تغييرات روسية بقيادة القوات في أوكرانيا.. وكييف: نخوض المعارك "الأكثر دموية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى رئيس الأركان فاليري جيراسيموف خلال اجتماع سنوي لمجلس وزارة الدفاع، موسكو. 21 ديسمبر 2021 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى رئيس الأركان فاليري جيراسيموف خلال اجتماع سنوي لمجلس وزارة الدفاع، موسكو. 21 ديسمبر 2021 - AFP
كييف-أ ف بالشرق

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، تعيين رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، قائداً للمجموعة المشتركة للقوات الروسية في أوكرانيا، في وقت وصفت كييف المعارك الدائرة شرق البلاد بأنها "الأكثر دموية" منذ بدء الحرب قبل نحو عام.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن تعيين جيراسيموف جاء ضمن تعيينات جديدة أجراها وزير الدفاع سيرجي شويجو على قيادة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وجاء في القرار أن نواب جيراسيموف هم: القائد العام للقوات الجوية ولواء الجيش سيرجي سوروفيكين، والقائد العام للقوات البرية ولواء الجيش أوليج ساليكوف، ونائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية العقيد ألكسي كيم.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أنّ تعيين جيراسيموف "قائداً لمجموعة القوات المشتركة" المنتشرة في أوكرانيا، بديلاً عن سيرجي سوروفيكين، الذي تولى المنصب في أكتوبر، جرى بسبب "زيادة المهام" التي يتعين إنجازها و"الحاجة" إلى "تفاعل أوثق" بين مكونات الجيش.

المعارك "الأكثر دموية"

في كييف، وصف ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، الأربعاء، المعارك التي يخوضها الجيشان الروسي والأوكراني للسيطرة على مدينتي سوليدار وباخموت في شرق أوكرانيا بأنها "الأكثر دموية" منذ بداية الغزو الروسي.

وأضاف: "كل ما يحدث اليوم في باخموت وسوليدار هو السيناريو الأكثر دموية لهذه الحرب" فيما تحاول القوات الروسية، خصوصاً مجموعة فاجنر العسكرية، احتلال هذه المنطقة الواقعة في دونباس منذ صيف 2022.

وتابع: "هناك الكثير من الدماء والكثير من القصف المدفعي والكثير من الاشتباكات، خصوصاً في سوليدار اليوم"، مشيراً إلى أن سوليدار حالياً هي "النقطة الأكثر سخونة في الحرب"، وقال إن الخسائر العسكرية الروسية "هائلة"، والجيش الأوكراني "يخسر رجالاً أيضاً".

وأوضح بودولياك أنه بخلاف المعارك السابقة في المدن الأوكرانية مثل ماريوبل، كان هناك عدد قليل من المدنيين المتبقين في هذه المنطقة، وقال: "إذا كان 90% من الضحايا في ماريوبل مدنيين، فإن الضحايا في سوليدار وباخموت هم من الجنود".

ولم يحدد بودولياك الخسائر الأوكرانية، لكنه قدر أن الروس فقدوا "10 آلاف إلى 15 ألف رجل، وربما أكثر" في هذه المنطقة منذ الصيف.

في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن "وحدات هجومية تقاتل في المدينة"، مشيرة إلى أن "وحدات مجوقلة (أي وحدات تم نقلها جواً) عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية" من سوليدار. وأضافت أن "القوات الجوية الروسية تضرب معاقل العدو".

وفي وقت سابق، بدا الكرملين حذراً بشأن الوضع على الأرض، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "دعونا لا نتسرع، لننتظر الإعلانات الرسمية"، مضيفاً أن هناك "ديناميكية إيجابية في تقدم" القوات الروسية.

ويتعارض بيان الجيش الروسي مع تصريحات قائد مجموعة فاجنر، أفجيني بريجوجين، الذي أكد، في وقت سابق الأربعاء، أن وحداته "حصراً" شنت الهجوم على سوليدار وسيطرت عليها "بالكامل".

وأشار بريجوجين عن طريق جهازه الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن قتالاً يدور في وسط المدينة، ما يلقي بظلال الشك على مدى سيطرة المجموعة الروسية على المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ قبل الحرب أكثر من 10 آلاف نسمة.

وكانت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية العامة للأنباء قد نشرت صورة له برفقة مقاتلين مسلحين مشيرة إلى أنها التقطت في مناجم الملح التي تشتهر بها مدينة سوليدار.

إمدادت الأسلحة

ورأى بودولياك إن أوكرانيا ستكون قادرة على الانتصار في الحرب هذا العام إذا زادت القوى الغربية من إمدادات الأسلحة، خصوصاً منظومات الصواريخ بعيدة المدى.

وأوضح أن "فقط الصواريخ التي يزيد مداها عن 100 كيلومتر هي التي ستتيح لنا تسريع عملية تحرير الأراضي"، مضيفاً أن هذا السيناريو سينهي الحرب بحلول الخريف على أبعد تقدير. وأضاف: "لن نهاجم روسيا. نحن نخوض حربا دفاعية حصراً".

وأضاف أنه مع هذه الأسلحة "سنقوم بتدمير كل البنى التحتية العسكرية للجيش الروسي في الأراضي المحتلة، بما في ذلك في دونباس" (شرق أوكرانيا) وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

وشدد على أن "شركاءنا أدركوا بوضوح اليوم أن توفير أسلحة بكميات كافية لأوكرانيا سيجعل من الممكن حصر هذه الحرب في الأراضي المحتلة".

وشرح قائلاً: "سنكون قادرين على إغلاق أجوائنا في غضون شهر"، معتبراً أن أوكرانيا ستتمكن قريباً من إسقاط 95% من الصواريخ التي تطلقها روسيا بدلا من 75% حالياً.

مساعدات بولندا وليتوانيا

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن وارسو مُستعدة لإرسال عدد من الدبابات من طراز "ليوبارد" لكييف بناء على طلبها، وفقاً لما نقلته "فرانس برس".

وخلال زيارة لمدينة لفيف بغرب أوكرانيا، قال دودا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأوكراني والليتواني: "ستُرسَل مجموعة من دبابات ليوبارد (14 مدرّعة) في إطار تحالف يجري تأسيسه".

وأضاف: "كما تعلمون، هناك عدد من الشروط الرسمية يجب الوفاء بها، لكن الأهم من كلّ ذلك، نريد أن يكون هذا تحالفاً دولياً"، مشيراً إلى أنه يعتمد على دول أخرى للمساهمة في عمليات التسليم.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطوة، قائلًا إنه كان يتوقع "قراراً مشتركاً" تشارك فيه دول أخرى مستعدّة لإرسال دبابات "ليوبارد"، وقال: "دولة واحدة فقط لا يمكنها أن تساعدنا".

وأضاف، دون أن يسمّي أي دولة، "أعتقد أنه سيكون هناك اليوم (الأربعاء) قراراً ايجابياً من دولة أخرى لتزويدنا بدبابات حديثة غربية".

وخلال المؤتمر الصحافي نفسه، أعلن الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا أن بلاده سترسل أنظمة مضادة للطائرات وذخيرة إلى أوكرانيا.

وتطالب أوكرانيا ألمانيا خصوصاً بتسليمها دبابات قتالية، ولم تستجب برلين بعد لطلبها مدرعات من طراز "ليوبارد 2".

وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا، الثلاثاء، إنه "كلما تأخر هذا القرار، ازداد عدد الضحايا وازداد عدد القتلى المدنيين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات