قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الأربعاء، إن بلاده حسّنت استعدادها لمهاجمة إيران، وإنه "من الممكن أن تشن هجوماً على مواقع نووية إيرانية في غضون عامين أو ثلاثة"، فيما هدّد وزير الخارجية الإيراني باتخاذ "مسار جديد" في المفاوضات النووية بسبب الخلافات مع الغرب.
وأضاف جانتس، خلال حفل تخرج طيارين بالقوات الجوية، أنه سيتم استدعاء الطيارين يوماً ما للمشاركة في مثل هذا الهجوم، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وقال: "قد تعبرون السماء إلى الشرق في غضون عامين أو ثلاثة، وتشاركون في هجوم على مواقع نووية في إيران، وهو ما نستعد له، مع زيادة الاستعداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة".
وتشعر إسرائيل بقلق متزايد من أن اعتماد روسيا المتزايد على الإمكانات العسكرية الإيرانية في أوكرانيا؛ قد يدفع طهران إلى طلب المساعدة الروسية لبرنامجها النووي في المقابل.
وترفض إسرائيل تأكيدات إيران بأن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، وقالت إنها ستتخذ أي خطوات ضرورية لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.
وعلى مدى أكثر من عقد من الزمان، توجه إسرائيل تهديدات مستترة بمهاجمة المنشآت النووية لإيران، إذا رأت أن دبلوماسية القوى العالمية مع طهران وصلت إلى طريق مسدود. ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء، وفق "رويترز"، في أن إسرائيل تمتلك القوة العسكرية اللازمة لإلحاق أضرار دائمة بالأهداف الإيرانية البعيدة والمتفرقة في أماكن مختلفة، والتي تتمتع بحماية جيدة.
"نافذة المفاوضات"
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، أن نافذة المفاوضات النووية ما زالت "مفتوحة"، لكنها لن تبقى كذلك "إلى الأبد".
وقال عبد اللهيان خلال زيارته إلى سلطنة عمان: "إذا أراد الغربيون الاستمرار في تدخلاتهم، فسوف نتجه إلى مسار آخر"، وفق ما نقلته "فرانس برس".
ومع تعثر الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، يكثف الإيرانيون جهود تخصيب اليورانيوم، وهي عملية من الممكن استخدامها في إنتاج وقود للقنابل النووية، رغم نفي إيران وجود نية لديها لفعل ذلك.
وأشارت توقعات المخابرات العسكرية الإسرائيلية لعام 2023 إلى أن إيران "ستواصل المضي في مسار التقدم البطيء الذي تسلكه حالياً" في المجال النووي، بحسب صحيفة "إسرائيل هايوم"، الأحد.
وقالت الصحيفة في تقرير، أكد متحدث عسكري بأنه يستند إلى تقييمات مخابراتية حقيقية: "لن تغير إيران سياساتها إلا إذا تم فرض عقوبات شديدة عليها، وعندئذ يمكن أن تقرر تسريع التخصيب إلى مستوى الاستخدام العسكري".
وفي ظل سياسة الغموض التي تهدف لردع الأعداء المحيطين، مع تجنب الاستفزازات التي يمكن أن تحفز سباقات التسلح، لا تؤكد إسرائيل ولا تنفي امتلاك أسلحة نووية. ويعتقد العلماء أنها تمتلك هذه الأسلحة، وأنها حازت أول قنبلة في أواخر عام 1966، وفق "رويترز".
وأبرمت إيران، والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا)، اتفاقاً نووياً في 2015، حدّت إيران بموجبه من أنشطتها النووية، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية. لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من الاتفاق أحادياً في 2018، وأعاد فرض العقوبات على طهران، ومنذ ذلك الحين وسّعت إيران من نطاق برنامجها النووي.
ومنذ تولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في 2021، وضعت نصب أعينها إعادة العمل بخطة العمل المشتركة الشاملة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي). وجرت منذ ذلك الحين سلسلة من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، بدأت في أبريل 2021 في فيينا، قبل أن تتعثر بعدها بأشهر، لتستأنف في 29 نوفمبر 2021.
وشهد الصيف الماضي انفراجة كبرى في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، لكن بحلول سبتمبر وصلت المفاوضات إلى "طريق مسدود" وفقاً لما ذكره مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حينها، رغم أن المفاوضات كانت في الأمتار العشر الأخيرة على حد قول بوريل.