تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات، الأحد، بقصف محطة زابوروجيا النووية بعد وقوع انفجارات قوية بالقرب منها السبت والأحد، وسط تنديد وكالة الطاقة الذرية التي طالبت من يقف وراء تلك الضربات بـ"التوقف فوراً"، قائلة إن تلك الهجمات "غير مقبولة أبداً".
اتهم الجيش الروسي كييف بقصف المحطة التي تسيطر عليها موسكو، فيما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرجو أتوم" إن روسيا هي التي قصفت المحطة، وإن منشآت البنية التحتية في المحطة تعرّضت لما لا يقل عن 12 قصفاً.
وأضافت الشركة الأوكرانية، عبر تطبيق تليجرام، أن قائمة المعدات المتضررة تشير إلى أن المهاجمين "استهدفوا وعطلوا بشكل دقيق البنية التحتية التي كانت ضرورية لإعادة تشغيل وحدتي الطاقة الخامسة والسادسة"، واستئناف إنتاج الطاقة لسد احتياجات البلاد.
الوكالة الذرية تندد
نددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الأحد، بتعرّض المحطة للهجوم، وطالبت من يقفون وراء الانفجارات التي وقعت هناك بالتوقف عن ذلك على الفور.
تعرّضت المحطة الأوكرانية للقصف مراراً منذ سيطرت عليها روسيا عند غزوها أوكرانيا، وسط مطالبات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنشاء منطقة عازلة تُحظر فيها الأنشطة العسكرية حول المحطة، لمنع اندلاع كارثة في أكبر محطة نووية في أوروبا.
وكانت المحطة النووية وهي الأكبر في أوروبا، توفر نحو خُمس احتياجات أوكرانيا من الكهرباء قبل الغزو الروسي في 24 فبراير، واضطرت للعمل بمولّدات احتياطية عدة مرات.
"مستويات الإشعاع طبيعية"
الجيش الروسي قال في بيان إن كييف "لا توقف استفزازاتها الهادفة إلى إثارة خطر وقوع كارثة بشرية في محطة زابوروجيا للطاقة النووية".
ولفت إلى أن مستويات الإشعاع في المحطة "لا تزال طبيعية"، رغم القصف يومي السبت والأحد.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مسؤول في شركة الطاقة النووية الروسية "روس إنيرجو آتوم"، أن محطة زابوروجيا تعرّضت لقصف أوكراني، لكن لم يتم رصد أي تسرّب إشعاعي.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن رينات كارتشا مستشار الرئيس التنفيذي للشركة، أنه تم إطلاق 15 قذيفة على منشآت المحطة.
وأضاف المسؤول: "لم يتم قصفها أمس فقط بل اليوم أيضاً، وهي تتعرّض للقصف الآن"، مضيفاً أن أي هجوم مدفعي على الموقع يهدد السلامة النووية.
وأوضح أن القذائف أُطلقت بالقرب من مستودع للنفايات النووية الجافة ومبنى يضم كميات جديدة من الوقود النووي المستنفد. ونقلت "تاس" عنه القول إنه لم يتم رصد انبعاثات مشعة حتى الآن.
"تحريض على الإبادة"
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بالتحريض على "الإبادة الجماعية" عبر التلفزيون الرسمي.
وأشار كوليبا في تغريدة على تويتر ضمّنها مقطعاً من التلفزيون الروسي، تتحدث عن الضربات الروسية التي تهدف إلى التعبير عن "كراهية روسيا المقدسة" للأوكرانيين.
وقال كوليبا: "التحريض على الإبادة الجماعية في التلفزيون الرسمي الروسي على قدم وساق، يعترفون بأن روسيا تقصف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا حتى يعيش المدنيون في ظروف لا تُحتمل وإنهم يدعون إلى مزيد من الضربات".
وأضاف أنه ينبغي "حظر الدعاية الحكومية الروسية في دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول تماماً".