قال مسؤولون أتراك، الجمعة، إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيبحث فكرة نقل الغاز الطبيعي التركمانستاني عبر بلاده إلى أوروبا، خلال محادثات مقررة، الأسبوع المقبل، مع رئيسي تركمانستان وأذربيجان.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن أردوغان سيلتقي نظيريه التركمانستاني سردار بردي محمدوف والأذربيجاني إلهام علييف في منتجع أوازا المطل على بحر قزوين، الأربعاء.
وأضاف المسؤولون أن الفكرة ستكون "نقل الغاز على متن السفن إلى أذربيجان ومن ثم ضخه في خطوط الأنابيب في ممر الغاز الجنوبي، الذي يربط أذربيجان بأوروبا عبر جورجيا وتركيا".
لكن لم يتضح على الفور متى ستبدأ الشحنات في الوصول بموجب الخطة المقترحة، أو مدى جدواها تقنياً على المدى القصير.
وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، الخميس: "هدفنا أن نصبح مركزاً لتجارة الغاز، حيث يتم تحديد سعر مرجعي للغاز".
وتعمل تركيا على أن تصبح طريقاً رئيسياً لنقل الطاقة، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يمتد عبر أوروبا وآسيا ويتحكم في الوصول إلى البحر الأسود، كما تسعى لاستخدام مشروعات الطاقة، لتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، وقررت أنقرة بالفعل مضاعفة قدرة خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (TANAP) إلى 32 مليار متر مكعب سنوياً.
أسواق بديلة لروسيا
من جانبها تسعى روسيا إلى إيجاد أسواق جديدة، بعد أن قطعت الإمدادات عن معظم دول أوروبا الغربية، التي كانت ذات يوم أكبر مشتر لها، فيما يكافح الاتحاد الأوروبي لخفض إمدادات الغاز الطبيعي من موسكو، ما أدى إلى قفزة في أسعار الطاقة.
وأشارت "بلومبرج"، في تقرير الخميس، إلى أن تركيا تستضيف محادثات مع وفد روسي في أنقرة لطلب خصم بأكثر من 25% على أسعار وارداتها من الغاز من روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا والتأثير المتتالي على أسواق الطاقة، أعاد العديد من الأفكار غير المرجحة سابقاً بشأن طرق نقل الطاقة إلى الطاولة مجدداً.
وبينما تضخ أذربيجان بالفعل الغاز إلى أوروبا، ما يساعد على سد الفجوات التي خلفها تقليص التدفقات الروسية، لا تزال موارد تركمانستان الهائلة غير مستغلة إلى حد كبير، لكن تلك الدولة لم تتمكن من إرسالها إلى أوروبا وسط عدم وجود اتفاقات لشحنها عبر بحر قزوين عبر خط الأنابيب.
وتشحن تركمانستان ما يقرب من ثلث الغاز الذي تنتجه إلى الصين، بينما يتم استهلاك الباقي محلياً أو تسليمه إلى روسيا، وفقاً للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لشركة "BP Plc".
وتقول شركة "بريتيش بتروليوم" إن احتياطيات الغاز المؤكدة في تركمانستان تبلغ ما يقرب من "ثلث احتياطيات روسيا"، إذ بلغت 13.6 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2020.
ودانت تركيا الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ فبراير الماضي، لكنها لم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد موسكو.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تركيا يجب أن تصبح "مركزاً جديداً" للغاز ولشحن الوقود إلى أوروبا، لكن المسؤولين الأوروبيين رفضوا الفكرة، واتهموا بوتين بـ"استخدام إمدادات الطاقة كسلاح في غزو أوكرانيا".