
حذّرت رئيسة وزراء صربيا آنا برنابيتش، الأربعاء، من أنّ الوضع في كوسوفو "على شفا نزاع مسلّح"، في وقت أقام الصرب حواجز، في تصعيد جديد للتوترات.
وقالت برنابيتش خلال مؤتمر صحافي مع منظمات غير حكومية صربية: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا، جميعاً، لمحاولة الحفاظ على السلام. نحن حقاً على شفا نزاع مسلّح بسبب الإجراءات الأحادية الجانب لبريشتينا"، عاصمة كوسوفو.
ويقيم عدّة مئات من الصرب الذين يعيشون في شمال كوسوفو حواجز على الطرق منذ العاشر من ديسمبر، للاحتجاج على اعتقال شرطي صربي سابق، مّا شلّ حركة المرور إلى معبرَين حدوديَين اثنين مع صربيا.
وبعد ساعات قليلة من إقامة الحواجز، أعلنت شرطة كوسوفو أنها تعرّضت لثلاث هجمات بالأسلحة النارية.
كذلك، استُهدفت شرطة الاتحاد الأوروبي المنتشرة في المنطقة كجزء من بعثة "إيوليكس"، بقنبلة صوتية لم تسبّب أي إصابات.
وتفاقم التوتر في شمال كوسوفو، حيث يعيش أكثر من ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم 120 ألفاً، عندما أعلنت بريشتينا عزمها إجراء انتخابات هناك في البلديات ذات الغالبية الصربية، بعد استقالة جميع المسؤولين المنتخبين، وضبّاط الشرطة الصرب في هذه المنطقة.
وفي النهاية، أجّلت سلطات كوسوفو الاقتراع حتى أبريل المقبل.
وعزّزت قوة حفظ السلام في كوسوفو التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وجودها في الشمال، وأرسلت قوات ودوريات إضافية، حسبما أفاد قائد القوة الجنرال الإيطالي أنجيلو ميشيل ريستوتشيا، الجمعة، في بيان أصدره "الناتو".
وأكد أنّ القوة لديها "جميع القدرات، بما في ذلك من حيث الموظفين، لضمان بيئة سالمة وآمنة، وحرية التنقل لجميع الجماعات، في كلّ مكان في كوسوفو".
من جهتها، طلبت صربيا من القوة الجمعة، السماح لها بنشر جنود وعناصر شرطة تابعين لها في شمال كوسوفو، من دون تلقّي ردّ حتى الآن. لكن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أعلن أنّه "شبه متأكد" من أنّ هذا الطلب "لن يُقبل".
توتر متصاعد
وتصاعد التوتر نهاية يوليو الماضي بين صربيا وكوسوفو عقب دخول قانون أعلنت عنه حكومة كوسوفو حيز التنفيذ، قبل أن تتراجع وتؤجل سريانه لشهر بغية تهدئة الأوضاع.
ويلزم القانون الجميع، بمن فيهم الصرب الذين يعيشون في كوسوفو، بالحصول على بطاقة هوية من إصدار البلد، واستبدال لوحات السيارات القادمة من صربيا المجاورة، بلوحات من إصدار كوسوفو.
وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا في عام 1999، وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلجراد ما زالت تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتدعم أقلية صربية في كوسوفو.
اقرأ أيضاً: