أعلنت كوريا الشمالية، الاثنين، أنها أجرت تجربة "مهمة" لتطوير قمر صناعي للتجسس تسعى لاستكماله بحلول أبريل 2023.
ونقلت "بلومبرغ" عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الحكومية، قولها إن الاختبار كان عبارة عن "إطلاق بزاوية عالية لقمر صناعي تجريبي على ارتفاع 500 كيلومتر (311 ميلاً) يحمل عدة كاميرات وأجهزة إرسال".
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن بيونج يانج أجرت "اختباراً مهماً للمرحلة النهائية لتطوير (أ) قمر صناعي للاستطلاع" في موقع سوهي لإطلاق الأقمار الاصطناعية في منطقة تشونج شانج-ري في شمال غربي البلاد، وفقاً لـ"فرانس برس".
مراجعة قدرة بيونج يانج
وأوضحت الوكالة أن التجربة، كانت تهدف إلى مراجعة قدرة كوريا الشمالية في التصوير بالأقمار الصناعية ونقل البيانات وأنظمة التحكم الأرضية.، وفقاً لـ"رويترز".
التجربة الأخيرة تأتي بعدما أطلقت بيونج يانج، الأحد، صاروخين باليستيين باتجاه بحر اليابان وبعد اختبارها قبل أيام، محركاً عالي الدفع يعمل بالوقود الصلب وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه اختبار هام "لتطوير نظام سلاح استراتيجي من نوع جديد"، وفقاً لـ"فرانس برس".
وأفادت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي بأن "كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين باتجاه بحر الشرق"، أو بحر اليابان كما يسمى أيضاً.
ولفت نائب وزير الدفاع الياباني توشيرو إينو، إلى أن الصاروخين سقطا خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. وحلّق الصاروخان على ارتفاع 550 كيلومتراً لمسافة 250 كيلومتراً، وفقاً لوزارة الدفاع اليابانية.
وقال الباحث تشيونج سيونج تشانج في معهد سيجونج "بما أن الصاروخين الذين تم إطلاقهما الأحد هما صاروخان باليستيان متوسطا المدى، نقدّر أن هذه تجربة لإطلاق صاروخ باليستي جديد مزود بمحرك يعمل بالوقود الصلب تم اختباره في 15 ديسمبر".
وعلى الرغم من العقوبات الدولية المشددة المفروضة على برامج تسلحها، تمكنت بيونج يانج من بناء ترسانة صواريخ بالستية عابرة للقارات، وفقاً لـ"فرانس برس".
لكن جميع هذه الصواريخ المعروفة تعمل بالوقود السائل. وقد أعطى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أولوية استراتيجية لتطوير محركات تعمل بالوقود الصلب لصواريخ أكثر تطوراً.
وأعرب كيم هذا العام عن رغبته في أن تكون بلاده القوة النووية الأكبر في العالم، مؤكداً أن بلاده دولة نووية وهذا الأمر "لا عودة عنه".
أما طموحاته التي كشف عنها العام الماضي فقد تضمنت صنع صواريخ عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب ويمكن إطلاقها من اليابسة أو من غواصات.
واعتبر محللون أن الاختبار الأخير للمحرك يعد خطوة باتجاه هذا الهدف، لكن ليس واضحاً إلى أي مدى وصلت كوريا الشمالية في تطوير صاروخ كهذا.
65 صاروخاً باليستياً
وأطلقت بيونج يانج موجة غير مسبوقة من الصواريخ من كافة الأنواع هذا العام، بينها صاروخ باليستي يعد الأكثر تطوراً.
وقدّرت "بلومبرغ"، أن كوريا الشمالية أطلقت نحو 65 صاروخاً باليستياً هذا العام، وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلقه الزعيم كيم جونج أون، خلال عام منذ توليه السلطة قبل عقد، في تحدٍ لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر عمليات الإطلاق هذه.
وصعدت بيونج يانج من الاستفزازات في الأشهر الأخيرة، للتعبير عن غضبها من التدريبات العسكرية المشتركة في المنطقة مع الولايات المتحدة وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.
لكن التجارب الصاروخية سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في محاولة إبطاء طموحات كيم النووية، وفقاً لـ"بلومبرغ".
وحذرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية من أن بيونج يانج قد تزيد التوتر في القريب العاجل من خلال تجربة نووية، ستكون الأولى منذ 5 سنوات والسابعة بشكل عام. وهددت كلّ من واشنطن، وطوكيو، وسول بـ"عقوبة قاسية ومنسقة".
وقد تستخدم التجربة النووية لتعزيز سعي كيم للحصول على رؤوس حربية نووية مصغرة لتركيبها على صواريخ لضرب كوريا الجنوبية واليابان، اللتين تستضيفان الجزء الأكبر من القوات الأميركية في آسيا.
ودفع عزل الولايات المتحدة لروسيا بسبب غزوها أوكرانيا منذ فبراير، إلى جانب العداء المتزايد تجاه الصين، كيم لتقوية ردعه النووي دون خوف من مواجهة المزيد من العقوبات في مجلس الأمن، إذ لا توجد فرصة تقريباً لروسيا أو الصين، اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي، لدعم أي إجراءات ضد كوريا الشمالية.