مصر.. القمة الثلاثية تحذر من غياب الأفق السياسي في فلسطين

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال قمة ثلاثية في القاهرة، 2 سبتمبر 2021 - AFP
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال قمة ثلاثية في القاهرة، 2 سبتمبر 2021 - AFP
القاهرة- الشرق

دعا قادة مصر والأردن وفلسطين، الثلاثاء، إلى وقف جميع "الإجراءات الإسرائيلية الأحادية" في الأراضي الفلسطينية المحتلَّة، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي في فلسطين، ومطالبين بضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

واستضاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة ثلاثية، ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك لبحث تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلَّة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.

ووفقاً للبيان الختامي الصادر عن القمة، أكد القادة ضرورة "وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل، والتي تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

وشدد القادة خلال اجتماعهم على ضرورة "الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".

وفي هذا الصدد، أكد السيسي والملك عبد الله الثاني "دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية، وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة".

"غياب الأفق السياسي"

ودعا القادة إلى ضرورة "توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقوقه المشروعة، وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين"، محذرين من "خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار".

وشددوا على ضرورة "الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية"، مع "احترام حقيقة أن الحرم القدسي بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين".

كما شددوا على أنَّ دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، "هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه".

وأكد الرئيسان المصري والفلسطيني "أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية".

إنهاء الانقسام الفلسطيني

وشدد القادة على ضرورة "توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، الذي يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني.. لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطيني وصلابته في الدفاع عن قضيته، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وأشاد الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس بالجهود المصرية المبذولة للحفاظ على التهدئة في القطاع وإعادة الإعمار، مع التأكيد مجدداً على مسؤولية المانحين الدوليين في جهود إعادة إعمار القطاع.
 
كما شدد القادة على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة "توفير الدعم المالي الذي تحتاجه للاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي، لا سيما في ظل الدور الإنساني والتنموي الهام الذي تقوم به الوكالة لصالح أبناء الشعب الفلسطيني".

ووفقاً للبيان، اتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف في إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية - الأردنية - الفلسطينية "على جميع المستويات"، من أجل "تفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات"، و"العمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام".

تصعيد إسرائيلي

وتأتي هذه القمة في وقت تشهد الأراضي الفلسطينية توترات نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي، وفي وقت سابق، السبت، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الفلسطينيين الذي قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام الحالي، وصل إلى 12 شخصاً، حيث صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقتي جنين ونابلس.

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية المحتلة، قضوا في العام الماضي.

وفي سبتمبر 2021، استضافت القاهرة قمة ثلاثية مماثلة، لبحث "تفعيل الدعم الدولي والإقليمي للقضية الفلسطينية"، وأكد في بيانها الختامي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "الحل العادل والشامل" للقضية الفلسطينية مفتاح استقرار المنطقة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات