دعت رئيسة تايوان تساي إينج وين، الأحد، الصين إلى استئناف المحادثات المتوقفة منذ عام 2016، من أجل المحافظة على استقرار المنطقة، وذلك مع استمرار الأنشطة العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة، والتي اعتبرتها أنها "لن تخدم السلام والاستقرار في المنطقة".
وقالت تساي في خطابها التقليدي بمناسبة العام الجديد والتي ألقتها في المكتب الرئاسي، إن "الحرب ليست خياراً لحل المشكلات"، وحضت على "تعزيز تنمية واستقرار المنطقة، وذلك من خلال الحوار والتعاون الذي يفضي إلى تحقيق الأمن".
وشددت تساي على مسؤولية بكين وتايبيه في الحفاظ على استقرار مضيق تايوان، كما شددت على رغبتها في إجراء محادثات مع الصين والتوصل إلى سلام، لكنها أوضحت أن تايوان ستدافع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم، لافتة إلى أن سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة، هم فقط من يمكنهم تقرير مستقبلهم.
واعتبرت أن المناورات العسكرية التي تنفذها القوات الصينية في مضيق تايوان "لا تساعد على استقرار المنطقة".
وقطعت الصين محادثات رفيعة المستوى مع تايوان بعد وصول تساي إلى السلطة عام 2016، إذ تعتبر الصين رئيسة تايوان شخصية مؤيدة للاستقلال.
وكثفت الصين ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية في الأعوام الماضية على تايوان من أجل أن تقبل الخضوع للحكم الصيني، إذ تعتبر بكين الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
تلويح بالمساعدة
وفي سياق منفصل، قالت تساي إن "الجميع رأى الزيادة الكبيرة في عدد الإصالات بكورونا في الصين"، مضيفة: "ما دامت هناك حاجة وبالنظر إلى وضع الرعاية الإنسانية، فنحن على استعداد لتقديم المساعدة اللازمة لمساعدة المزيد من الناس على التغلب على الجائحة، والتمتع بعام جديد صحي وآمن".
وفي تحول مفاجئ في السياسة، بدأت الصين الشهر الماضي التخلي عن سياسة الإغلاق والاختبارات المكثفة التي وصفت بأنها الأكثر صرامة في العالم لاحتواء الجائحة، ويعني هذا التحول انتشار الفيروس على نحو كبير من دون رادع. وقال خبراء صحة إن الفيروس قد يصيب ملايين الأشخاص يومياً.
واختلفت تايوان والصين مراراً بشأن إجراءات كل منهما للسيطرة على انتشار كورونا. فقد انتقدت بكين تايبيه بسبب إدارتها "غير الفعالة" للتعامل مع الجائحة بعد ارتفاع عدد الإصابات المحلية العام الماضي، في حين اتهمت تايوان الصين بالافتقار إلى الشفافية، ومحاولة التدخل في إمدادات اللقاح لتايوان، وهو ما نفته بكين.
وأشار الرئيس الصين شي جين بينج في خطابه بمناسبة العام الجديد بإيجاز إلى تايوان، قائلاً إن الناس على جانبي مضيق تايوان "أعضاء في عائلة واحدة"، ولم يلمح إلى السعي لإخضاع الجزيرة تحت السيطرة الصينية.
وبعد وقت قصير من كلمة تساي، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنه خلال الساعات الـ24 الماضية عبرت 12 طائرة عسكرية صينية الخط الفاصل لمضيق تايوان، والذي كان في السابق بمثابة منطقة عازلة غير رسمية بين الجانبين.
وتنظر بكين باستياء إلى التقارب بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، في وقت تقدّم فيه واشنطن دعماً عسكرياً للجزيرة في وجه بكين منذ عدّة عقود.
وتنتهج واشنطن سياسة "الصين الواحدة"، والتي تعتبر أن تايوان جزء من بر الصين الرئيسي، ولكنها تقيم علاقات قوية مع الجزيرة، كما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع عنها إذا حاولت الصين ضمها بالقوة.