
أعلن وزير العدل الأميركي ميريك جارلاند، الخميس، تعيين محقق خاص للتحقيق في تعامل الرئيس جو بايدن مع وثائق حكومية حساسة، بعدما تم العثور على وثائق سرية تعود لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقرات خاصة بالرئيس بينها مكتبه ومنزله.
وقالت وكالة "رويترز" إن التحقيق قد يلقي بظلاله على الترشح المتوقع لبايدن لفترة ثانية في انتخابات 2024.
وجاء إعلان جارلاند بعد ساعات من تصريح محامي البيت الأبيض بأن فريق بايدن القانوني وجد مجموعة ثانية من الوثائق المصنفة وتعود لوقت توليه منصب نائب الرئيس الأميركي (2009 – 2017) في منزله بولاية ديلاوير.
وذكر البيت الأبيض أن الوثائق تعود لفترة تولي بايدن منصب نائب الرئيس، وأنه تم اكتشافها بواسطة فريقه القانوني في نوفمبر الماضي.
ويتم تعيين محقق خاص في القضايا الحساسة سياسياً، ويضطلع المحقق الخاص بمسؤولياته بدرجة من الاستقلالية عن قيادة وزارة العدل، بمن فيهم جارلاند، الذي عينه بايدن.
ويوجه المحقق الخاص، أحياناً وليس دائماً، تهماً جنائية، وفق "رويترز".
وفي نوفمبر الماضي، أعلن جارلاند تعيين المحقق الخاص جاك سميث للإشراف على تحقيقات وزارة العدل المتعلقة بالرئيس السابق دونالد ترمب، بما فيه تعامله مع وثائق حكومية حساسة وجهوده لقلب نتيجة الانتخابات الأميركية في 2020.
وخلال رئاسة ترمب، عينت وزارة العدل روبرت مولر محققاً خاصاً في 2019، للتحقيق في علاقة حملة ترمب الرئاسية مع روسيا لكنه لم يجد أي أدلة كافية لتوجيه تهم بالتآمر الجنائي.
ولم يبرئ مولر ترمب من تهمة محاولة عرقلة العدالة عبر محاولة عرقلة التحقيق، لكن وزير العدل ويليام بار، الذي عينه ترمب، برأ الرئيس السابق من التهمة لاحقاً.
مجموعة ثانية
وكان البيت الأبيض قد أعلن، الخميس، أن مساعدي بايدن عثروا على وثائق تحمل صفة "سرية" بموقعين داخل منزله في ويلمنجتون بولاية ديلاوير.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إنه تم العثور على الوثائق في منطقة تخزين بمرآب وفي غرفة مجاورة، ويقضى بايدن عطلته الأسبوعية غالباً في منزله الذي يقع في منطقة ثرية في ويلمنجتون، بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.
ويأتي ذلك، بعد أيام من الإعلان عن اكتشاف مجموعة من الوثائق السرية في مكتب كان بايدن يستخدمه سابقاً أثناء تواجده في العاصمة واشنطن، بعد انتهاء فترة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما (2009 - 2017) والتي كان يشغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس.
وكانت شبكة "سي بي إس" الأميركية أول من أعلن عن اكتشاف الوثائق، الاثنين، قبل أن يعلن محامو بايدن، الأربعاء، العثور على مجموعة جديدة في مقر آخر، لم يوضحوه، إلى أن تم الإعلان، الخميس، عن أن الوثائق عثر عليها في منزل الرئيس في ديلاوير.
وقال بايدن، الخميس، رداً على سؤال من أحد الصحافيين عما كان يفكر فيه عندما احتفئ بوثائق سرية في مرآبه بجوار سيارته، إن "سيارتي في مرآب مغلق، حسناً؟ لذلك، ليس الأمر كما لو أن (تلك الوثائق) متروكة في الشارع".
وأكد بايدن "تعاونه الكامل" مع وزارة العدل، وقال لصحافيين: "أتعامل مع قضية الملفات السرية بجدية كبيرة. نتعاون بالكامل مع وزارة العدل"، وفق ما ذكرت "فرانس برس".
تفتيش المقرات الخاصة
وأوضح البيت الأبيض، في بيانه، أنه تم العثور على الوثائق الجديدة بعد تفتيش منزلي الرئيس في ويلمنجتون، ومنزل على الشاطئ في "ريهوبوث بيتش" بولاية ديلاوير. ولم يتم العثور على وثائق سرية في الأخير.
