قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأربعاء، إن بلاده بحاجة دائمة إلى مراجعة العلاقة مع "التحالف الدولي"، في ظل تطور القدرات القتالية للقوات المسلحة العراقية.
وجاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، وأوردت وكالة الأنباء العراقية مضامينه، وذلك تزامناً مع زيارة السوداني المرتقبة إلى باريس الخميس المقبل.
وأكد السوداني أن رغبة العراق في ترسيخ التعاون العسكري والأمني مع الجانب الفرنسي، موضحاً أن ذلك "يتناغم مع هدفنا في رفع قدرات قواتنا الأمنية القتالية".
واعتبر أن العراق يسير في اتجاه تحقيق رفع القدرات القتالية، "ما يجعله في غير حاجة لقوات قتالية أجنبية، بل قوات استشارية لسد احتياجات قواتنا من التدريب والتجهيز".
وتابع: "هذا يعني أننا بحاجة دائمة إلى مراجعة العلاقة مع التحالف الدولي، ورسم خارطة التعاون المستقبلي، في ظل التطور الدائم في القدرات القتالية لقواتنا المسلحة".
وكان رئيس الوزراء العراقي أكد في وقت سابق من يناير الجاري في مقابلة نشرتها "وول ستريت جورنال" أن بلاده بحاجة إلى بقاء القوات الأجنبية، نظراً لأن القضاء على تنظيم "داعش" سيستغرق بعض الوقت.
غير أنه شدد على أن العراق "ليس بحاجة إلى قوات تقاتل داخل الأراضي العراقية"، موضحاً أن "التهديد للعراق مصدره تسلل خلايا (التنظيم) من سوريا".
وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفي عسكري في العراق للقيام بمهام تدريبية واستشارية.
كما ينفذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) مهمة غير قتالية في العراق، يشارك فيها وفق موقعه الإلكتروني "مئات" من العناصر من عدة دول أعضاء أو شركاء للحلف (أستراليا وفنلندا والسويد).
علاقات متوازنة
وتعتمد حكومة السوداني التي نالت الثقة بعد عام من الصدامات السياسية، على دعم أحزاب موالية لإيران تهيمن على البرلمان. كما تعتمد بغداد بشكل كبير على الغاز والكهرباء من جارتها طهران.
في السياق، شدد رئيس الوزراء العراقي أن حكومته تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول، بعيداً عن "سياسة المحاور".
وقال إن "الحكومة العراقية اليوم أكثر قناعة برؤيتها لتطوير علاقات العراق الإقليمية والدولية على أسس التعاون والتوازن، والابتعاد عن سياسة المحاور، واعتماد سياسة الشراكة مع العديد من دول العالم وفي مقدمتها فرنسا".
وفيما تواجه الحكومة العراقية توقعات هائلة من العراقيين المنهكين جراء أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، قام رئيس الوزراء العراقي في نهاية نوفمبر الماضي، بزيارة إلى طهران شهدت وعوداً بتعزيز التعاون على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
وفي مقابلته مع "وول ستريت جورنال" الأخيرة، أكد أنه لا يعتقد "أنه من المستحيل أن تكون للعراق علاقة جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة". وقال للصحيفة إنه يريد إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن قريباً، ربما تمهيداً للقاء بينه وبين الرئيس جو بايدن.
"قوة دفع دبلوماسية"
واعتبر السوداني في مقاله أن حكومته "تعتزم أن تكون قوة دفع رئيسية في الدبلوماسية الإقليمية والمسارات السياسية".
وأضاف: "تجلى ذلك بوضوح في مؤتمر بغداد 2 المنعقد وبدعم من الرئيس (الفرنسي إمانويل) ماكرون في العاصمة الأردنية عمان مؤخراً، إذ حرصنا على رفض استخدام أراضي العراق كمنطلق لتهديد دول الجوار، مظهرين رفضنا في الوقت ذاته أي تجاوزات على أراضينا".
إلى ذلك، أشار إلى أن "العراق من خلال علاقاته المميزة مع محيطه الإقليمي، بات ملتقى للقاء الأطراف المتباينة وساعياً لتقريب المسافات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وذلك من منطلق إيماننا بأن استقرار المنطقة يتم عبر تجاوز التوترات".
وعُقدت عدة جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين خلال الأشهر الأخيرة في العراق الذي تجمعه حدود مع البلدين.
اقرأ أيضاً: