أفادت وسائل إعلام برازيلية بأن أنصار رئيس البرازيل السابق جايير بولسونارو بدأوا الانسحاب من أمام ثكنات عسكرية في العاصمة برازيليا، فيما أغلق متظاهرون شوارع رئيسية بمدينة ساو باولو جنوب شرقي البلاد.
وقالت محطة "BandNews FM" البرازيلية، إن بعض أنصار بولسونارو، الذين كانوا ينصبون خيماً أمام ثكنات عسكرية في العاصمة، شرعوا في مغادرة أماكن اعتصامهم الاثنين.
وأوضحت أن عناصر الشرطة العسكرية وقوات الأمن الفيدرالية طوقت مواقع الاعتصام في العاصمة، بعدما أصدرت المحكمة العليا، الأحد، أمراً بتفكيك تجمعات المتظاهرين أمام المؤسسات العسكرية في البلاد.
وأظهرت محطة "جلوبو 1" البرازيلية لقطات لعناصر الشرطة في أحد شوارع العاصمة برازيليا على متن عربات وعلى ظهور الخيل، مشيرةً إلى أنهم يطوقون مكان اعتصام أنصار بولسونارو.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود القول إن المئات من رجال الشرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب تجمعوا في مخيم المعتصمين بالقرب من مقر الجيش في برازيليا.
وكان قاضي المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس أمهل، ليلة الأحد، الشرطة 24 ساعة لفض اعتصامات أنصار بولسونارو الذين نصبوا الخيام أمام المقرات العسكرية، على خلفية أحداث اقتحام القصر الرئاسي ومقر الكونجرس والمحكمة العليا.
وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف أمام لولا دا سيلفا في 30 أكتوبر الماضي، كما كانوا يطالبون بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونجرس.
قطع طرق في ساو باولو
وفي مدينة ساو باولو، أفادت تقارير بإقدام متظاهرين من أنصار بولسونارو على قطع طرق رئيسة، بحسب صحيفة "folha de S.Paulo" المحلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحداث الشغب تسببت في اضطراب حركة المرور، إذ أحدثت اختناقاً في الطريق الرئيسي بالمدينة "كاستيلو برانكو" على طول 3 كيلومترات.
ولفتت إلى أن بعض المتظاهرين وضعوا حواجز في الطرق وأشعلوا النيران فيها، فيما أظهرت محطة "BandNews FM" في بث على تويتر عناصر الشرطة في شوارع ساو باولو بالقرب من الحواجز التي وضعها المتظاهرون.
وأفادت المحطة بأن حكومة ولاية ساو باولو المحلية شكلت خلية أزمة من أجل التعامل مع قطع الطرق.
يأتي ذلك، بعدما اقتحم عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للديمقراطية الأحد، المحكمة العليا والكونجرس والقصر الرئاسي وحطموا نوافذ وأثاثاً ودمروا أعمالاً فنية وسرقوا النسخة الأصلية لدستور البلاد لعام 1988. كما تم الاستيلاء على بنادق من مكتب لأمن الرئاسة.
واستعادت قوات الأمن السيطرة على المباني التي اقتحمها مئات المتظاهرين، بعد فوضى استمرّت ساعات، فيما أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنه سيستأنف العمل اعتباراً من الاثنين في مكاتبه بقصر الرئاسة في برازيليا.
تهديدات قائمة
وقال وزير العدل البرازيلي فلافيو دينو في مؤتمر صحافي، إن الحكومة ستأمر بمزيد من الإجراءات لتعزيز الأمن في العاصمة برازيليا.
وأضاف في مؤتمر صحافي الأحد، أن "هناك بعض الأشخاص على الإنترنت الذين يقولون إنهم سيواصلون أعمالهم الإرهابية. لكنهم لن يستطيعوا هدم الديمقراطية البرازيلية. لن نسمح لهم بذلك"، مشدداً على أن ما حدث مساء الأحد هو "محاولة انقلاب".
وأعفت المحكمة العليا في البرازيل في ساعة متأخرة من مساء الأحد، حاكم العاصمة برازيليا من منصبه لمدة 90 يوماً بسبب قصور أمني في العاصمة.
وأمر قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وتيك توك بمنع الدعاية التي تروج لانقلاب.
وبدأت السلطات البرازيلية التحقيق في أسوأ هجوم على مؤسسات البلاد منذ إعادة الديمقراطية قبل 40 عاماً، مع تعهد الرئيس لولا دا سيلفا بتقديم المسؤولين عن أعمال الشغب إلى العدالة.
وقال الرئيس اليساري لولا دا سيلفا، الذي تولى منصبه في الأول من يناير، إن قوة الشرطة المحلية التي ترفع تقاريرها إلى حاكم برازيليا إيبانييس روشا، حليف بولسونارو السابق، لم تفعل شيئاً لوقف تقدم المحتجين.
وأصدر لولا مرسوماً بالتدخل الاتحادي للأمن العام في العاصمة ووعد بمعاقبة قادة الهجوم "الفاشي" الذي كان يهدف إلى إثارة انقلاب عسكري يمكن أن يعيد بولسونارو إلى السلطة.
اقرأ أيضاً: