قالت مصادر أميركية مطلعة إن الرئيس جو بايدن لم يحسم بعد قرار ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، بسبب تحديات داخلية وخارجية دولية.
وأفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، بأن بادين بدأ العام الجديد أقوى سياسياً مما كان عليه قبل 12 شهراً، مدعوماً بمجموعة قوية من الإنجازات التشريعية، وبنجاح في حشد دعم لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.
ولكن مصادر المجلة أشارت إلى أن بايدن تشاور مع عائلته ومقربين منه خلال عطلة أمضاها في جزيرة سانت كروا شرق البحر الكاريبي، بشأن الترشح مجدداً. وتوقع مقربون منه أن يترشح مجدداً، رغم التحديات التي لا زالت تلوح في الأفق، وبينها الاقتصاد المهدد بالتباطؤ، والحرب في أوروبا، والأغلبية الجمهورية القادمة.
وتوقعت المصادر المقربة من دائرة الرئيس أن يعلن بايدن ترشحه في وقت أبكر مما كان متوقعاً، مرجحة أن يتم ذلك منتصف فبراير، ويعود ذلك جزئياً، إلى تفاؤل البيت الأبيض وحلفاء الرئيس، بأن العام الجديد يحمل معه توقعات بانتعاش الوضع محلياً.
ووفقاً لمصادر مقربة من البيت الأبيض، فإنه على الرغم من قلق بعض الديمقراطيين بشأن عمر بايدن الذي يبلغ حالياً الـ 80 عاماً، إلا أن شكوكهم العامة تم تحجيمها إلى حد كبير من خلال الأداء القوي للحزب في نوفمبر، حين عزز الديمقراطيون تقدمهم في مجلس الشيوخ، لكن المخاوف بشأن الوضع الاقتصادي في البلاد "لا تزال قائمة".
التضخم وأجندة بايدن
المجلة أفادت بأنه على الرغم من أن التضخم انخفض إلى حد ما، إلا أنه لا يزال مرتفعاً في معظم القطاعات، وهناك مخاوف من ارتفاع أسعار الغاز مرة أخرى العام المقبل.
ويرى مسؤولو الإدارة أنه حتى لو تجنبت الولايات المتحدة الركود، فإن هناك قلق من تباطؤ اقتصاد البلاد على الأقل في الربع الأول من عام 2023.
وبعد عامين من السيطرة الديمقراطية، توقعت المجلة أن تتعثر أجندة بايدن، خصوصاً مع تعهد الجمهوريين بفتح عدد كبير من التحقيقات في سياسات الرئيس وعائلته.
لكن البيت الأبيض أشار إلى نجاح استراتيجية بايدن في عام 2022، إذ تمكن من تحقيق بعض الانتصارات، بما في ذلك في مجال صناعة رقائق أشباه الموصلات وقانون حيازة الأسلحة.
الجمهوريون تعهدوا بالنظر في طريقة تعامل الإدارة مع الانسحاب من أفغانستان في أغسطس 2021، فضلاً عن أزمة المهاجرين على الحدود، إضافة إلى التحقيق في المعاملات التجارية لنجل الرئيس، هانتر بايدن.
وفي حين أن أغلبية الحزب الجمهوري المعين حديثاً في مجلس النواب ستعيق فرص إجراء سياسات مهمة يمكن أن تصب في مصلحة الديمقراطيين، يعتقد مساعدو البيت الأبيض أن بعض الانتصارات التشريعية السابقة ستدخل حيز التنفيذ بشكل كامل العام المقبل، وستثبت شعبيتها لدى الناخبين، ما يعزز زخمهم.
الوضع الدولي
لكن عام 2023 سيكون عام حرب أيضاً، إذ ربما كان الإنجاز المميز لبايدن خلال الأشهر الـ 12 الماضية هو قدرته على تشكيل تحالف لدعم أوكرانيا، وصياغة المعركة على أنها "من أجل الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم".
ولا يبدو أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا سينحسر أو ينتهي قريباً، في ظل عدم قبول أي من الطرفين (الأوكراني أو الروسي) مفاوضات السلام، وهناك مخاوف بشأن المدة التي سيستمر فيها التضامن الأوروبي في مواجهة الأزمة الاقتصادية المتزايدة.
في غضون ذلك، تبدو أوروبا مستعدة لانتكاسة كبيرة محتملة، بعد أن تعرضت لضربات التضخم، وأزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير 2022، ما قد يتسبب في آثار على الولايات المتحدة.
وأثارت أزمة تفشي فيروس كورونا في الصين مجدداً، مخاوف واشنطن بشأن احتمالية انتشار أنواع جديدة من المتغيرات المتعلقة بالفيروس في جميع أنحاء العالم.
وظهرت الصين كمصدر قلق آخر لأسباب أخرى، إذ أنه على الرغم من أن قمة بايدن التي عقدها مع نظيره الصيني شي جين بينج في نوفمبر بجزيرة بالي في إندونيسيا، ساعدت في تهدئة بعض التوتر بين القوتين العظميين، إلا أن بكين استمرت في إرسال إشارات تهديد إلى تايوان ولم تتخل تماماً عن حلفائها الروس.