مع تولي بايدن.. عباس مستعد للتفاوض مع إسرائيل "دون وقف الاستيطان"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع افتراضي مع الفصائل الفلسطينية، رام الله - 3 سبتمبر 2020 - REUTERS
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع افتراضي مع الفصائل الفلسطينية، رام الله - 3 سبتمبر 2020 - REUTERS
رام الله-محمد دراغمة

قال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس محمود عباس أظهر "مرونة سياسية عالية"، بهدف إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال الدولي في عهد الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، وذلك من خلال الانخراط في المفاوضات مع إسرائيل "حتى دون اشتراط وقف الاستيطان". 

وكشف أحد كبار المسؤولين في السلطة لـ"الشرق" أن الرئيس عباس وجه مؤخراً رسائل مباشرة إلى أحد مساعدي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وإلى مجموعة الرباعية المنبثقة عن مؤتمر ميونخ، وهي ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن، مفادها أنه "مستعد للعودة إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، على أساس الشرعية الدولية".

وقال المسؤول الذي فضل عدم كشف هويته إن الرئيس عباس استند في هذه الرسائل إلى خطاب تلقاه من منسق الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، مؤخراً، أكد فيها التزام حكومته بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.

إعادة القضية إلى الواجهة

وتقول شخصيات قيادية في السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الفلسطينية "فتح" إن الرئيس محمود عباس يسعى لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة جدول الأعمال الدولي، بعد أن غابت عنه في الأعوام الأخيرة بسبب سياسة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب "المنحازة بشكل تام للحكومة الإسرائيلية".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذا الانحياز "ظهر بوضوح في قيامه بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وفي خطته التي تسمح لإسرائيل بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية تزيد على 30% من مساحتها".

وتعرضت السلطة الفلسطينية لعقوبات اقتصادية وسياسية جراء رفضها المعلن لمواقف الرئيس ترمب، منها وقف الدعم المالي الأميركي للسلطة وللمؤسسات الفلسطينية والمؤسسات الدولية التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين بقيمة تزيد على 800 مليون دولار سنوياً، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وغيرها.

وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، توقفت في أواخر عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، جراء استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وقف الاستيطان "ليس شرطاً"

وقال القيادي في حركة فتح نبيل عمرو لـ"الشرق" إن الرئيس عباس "يبدي استعداده للعودة إلى المفاوضات حتى دون وقف الاستيطان". وأضاف: "هذا هو الخط السياسي الرئيسي للرئيس محمود عباس، وهو اليوم جاهز للعودة إلى المفاوضات في حال توفر مرجعية دولية لها".

وأوضح عمرو أن المفاوضات توقفت في السابق بالفعل مرات عدة جراء استمرار الاستيطان، لكنها استمرت أيضاً لفترات طويلة في ظل الاستيطان، مشيراً إلى أن وقف الاستيطان كان "مطلباً وليس شرطاً".

واعتبر عمرو أن قرار الرئيس محمود عباس إجراء انتخابات تشريعية هذا العام، يعد "جزءاً من التغيير الحاصل، والهادف إلى تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في المجتمع الدولي".

وأشار إلى أن جهود اللجنة الرباعية المنبثقة عن مؤتمر ميونخ، التي عقدت، الاثنين، اجتماعاً في القاهرة، تهدف إلى "محاولة ملء أي فراغ ناجم عن انسحاب أميركي من الملف"، مضيفاً أن المجموعة مرشحة لمواصلة العمل في المرحلة القادمة في ظل انشغال إدارة بايدن بملفات أخرى.