27)، السبت، انتظاراً للبيان الختامي وسط استمرار الخلافات بين الدول المشاركة، الأمر الذي دفع مصر، التي تستضيف المؤتمر، إلى تمديد انعقاده بعد أن كان من المقرر أن تنتهي أعماله، الجمعة.

وقال وائل أبو المجد، الممثل الخاص لرئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، السبت، إن "أموراً صغيرة" تحتاج إلى حل قبل الانتهاء من اتفاق المناخ.

وقال لرويترز رداً على سؤال حول قرب التوصل لاتفاق: "نبذل قصارى جهدنا، هناك أمور صغيرة نحتاج للعمل عليها."

وقال مصدر قريب من المفاوضات إن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد طريقة تمكنها من الموافقة على المقترحات المطروحة في قمة المناخ بشأن إنشاء صندوق لمساعدة الدول النامية على مواجهة تكلفة الكوارث المرتبطة بتغير المناخ.

وقال مصدر أميركي آخر مطلع على المفاوضات إن الولايات المتحدة كانت "منخرطة بقوة" في المباحثات بشأن اتفاق "الخسائر والأضرار".

بوادر الأمل

وقال مفاوضون إنهم على وشك تحقيق انفراجة في ما يتعلق بجهود تعويض الدول الفقيرة المثقلة بالفعل بتداعيات مناخية باهظة التكلفة، فيما قال مصدر أوروبي لوكالة "فرانس برس"، السبت، إنه تم التوصل إلى "اتفاق" بشأن الخسائر والأضرار المناخية، في مؤتمر المناخ (COP27)، بعد نشر منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ، مسودة لأحدث مقترح لمعالجة القضية.

وأوضح المصدر الأوروبي أنه "تم التوصل إلى اتفاق" حول إنشاء صندوق خاص مكرس للخسائر والأضرار، "يوجه" الأموال إلى أكثر الدول ضعفاً إزاء التغير المناخي.

في المقابل، قال مسؤول سياسات المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانس: "نفضل ألا نقرر شيئاً على أن نتخذ قراراً سيئاً".

وعبر عن قلقه من أن بعض الدول تقاوم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق على تخفيضات أكثر جرأة للانبعاثات خلال العقد الحالي، دون أن يذكر أسماء تلك الدول.

ويُنظر إلى نتائج المؤتمر المستمر منذ أسبوعين، والذي كان من المفترض أن ينتهي الجمعة، على أنه اختبار للعزم الدولي على مكافحة تغير المناخ، حتى في الوقت الذي تشتت فيه الحرب في أوروبا وارتفاع التضخم انتباه العالم.

ومع استمرار انقسام الدول حول عدد من الموضوعات الرئيسية، السبت، حث وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي يرأس (كوب27) جميع الأطراف على "الارتقاء إلى مستوى الحدث" وتوحيد الآراء حول اتفاق نهائي.

الخسائر والأضرار

وتتضمن مسودة البيان الختامي المنتظر اتفاقاً على "إنشاء صندوق للاستجابة للخسائر والأضرار". وتحتاج المسودة إلى موافقة الدول المشاركة في قمة "COP 27" بمصر، والبالغ عددها نحو 200 دولة.

وهيمنت دعوة الدول النامية إلى إنشاء صندوق الأضرار المناخية على مفاوضات الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، ما دفع القمة للاستمرار بعد موعد انتهائها الأصلي، الذي كان مقرراً الجمعة، مع مواجهة الدول صعوبة في التوصل لاتفاق.

وحسب المقترح، سيتم ترحيل معظم القرارات الأكثر إثارة للجدل حول الصندوق إلى العام المقبل، وعندها ستُقدم "لجنة انتقالية" توصيات للدول ليتم تبنيها في قمة المناخ "COP 28" في نوفمبر 2023.

وستتضمن هذه التوصيات "تحديد موارد التمويل وتوسيع نطاقها"، في إشارة إلى السؤال المحير بشأن الدول التي يتعين عليها تمويل الصندوق الجديد.

وبعد سنوات من مقاومة الدول الغنية لدعوات الدول المعرضة للتأثر بتغير المناخ، التي تطالب بتعويضات عن الخسائر والأضرار، قال الاتحاد الأوروبي، إنه سيؤيد إنشاء صندوق إذا شاركت في تمويله الاقتصادات الناشئة كثيفة الانبعاثات مثل الصين، بدلاً من الاقتصار فقط على الدول المسؤولة تاريخياً عن التسبب في قدر كبير من الانبعاثات، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقال كونال ساتيارثي، وهو أحد المفاوضين عن الهند، إنه يعتقد أن اتفاق الخسائر والأضرار سيتم إقراره "بالتأكيد"، ووجه الشكر إلى الدول الأخرى على مرونتها.

وقال وزير المناخ النرويجي إسبن بارث أيده إن بلاده سعيدة بالاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار.

ووصف أفيناش بيرسود مفاوض بربادوس ذلك بأنه "نصر صغير للبشرية" نتج عن قيادة دول عبارة عن جزر صغيرة وتضامن بقية العالم.

وقال بيرسود: "نحن الآن بحاجة إلى زيادة الجهود وراء التحول في مجال الطاقة والنقل والزراعة.. مما سيحد من هذه الخسائر والأضرار المناخية في المستقبل".

وفكرة صندوق الخسائر والأضرار مطروحة منذ عقود، لكن لم يتم من قبل وضعها في جدول الأعمال الرسمي لقمة المناخ إذ تخشى الدول الغنية أن تعرضها لتحمل المسؤولية عن مساهمتها التاريخية في الانبعاثات.

ولم تتضمن المسودة مقترحاً من الهند دعمه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يطالب الدول بالخفض التدريجي لاستخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري، بدلا من التوقف تدريجياً عن استخدام الفحم فحسب.

تمديد المؤتمر

ومدّدت الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ، الجمعة، المؤتمر ليوم إضافي بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن عدد من النقاط الخلافية، بينها تعويض الدول الفقيرة عن خسائر وأضرار التغير المناخي.

وعقد ممثلو نحو 200 دولة مجتمعين في منتجع شرم الشيخ في مصر، اجتماعات ومباحثات ثنائية طوال ليل الجمعة إلى السبت، في محاولة لتحقيق تقدم على صعيد النقاط الشائكة، مثل مصير الطاقة الأحفورية، أو التعويض عن الأضرار الحاصلة جراء التغير المناخي، في ما بات يعرف بملف "الخسائر والأضرار".

ووعدت الرئاسة المصرية للمؤتمر، التي انتقدت التأخّر الحاصل في المفاوضات المعقّدة، الجمعة، بتولّي زمام المبادرة. وحضّ رئيس "COP 27" وزير خارجية مصر سامح شكري، الأطراف على تكثيف الجهود في المفاوضات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات