
قال رئيس أذربيجان إلهام علييف، الجمعة، إن اللقاء المقرر مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في بروكسل في 7 ديسمبر "لن يُعقد".
وأضاف علييف أن باشينيان قال إنه سيشارك في الاجتماع إذا حضره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفقاً لما ذكرته وكالة "إنترفاكس" الروسية.
تخوض أذربيجان وأرمينيا عدة مواجهات منذ عقود ضمن نزاع للسيطرة على منطقة ناجورنو قره باغ، كان من أشدها معارك في عام 2020، خلّفت أكثر من 6500 ضحية من الجانبين وانتهت بهزيمة عسكرية أرمينية، واتفاق سلام برعاية موسكو، وفقاً لـ"فرانس برس".
ولكن مواجهات متقطعة استمرت رغم وجود قوات روسية سواء في ناجورنو قره باغ أو عند الحدود المعترف بها بين البلدين، كما حصل في سبتمبر، حين سقط 286 شخصاً على الأقل في مواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
اندلعت الحرب الأولى بين البلدين عند سقوط النظام السوفيتي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، للسيطرة على هذه المنطقة ذات الغالبية الأرمينية في الأراضي الأذربيجانية، ما أسفر عن سقوط نحو 30 ألف شخص.
وفيما تزداد عزلة موسكو على الساحة الدولية منذ غزوها أوكرانيا في أواخر فبراير، يؤدي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دوراً رئيسياً كوسيطين في عملية التطبيع بين باكو ويريفان.
والتقى باشينيان وعلييف في بروكسل عدة مرات برعاية الاتحاد الأوروبي، وسبق لوزيري خارجية البلدين أن التقيا خلال سبتمبر في نيويورك بتدبير من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وفقاً لـ"فرانس برس".
وتنظر روسيا بسلبية إلى هذه المبادرات، إذ تسعى إلى تأكيد نفوذها في منطقة القوقاز، وتشك في رغبة الغرب بمنافستها أثناء انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
ماكرون على الخط
في 12 نوفمبر الجاري، أجرى ماكرون محادثة هاتفية مع علييف، أعرب خلالها الجانبان عن رغبتهما في "الحفاظ على تنسيق وثيق"، بحسب ما أفاد الإليزيه في بيان.
وقال قصر الإليزيه إن ماكرون وعلييف "يأملان الحفاظ على تنسيق وثيق في أعقاب قمة براغ" التي جمعت في السادس من أكتوبر علييف وباشينيان، على هامش الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية.
وأشار إلى أن إيمانويل ماكرون "رحّب بالتأثير المثبّت للاستقرار للبعثة المدنية للاتحاد الأوروبي على طول الحدود مع أذربيجان"، والتي تقرّر نشرها خلال قمة براغ.
كما جدّد تأكيده "استعداد فرنسا الكامل لمتابعة عملية تطبيع العلاقات بين البلدين، والعمل من أجل حلّ سياسي في المنطقة يسمح بإرساء السلام بشكل دائم".
مباحثات في واشنطن
مطلع الشهر الجاري، عقدت أرمينيا وأذربيجان جلسة محادثات في واشنطن برعاية الولايات المتحدة بعد ساعات من تبادل الطرفين الاتهامات بشأن جولة قصف جديدة على طول حدودهما.
واستضاف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزيري خارجية البلدين المتحاربين.
وقال بلينكن قبل الاجتماع إن "الولايات المتحدة ملتزمة بمفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان"، مضيفاً أن "الحوار المباشر هو أفضل وسيلة لسلام دائم، ونحن مسرورون جداً لدعم ذلك".
وأفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته، أن الاجتماع كان أقل من مفاوضات سلام بالمعنى الحرفي للكلمة، وأكثر من توفير فرصة للطرفين المتحاربين للالتقاء والتحدث.
وتعهد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قبيل الاجتماع بعدم اللجوء للقوة"، خلال قمة في روسيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولكن وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت النار على مواقع أرمينية تقع في المنطقة الشرقية من الحدود، عشية المحادثات، دون وقوع ضحايا، وفق بيان لوزارة الدفاع الأرمينية.
بدورها، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بإطلاق النار "بأسلحة خفيفة من عيارات مختلفة" على مواقع باكو، دون أن تبلّغ عن أي خسائر حينها.
منطقة منزوعة السلاح
عقب المحادثات في واشنطن، اقترحت أرمينيا إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول حدودها مع أذربيجان وحول منطقة ناجورنو قرة باغ.
وقال باشينيان لمجلس الوزراء خلال اجتماع: "لقد تقدمت بمبادرة لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول ناجورنو قره باغ"، مشيراً إلى أن بلاده "ستقدم أيضاً مبادرة لإقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد على 3 كيلومترات على طول الحدود الأرمينية - الأذربيجانية"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأضاف: "أود أن أؤكد أن القوات المسلحة الأذربيجانية يجب أن تنسحب من جميع الأراضي المحتلة الخاضعة لسيادة أرمينيا، وموقفنا هذا لن يتغير أبداً"، بحسب وكالة الأنباء الأرمينية.