وأفاد البيان بأنه تم العثور على الوثائق "بين الأوراق الشخصية والسياسية"، وجاء في البيان: "كما حدث في حالة مركز "Penn Biden"، وتم إخطار وزارة العدل على الفور، ورتب المحامون إجراءات مع وزارة العدل لتسليمها هذه الوثائق".
وقال البيت الأبيض إنه سيواصل التعاون مع وزارة العدل في المراجعة التي تجريها بشأن هذه الوثائق.
تحقيق مع بايدن
بدوره، حضّ رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي، الخميس، الكونجرس على التحقيق مع بايدن بشأن الوثائق، وفقاً لـ"فرانس برس".
وقال مكارثي إن "على الكونجرس التحقيق في هذا الأمر"، مشيراً إلى التحقيق الذي تجريه وزارة العدل بشأن الرئيس السابق دونالد ترمب لاحتفاظه بأكثر من مئة وثيقة سرية تعود لإدارته السابقة، في منزله في مارالاجو بولاية فلوريدا.
ويأتي ذلك فيما خاطب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ونائبه، الأربعاء، مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز لطلب تقييم الوثائق السرية، وتقييم الأضرار، وتقديم إيجاز بشأن الوثائق التي كانت بحوزة بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب، والذي أغارت "إف بي آي" على منزله الصيف الماضي، وصادرت صناديق مليئة بالوثائق السرية، وفقاً لما ذكره 3 مصادر في الكونجرس.
كما طلب وزير العدل ميريك جارلاند من المدعي العام في شيكاغو جون لاوش التحقيق في الوثائق الخاصة ببايدن.
ويعد لاوش بين القليل من الباقين في مناصبهم من زمن الرئيس السابق دونالد ترمب، الذين لم يطلب منهم تقديم استقالاتهم بعد تنصيب بايدن رئيساً، إذ جاء تعيينه في عام 2017، ووافق عليه مجلس الشيوخ بالإجماع.
أجراس إنذار
وكانت "سي إن إن" ذكرت، الأربعاء، أن الفريق القانوني لبايدن عثر على مجموعة أخرى من الوثائق السرية في عملية بحث بدأت بعد العثور على وثائق سرية في مكتبه السابق في واشنطن، أوائل نوفمبر.
وأثار اكتشاف وثائق سرية في مكتبه السابق في نوفمبر أجراس الإنذار داخل البيت الأبيض حيث لم تكن هناك سوى دائرة صغيرة من المستشارين والمحامين على علم بالأمر.
وقال المستشار الخاص للرئيس بايدن، ريتشارد ساوبر، إن عملية بحث بدأت في مواقع أخرى بحثاً عن وثائق ربما تم تخزينها من وقت عمل بايدن كنائب للرئيس.
وذكرت شبكة "سي إن إن"، في وقت سابق، أن الدفعة الأولى التي اكتشفت عندما كان محامو بايدن الشخصيون ينقلون ملفات من مكتبه الخاص السابق تحوي 10 وثائق سرية، بما في ذلك مواد استخباراتية أميركية ومذكرات إحاطة حول أوكرانيا وإيران والمملكة المتحدة.
"سري للغاية"
وقالت "سي إن إن" إن بعض الوثائق كانت مصنفة "سرية للغاية"، وهو أعلى مستوى في تصنيف الوثائق، وتم العثور عليها في 3 أو 4 صناديق تحتوي أيضاً على أوراق غير سرية، لكنها تندرج تحت قانون السجلات الرئاسية.
ومن المفترض تخزين السجلات السرية في مواقع آمنة. وبموجب قانون السجلات الرئاسية، من المفترض أن تذهب سجلات البيت الأبيض إلى الأرشيف الوطني عند انتهاء فترة عمل الإدارة.
وقبل نشر تقارير جديدة حول الدفعة الثانية من الوثائق الحكومية، الأربعاء، رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الإجابة على عدد من الأسئلة حول الوثائق، مشيرة إلى "المراجعة المستمرة لوزارة العدل لهذه المسألة".
ولم تحدد جان بيير من أحضر الوثائق إلى المكتب أو ما إذا كان قد تم العثور على وثائق أخرى. كما أنها لم تقل ما إذا كانت هناك مراجعة جارية لتحديد موقع وثائق أخرى محتملة أو متى تم إطلاع الرئيس على اكتشاف الوثائق.
وقالت: "هذا قيد المراجعة من قبل وزارة العدل. لن أتجاوز ما شاركه الرئيس، ولن أتجاوز ما شاركه زملائي في البيت الأبيض معكم جميعاً أيضاً".