شدد البيان الختامي لـ"مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، في دورته الثانية، على دعم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون الإقليمي معه في قطاعات عديدة، والاتفاق على أن تعقد النسخة القادمة من المؤتمر في مصر.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر "بغداد 2"، الذي استضافه الأردن، الثلاثاء، على ضرورة الوقوف إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات بما في ذلك مواجهة الإرهاب.
ولفت البيان إلى "تحقيق العراق نصراً تاريخياً على الإرهاب بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي"، وجدد المشاركون في المؤتمر إدانتهم التطرف والإرهاب بجميع أشكاله.
وأشار البيان إلى ضرورة استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق، "دعماً لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية".
وجدد المشاركون دعمهم للعراق في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه.
وانطلق "مؤتمر بغداد 2" في العاصمة الأردنية عمان، الثلاثاء، بتنظيم عراقي فرنسي وشاركت فيه الأردن، والسعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، وسلطنة عُمان، وقطر، والكويت، وتركيا، وإيران، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الخارجية العراقي فؤاد حسين، والفرنسية كاترين كولونا، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، استضافة مصر للنسخة القادمة من مؤتمر بغداد العام المقبل.
التعاون الإقليمي
وتطرق البيان إلى أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن، ومصر، والعراق، والمشاريع الاقتصادية المتفق عليها، بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث.
وأكد المشاركون في المؤتمر أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، "خاصة في مجالات الربط الكهربائي والنقل، وغيرها من المشاريع الإقليمية التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية، وبناء الجسور مع الأسواق العالمية، وبما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها".
وشدد البيان الختامي على أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلب "علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات، والتعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء".
واستعرض المشاركون انعكاسات الأزمات الاقليمية والدولية على العراق والمنطقة، وأكدوا أن تجاوزها يستوجب تعاوناً إقليمياً شاملاً، ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة، وتدعم العملية التنموية في العراق وتسهم في عملية التنمية الإقليمية.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن حكومته منفتحة على بناء شراكات إقليمية لربط العراق بمحيطه.
وأضاف السوداني، خلال كلمته أمام المؤتمر، أن حكومته وضعت مكافحة الفساد على رأس أولوياتها، مناشداً الدول الصديقة لمساعدة العراق على استعادة أمواله المنهوبة.
وأشار إلى أن العراق يواجه تهديداً وجودياً بسبب شح المياه، لافتاً إلى أن بلاده عازمة على العمل مع تركيا وإيران لضمان أمنها المائي.
لقاء خماسي
وعقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، لقاء خماسياً على هامش المؤتمر ضم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.
وجرى التأكيد خلال اللقاء، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، على أهمية التواصل بين الدول والتنسيق المستمر بهدف مواجهة التداعيات الناجمة عن الأزمات الإقليمية والدولية.
واتفق المجتمعون على مواصلة العمل بشكل حثيث من أجل البناء على مخرجات مؤتمر بغداد في دورتيه الأولى والثانية، وتعزيز التعاون مع العراق ودعم أمنه واستقراره.
وشددوا على ضرورة بذل الجهود لتجذير الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية.
اقرأ أيضاً: