اليابان تبحث عن شراكات أوروبية لردع الصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في بداية اجتماع ثنائي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض واشنطن الولايات المتحدة. 13 يناير 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في بداية اجتماع ثنائي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض واشنطن الولايات المتحدة. 13 يناير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

يتطلع رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، إلى ما هو أبعد من تحالف بلاده مع الولايات المتحدة لردع الصين، إذ يحاول تعزيز العلاقات الأمنية مع الديمقراطيات من أستراليا إلى أوروبا.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن كيشيدا خلال جولته في دول مجموعة السبع، الأسبوع الماضي، والتي جاءت بعد أكبر عملية إصلاح للسياسة الأمنية في اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، "أمر غير قابل للتجزئة".

ووقع رئيس الوزراء الياباني اتفاقية دفاعية مع نظيره البريطاني ريشي سوناك تسمح للبلدين بنشر قوات على أراضي بعضهما البعض، كما اتفق مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، على رفع مستوى العلاقات الدفاعية.

ولا يزال تحالف اليابان مع واشنطن، المكتمل بـ"المظلة النووية"، يمثل أساس استراتيجيتها. وأيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، امتلاك اليابان استراتيجية أمنية خلال اجتماعه مع كيشيدا في البيت الأبيض، الجمعة.

ومع ذلك، أدى قلق اليابان المتزايد إزاء المخاطر في الدول المحيطة بها، إلى تحرك جديد لبناء شراكات أخرى، بحسب "بلومبرغ".

وقال الباحث في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" إيوان جراهام، إن اليابان لا تزال لديها مخاوف من أن يخلف بايدن رئيس آخر أقل تعطافاً مع قضيتها، مُشيراً إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، شكك مراراً في نزاهة التحالف بين الولايات المتحدة واليابان خلال السنوات التي قضاها في البيت الأبيض.

ويرى جراهام أن اليابان لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة فقط. وأضاف: "إنهم يحتاجون إلى مساعدة إضافية، وهنا يأتي دور كندا ودول مجموعة السبع".

وأوضحت "بلومبرغ" أن عوامل مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، والقوة الصاروخية المتزايدة لكوريا الشمالية، وتصاعد التوتر حول تايوان، والتدريبات العسكرية الصينية التي شهدت إسقاط صواريخ في المياه القريبة من اليابان، أسهمت في زيادة مخاوف اليابان.

وناقش كيشيدا في كافة الدول الـ5 التي شملتها جولته، التوسع الدفاعي لليابان ومخاوفها الأمنية الإقليمية.

وتُوجت الجولة ببيان مشترك مع الولايات المتحدة جاء فيه أن الصين وكوريا الشمالية جعلتا من الضروري على اليابان تعزيز قدراتها الدفاعية.

وفي خطاب ألقاه في "كلية الدراسات الدولية المتقدمة" في "جامعة جونز هوبكنز" في واشنطن، الجمعة، قال كيشيدا: "عند التعامل مع الصين، من الضروري للغاية أن تعمل اليابان، والولايات المتحدة، وأوروبا معاً كدولة واحدة".

ويدرك الحلفاء الأوروبيون بشكل متزايد التهديد الأمني الذي تشكله الصين في مجموعة متنوعة من المجالات، خاصة على المدى الطويل، ويحاولون اتخاذ إجراءات لمواجه ذلك.

وسلّط ماكرون الضوء على الأمن كأحد المجالات التي يُمكن فيها زيادة التعاون مع اليابان، أثناء لقائه كيشيدا، الأسبوع الماضي. وتطلع الزعيمان إلى إجراء جولة جديدة من التدريبات العسكرية المشتركة.

وفي السنوات الأخيرة، أرسلت ألمانيا، وهولندا، واليابان، والولايات المتحدة، وبريطانيا، سفناً حربية إلى بحر الصين الجنوبي كوسيلة لمواجهة مطالب الصين بالسيادة عليه، والتأكيد على حرية الملاحة.

واتفق قادة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في قمتهم الأخيرة في يونيو الماضي، والتي حضرها شركاء من آسيا والمحيط الهادئ مثل اليابان وأستراليا، على أن الصين تشكل "تحدياً شاملاً"، وحذروا من تعميق الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو.

وظهرت رغبة اليابان في العمل مع مجموعة واسعة من الشركاء، في القرار الذي اتخذته العام الماضي، بالعمل على تصنيع مقاتلة متطورة مع بريطانيا وإيطاليا، بدلاً من الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تتفاوض اليابان على أمن المعلومات مع كندا، كجزء من خطة العمل المشتركة التي تم الاتفاق عليها العام الماضي، والتي تتضمن تدريبات عسكرية مشتركة وتعاوناً عسكرياً.

وقوبل الانفتاح الجديد لليابان بحماس شديد، خاصة من لندن، وقال سوناك في مقال بصحيفة "نيكي آسيا" اليابانية: "اليابان هي أقرب شريك أمني لنا في آسيا، وبريطانيا هي الشريك الأمني الأقرب لليابان في أوروبا". وأضاف: "توجد بيننا رابطة غير قابلة للكسر".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات