أقرّ الكنيست في إسرائيل، الثلاثاء، مجموعة من القوانين الخاصة بتشكيل الحكومة التي من المقرر أن يعرضها رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، الخميس، للتصويت عليها أمام الكنيست.
وأقرّ نواب الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بالقراءات الثلاث قانوناً يسمح لأي شخص مدان بجريمة، ولم يحكم عليه بالسجن، الحصول على حقيبة وزارية.
ويستفيد من القانون النائب أرييه درعي من حزب "شاس" الذي عرض نتنياهو عليه منصباً بارزاً، رغم أنه أدين في وقت سابق بارتكاب مخالفات ضريبية.
وأقرّ البرلمان أيضاً قانوناً يسمح بتسليم حقيبة وزارية بعينها لوزيرين، وهو إجراء يعني بشكل رئيسي وزارة الدفاع، والهدف منه منح زعيم "الصهيونية الدينية" اليميني بتسلئيل سموتريتش، الذي سيصبح وزيراً ثانياً، صلاحيات تتضمن الإشراف على شؤون الإدارة المدنية ومكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التابعة لوزارة الدفاع، والذي يقرر مسألة توسيع المستوطنات.
أما القانون الثالث فيتعلق بتوسيع مسؤوليات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، وهو منصب سيكون من نصيب زعيم حزب "عظمة يهودية" اليميني إيتمار بن غفير.
ويعيش بن غفير وسموتريتش في مستوطنتين إسرائيليتين، ولدى الأول تاريخ طويل من استخدام الخطاب التحريضي ضد العرب.
وقدّم رئيس الكنيست المؤقت ياريف ليفين، الثلاثاء، استقالته من منصبه، إذ من المقرر أن يتسلّم حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة، وهو المعروف بقربه من نتنياهو.
تشكيل حكومي
وبعد عرض الحكومة الإسرائيلية الجديدة أمام الكنيست، الخميس، تنتهي ولاية الحكومة السابقة التي تناوب كل من نفتالي بينيت ويائير لبيد على رئاستها، واستمرت 18 شهراً، وتشكلت من تحالف من أحزاب ذات توجهات أيديولوجية مختلفة.
ونتنياهو (73 عاماً)، الذي يستعد لشغل منصب رئاسة الوزراء للمرة الثالثة، سجّل أطول فترة على رأس حكومات إسرائيلية، للمرة الأولى بين عامي 1996 و1999 ثم من 2009 إلى 2021.
وأعلن نتنياهو، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة، بعد مفاوضات صعبة استمرت أسابيع مع شركائه من الأحزاب الدينية واليمينية.
وبناءً على الائتلاف الجديد سيجد حزب الليكود، أكبر حزب في إسرائيل والقوة البارزة في الجناح اليميني، نفسه ربما للمرة الأولى، على يسار هذا الائتلاف الذي يضم قوى من أقصى اليمين، بما في ذلك أحزاب "عظمة يهودية"، و"الصهيونية الدينية"، و"نعوم"، إضافة إلى حليفي نتنياهو القديمين "شاس" و"يهودية التوراة".
وتمكّن الائتلاف من حسم الأغلبية بـ64 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي المكوّن من 120 مقعداً.
"الأكثر فساداً"
ووجّه رئيس الحكومة المنتهية ولايته وابلاً من الانتقادات للحكومة التي يرأسها نتنياهو، واعتبر أنها ستُذكر حتى قبل تشكيلها بأنها الأكثر فساداً على الإطلاق.
وأضاف في تغريدة على "تويتر" أن رئيس الوزراء (نتنياهو) في خضم محاكمة لارتكابه جرائم جنائية خطيرة، سيعيّن المجرم الذي سُجن وأدين مرة أخرى مسؤولاً عن أموالك (درعي)، وسيتم تعيين مجرم مدان بدعم منظمة إرهابية (بن غفير) مسؤولاً عن الشرطة.. على كل صهيوني محترم يحب بلاده أن يخجل من هذه الحكومة".
"تضر الاقتصاد"
وحذر وزير المالية الإسرائيلي المنتهية ولايته أفيجدور ليبرمان، الثلاثاء، من أن الحكومة القادمة ستكون "اشتراكية جداً" بسبب اتفاق ائتلافي يتضمن حزباً يهودياً متشدداً وإن ذلك قد يتسبب في انهيار الاقتصاد.
وشغل القومي ليبرمان منصب وزير المالية على مدى 18 شهراً، لكنه سينتقل إلى المعارضة بمجرد عودة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو إلى السلطة.
ووقع نتنياهو اليميني، الذي كان حليفاً لليبرمان في السابق لكنه حالياً منافس سياسي له، حتى الآن اتفاقاً ائتلافياً واحداً، مع حزب "يهودية التوراة" المتشدد، والذي قال ليبرمان إنه يخالف الاقتصاد الحر والمفتوح.
وقال ليبرمان للصحفيين "إنه نهج اشتراكي جداً.. إنه فقط عن أخذ المال، أخذ المال بدلاً من كسب المال".
وأضاف أن "الاتفاقات التي تتبلور ستؤدي (في نهاية المطاف) إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلي"، مشيراً إلى احتمال زيادة الدعم لليهود المتشددين، الذين لا يعملون أو يؤدون الخدمة العسكرية بشكل عام، وإلغاء الإصلاحات التي جعلت إسرائيل تنفتح أمام مجموعة متنوعة من الواردات الزراعية.
وتابع ليبرمان قائلاً إن الزيادة المخطط لها في تمويل المدارس التي لا تدرس مواد أساسية مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات ستقوض "القدرة في المستقبل على دخول قوة العمل".
واعتبر زعيم لليهود المتشددين في أكتوبر أن دراسة الرياضيات واللغة الإنجليزية ليس لها تأثير على الاقتصاد.
وقال موشيه جافني، زعيم حزب "يهودية التوراة" ورئيس لجنة المالية بالكنيست، الثلاثاء، إن "هناك حملة إعلامية" ضد حزبه وإنها "محض كذب".
وقال ليبرمان إن حسابات الخزانة للاتفاق الائتلافي مع حزب "يهودية التوراة" وحده ستكلف 20 مليار شيكل (5.7 مليار دولار).
وأضاف: "آمل ألا نصل إلى النقطة التي يتم فيها خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، لكن (وكالات التصنيف) تتابع كل خطوة هنا".
ومن المقرر أن يصبح بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب (الصهيونية الدينية) اليميني المتطرف الذي كان أداؤه قوياً في انتخابات الأول من نوفمبر، وزيراً للمالية في الحكومة الجديدة، ويدعم ميزانية أعلى بشكل ملحوظ للدراسة الدينية.
اقرأ أيضاً: