قال أحد السكان وعاملان في مجال الإغاثة الإنسانية لـ"رويترز"، السبت، إن أعداداً كبيرة من القوات الإريترية غادرت مدينة شيري في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، التي قاتلت دعماً للقوات الحكومية خلال الحرب الأهلية على مدى عامين، فيما رحبت واشنطن بالخطوة معتبرة إياها "مفتاحاً" لسلام مستدام.
ويعتبر استمرار وجود القوات الإريترية في تيجراي، عقبة رئيسية أمام تحقيق سلام دائم، على الرغم من "اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر بين الحكومة الإثيوبية وقوات تيجراي، الذي يتطلب انسحاب الجنود الأجانب".
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت تحركات القوات خارج شيري، إحدى أكبر مدن تيجراي، جزءاً من انسحاب إريتري من المنطقة أم مجرد إعادة انتشار.
وأفاد شهود ومسؤول إثيوبي الشهر الماضي بأن الجنود الإريتريين يغادرون شيري ومدينتين رئيسيتين أخريين، لكن انتهى الأمر ببقاء العديد منهم.
ترحيب أميركي
بدوره، رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، بانسحاب القوات الإريترية من شمالي إثيوبيا، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وقال بلينكن في بيان صادر عن الخارجية الأميركية، إنه ناقش مع آبي أحمد تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، الموقع في 2 نوفمبر بين الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيجراي.
وشدد على أن انسحاب القوات الإريترية "مفتاحي" لتأمين سلام مستدام في شمالي إثيوبيا، وحض على السماح بوصول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين إلى الإقليم.
وأكد بلينكن لرئيس الوزراء الإثيوبي، التزام الولايات المتحدة بدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الإفريقي. وناقش الوزير الأميركي مع رئيس وزراء إثيوبيا الحاجة لإنهاء حالة عدم الاستقرار في إقليم أوروميا.
أرتال تغادر بأسلحتها
وقال أحد سكان شيري إن أرتالاً عسكرية إريترية شوهدت وهي تغادر المدينة من الصباح الباكر، حتى حوالي الخامسة من مساء الجمعة، مضيفاً: "أحصيت 300 عربة غادروا بأسلحتهم الثقيلة أيضاً".
كما ذكر أحد موظفي الإغاثة الإنسانية في شيري، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"رويترز"، أنه رأى مئات العربات المكتظة بالجنود تتجه شمالاً نحو الحدود. لافتاً إلى أن جميع القوات الإريترية في المدينة بدت وكأنها غادرت الجمعة.
وقال موظف إغاثة ثان، إن مئات المركبات الإريترية غادرت شيري، لكن بعض الجنود ظلوا في المدينة.
وخلال الحرب، اتهم السكان وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، القوات الإريترية بارتكاب انتهاكات مختلفة، منها قتل مئات المدنيين في بلدة أكسوم خلال فترة 24 ساعة في نوفمبر 2020، ونفت إريتريا هذه الاتهامات.
وتعتبر إريتريا الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي تقود قوات إقليم تيجراي، عدواً لها، كما خاضت إريتريا وإثيوبيا حرباً حدودية بين عامي 1998 و2000، عندما كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي مسيطرة على الحكومة الاتحادية.