اعتمد القضاء الإيراني، الأربعاء، حكم الإعدام بحقّ 4 رجال أدينوا بـ"التعاون" مع إسرائيل، في الوقت الذي تعهدت فيه إيران بعدم استهداف إسرائيليين في تايلندا، بحسب برقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولين إسرائيليين مطلعين على الأمر.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في 22 مايو، في بيان، أنه أوقف أعضاء "شبكة تعمل تحت إدارة الاستخبارات الإسرائيلية".
وأعلن موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطات القضائية، الأربعاء، أنه "وفقاً للقرار النهائي الذي أصدرته المحكمة العليا، حُكم على المتهمين حسين أردوخان زاده وشاهين إيماني محمود آباد وميلاد أشرفي آتباتان ومنوشهر شهبندي بجندي بالإعدام لتعاونهم مع النظام الصهيوني (إسرائيل) وبتهمة الاختطاف".
ولم يوضح الموقع مكان عملهم او مكان توقيفهم، لكن جاء في النص أن "هؤلاء الأشخاص ارتكبوا أعمال سرقة وتدمير لممتلكات شخصية وعامة وخطف والإجبار على اعترافات كاذبة".
وأضاف "ميزان أونلاين" أن "3 متهمين آخرين حكم عليهم بالسجن من 5 إلى 10 سنوات بتهمة ارتكاب جرائم ضد أمن البلاد والتواطؤ في عمليات خطف وحيازة أسلحة".
وأعلنت إيران، في نهاية يوليو، اعتقال "عملاء" مرتبطين بالموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، قائلة إنهم عناصر من مجموعة كردية متمردة محظورة بتهمة التخطيط لاستهداف "مركز دفاع حساس".
تايلندا وإسرائيل
وتأتي هذه الأحكام فيما أظهرت برقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولون إسرائيليون مطلعون أن الحكومة التايلندية أبلغت إسرائيل بأنها تلقت تطمينات من إيران بألا تقوم بأي عمليات تستهدف الإسرائيليين على أراضيها.
وتعد تايلندا مقصداً رئيسياً للسياح الإسرائيليين، وقد اتهمت تل أبيب عملاء إيرانيين عدة مرات في العقد الأخير بمحاولة القيام بعمليات ضد إسرائيليين في هذا البلد، وفقاًَ لما ذكره موقع "أكسيوس" الأميركي.
وفي يونيو الماضي، قالت وسائل إعلام تايلندية إن القوات الأمنية في البلاد في حالة تأهب نظراً لوجود مخاوف بشأن عملاء إيرانيين محتملين في البلاد، واعتقال عميل إيراني بالقرب من إندونيسيا.
وفي 15 نوفمبر الجاري، التقى مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية عليزة بن نون مسؤولاً رفيعاً من وزارة الخارجية التايلندية في بانكوك، وفقاً لما أوردته نسخة من برقية دبلوماسية اطلع عليها "أكسيوس".
وقالت البرقية إن المسؤول أطلع بن نون على رحلة قام بها إلى طهران في أغسطس، وكانت القضية الأساسية التي ناقشها خلال الزيارة هي الملف الأمني.
التزام إيراني
ووفقاً للبرقية الإسرائيلية، قال دبلوماسي تايلندي رفيع المستوى إنه طلب من الإيرانيين تجديد التزامهم الذي قطعوه قبل عام، ولم يعلن على الملأ حتى الآن، بعدم استهداف إسرائيليين في تايلندا، وYن الإيرانيين أكدوا أنهم سيوفون بالتزامهم.
وقالت "أكسيوس" إن مسؤولين إسرائيليين اثنين، تحدثا شرط إخفاء هويتهما، أكدا محتوى البرقية.
ولكن السفير التايلندي في إسرائيل باناباه تشاندرامارايا قال لـ"أكسيوس" إن "تلك الرواية غير صحيحة، لكنه لم يحدد أي جزء منها غير صحيح".
من جانبه، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق وقال: "لا نعلق في وسائل الإعلام على محتوى محادثات دبلوماسية".
"مؤامرات في دول ثالثة"
وفي الأعوام الماضية الأخيرة، زعمت الاستخبارات الإسرائيلية أنها أحبطت عدة مؤامرات ضد مسؤولين إسرائيليين، ورجال أعمال وسياح في عدة بلدان بينها تركيا وجورجيا وقبرص.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من هجمات محتملة على مواطنيهم في الخارج لأن الحكومة الإيرانية هددت بالانتقام لعدة عمليات اغتيال لقادة عسكريين، وعملاء نوويين، تتهم طهران إسرائيل بالوقوف ورائها.
ونفت إيران مراراً استهداف إسرائيليين في دول ثالثة، رافضة التقارير عن خطة مزعومة ضد السياح الإسرائيليين في إسطنبول الصيف الماضي، واصفة تلك التقارير بأنها "بلا أساس".
وتعرض 3 إيرانيين للسجن في تايلندا في 2012 بتهمة الشروع في هجوم بقنبلة، بعد يوم من استهداف دبلوماسيين إسرائيليين في الهند وجورجيا.
وأطلق سراحهم في 2020 كجزء مما وصفته حكومة تايلندا بأنه نقل سجناء شمل إطلاق سراح الأكاديمية الأسترالية كيلي مور جيلبيرت، والتي اعتقلت في إيران في 2018.