بوادر شقاق في حكومة بريطانيا.. ورئيس البرلمان: أصبحنا أضحوكة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تجيب على أسئلة نواب بمجلس العموم في لندن. 19 ديسمبر 2022 - AFP
وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تجيب على أسئلة نواب بمجلس العموم في لندن. 19 ديسمبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

ظهرت "بوادر شقاق" في حكومة رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، بعد أن تسبب خلاف وزاري في إرجاء إصلاحات طال انتظارها لبرنامج مخصص لمكافحة الإرهاب، فيما حذّر رئيس مجلس العموم من أنّ البلاد ما زالت "تعاني من أجل التعافي" من حالة فوضى وأضرار جراء انهيار حكومتين لحزب "المحافظين" جعلتها "أضحوكة دولية".

وأفادت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء، بأن وزيرة الداخلية سويلا برافرمان أبدت استعدادها لنشر المراجعة المستقلة لبرنامج "بريفينت" (Prevent) لمكافحة التطرف، وقبول جميع توصياتها، لكن وزير الدولة للإسكان والمجتمعات والحكم المحلي مايكل جوف كانت لديه اعتراضات بشأن طريقة عرض الوثيقة، وفقاً لمصادر حكومية.

وقالت الصحيفة إن كاتب المراجعة ويليام شوكروس "يشعر باستياء وانزعاج متزايد"، لأنه استغرق وقتاً طويلاً لنشر الوثيقة التي أنجزها في الصيف.

وذكرت مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية البريطانية حذفت بيانات عدد من الأفراد والمجموعات الواردة أسماؤهم في الوثيقة، بسبب مخاوف من تعرض الوزارة للملاحقة القضائية بتهمة "التشهير"، لأن الوثيقة تتهمهم بالمسؤولية عن "نشر التطرف" في بريطانيا.

ومن المتوقع أن توجه الوثيقة انتقادات للعديد من المنظمات، وأن تُسلط الضوء على كيفية قيام بعض الجماعات التي يُموّلها برنامج "بريفينت" بالترويج للخطاب المتطرف، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جوف، الذي يتولى مسؤولية العمل الميداني لبرنامج "بريفينت" على أرض الواقع، اعترض على قرار عدم نشر الأسماء، معتبراً أن من الضروري نشر التقرير المستقل بالكامل لإعطاء الصورة الكاملة، والأكثر دقة بشأن حالة التطرف في بريطانيا.

وقال مصدر مطلع على تفاصيل الخلاف إن "جوف يرغب في تولي مسؤولية المراجعة، ويريدها أن تركز فقط على الجماعات الإسلامية (المتطرفة)".

خلاف أكبر وعدة آراء

وقال مصدر حكومي آخر إن الخلاف كان أوسع نطاقاً من مجرد برافرمان وجوف، مضيفاً: "هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم الكثير ليقولوه بشأن هذا الأمر. هناك الكثير من الآراء".

وقال مصدر منفصل في الحكومة: "ثمة تأخير، إنه (جوف) يتطلع إلى إجراء تغييرات معينة عليها، لأنه لم يكن يؤيد الوثيقة بنسبة 100% كما هي. لقد رجع إلى وزارة الداخلية بآرائه، لأنه حريص على أن تكون استجابة الحكومة صحيحة".

في المقابل، قال مصدر في وزارة الداخلية إن التلميح بشأن وجود خلاف بين برافرمان وجوف "هراء"، مضيفاً: "لم يسبق لوزير الداخلية والإسكان حتى مناقشة تقرير بريفينت، لذلك لا يوجد خلاف أو صدام".

ويهدف برنامج "بريفينت"، الذي تبلغ ميزانيته 40 مليون جنيه إسترليني، لمنع الأفراد المعرضين لخطر الجنوح إلى التطرف من التحوّل إلى الإرهاب. ومع ذلك ألقى باللائمة على البرنامج بشكل متكرر لفشله في منع هجمات إرهابية خلال السنوات الأخيرة. وأعلن عن المراجعة في فبراير 2019 في عهد حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي. 

بريطانيا "أضحوكة دولية"

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس العموم البريطاني السير ليندساي هويل أن حالة الفوضى "الغريبة" التي شهدت 3  رؤساء وزراء من حزب "المحافظين" في غضون أشهر، جعلت الديمقراطية البريطانية "أضحوكة دولية".

وقال هويل، في تصريحات لإذاعة "بي بي سي 4" أوردتها صحيفة "إندبندنت" إن البلاد لا تزال "تعاني من أجل التعافي" من الأضرار التي سببها انهيار حكومتين في عام 2022.

وأضاف أن ما وصفه بسياسة "الباب الدوار" لتغيير الوزراء جعله يشعر بأن البرلمان هو الجهة الوحيدة التي تعبر عن "الاستدامة".

وفي إشارة إلى تولي ليز ترس رئاسة الحكومة في سبتمبر الماضي، قال ليندسي: "يأتي رئيس وزراء جديد بما كان من المفترض أن يكون أملاً جديداً، ورؤية جديدة، لكن كل شيء انهار عندما سارت الأمور على نحو خاطئ، حدث خطأ بالتأكيد".

ورفض رئيس مجلس العموم التعليق على الفترة التي قضاها بوريس جونسون كرئيس للوزراء، لكنه أكد أنه ما زال سيواجه تصويتاً بشأن ما إذا كان قد ضلل البرلمان بشأن فضيحة  الحفلات "بارتي جيت"، في نهاية تحقيق لجنة الامتيازات بمجلس العموم المقرر أن يبدأ أوائل العام المقبل.

وشهدت بريطانيا اضطرابات خلال الأشهر الأخيرة بعد أن خلفت ليز ترس ثم ريشي سوناك، بوريس جونسون في رئاسة الحكومة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات