أبو الغيط: أكتب لوقف المعلومات المغلوطة من الشخصيات ذات الشعبية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يتحدث في ندوة "كتابات دبلوماسية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54. 28 يناير 2023 - الشرق
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يتحدث في ندوة "كتابات دبلوماسية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54. 28 يناير 2023 - الشرق
القاهرة-الشرق

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أنه قرر مشاركة ما شهده من لحظات فارقة في تاريخ الدبلوماسية المصرية، في كتابيه، بعد أن لاحظ أن بعض الشخصيات "ذات الشعبية" تبث معلومات مغلوطة وأخطاء فادحة من خلال وسائل الإعلام.

وقال أبو الغيط، في ندوة بعنوان "كتابات دبلوماسية" ضمن فعاليات "معرض القاهرة الدولي" للكتاب في دورته الـ 54، السبت: "التجربة ليست دفاعاً عن النفس، لكنني لاحظت أن هناك غياباً أو تغييباً أو تجهيلاً للمعلومات، أي أن المواطن لا يحصل عليها، بينما تبث بعض الشخصيات ذات الشعبية الكبيرة  معلومات مغلوطة وأخطاء فادحة، لذا قررت أن أشارك ما شهدته من لحظات فارقة في تاريخ الدبلوماسية المصرية".

وأضاف أبو الغيط أن "الكتابة تعتبر أحد أنماط تحمّل المسؤولية تجاه الأجيال الجديدة من الدبلوماسيين عبر توضيح ما يمكن للدبلوماسي أن يقدمه لوطنه أو يبذله من تضحيات في سبيله، ما يناقض الصور النمطية".

وأشار وزير الخارجية المصري السابق، إلى أن "هناك فكرة عامة أن الدبلوماسي شخص ناعم المزاج، يفضل ارتداء الملابس الأنيقة، وقضاء وقته في الحفلات. لكن الأمر ليس كذلك، فالدبلوماسي قد يعمل 15 ساعة يومياً وهدفه الأساسي هو خدمة الدولة". 

رؤية شخصية ومحاولة تأريخ

واعتبر أبو الغيط أن كتابيه "شاهد على الحرب والسلام" و"شهادتي" مزيج بين محاولة للتأريخ وطرح الرؤية الشخصية عن الفترة التي شهدها أثناء عمله في وزارة الخارجية.

ووصف أبو الغيط العمل الدبلوماسي بأنه "وحدة قتال خارجية"، موضحاً: "الأمر كأن الجيش يرسل وحدة استطلاع متقدمة، تشتبك وترصد وتعلن عن الوجود، فالعمل الدبلوماسي جهد وانضباط وتعلم".

من جهته اعتبر وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي أن الظرف العام للدولة قد يكون دافعاً وراء الكتابة قائلاً: "جئت وزيراً في ظرف مضطرب للغاية (يوليو 2013 - يونيو 2014)، ورأيت أن المسؤولية تدفعني لوضع ما استخلصته وما رأيته خلال تلك المرحلة، وتعمدت أن تكون الأحداث هي قضية كتابتي الأساسية من دون شخصنة، ويمكن اعتبار الكتابة أيضاً استمرار للانخراط في العمل العام".

سردية مصرية

وطرح فهمي كتاباً باللغة العربية تحت عنوان "في قلب الأحداث" كما طرح نُسخة إنجليزية بعنوان "Egypt's Diplomacy in War, Peace and Transition"

واعتبر أن كتابات الدبلوماسيون المصريون والعرب تساهم في ملء فراغ معرفي في ما يتعلق بالواقع المصري باللغات الأجنبية. وأضاف: "في بداية حياتي كنت كلما تحدثت مع شخص وجدته يفتقد لوجود مرجعية عن مصر".

وجهة النظر تلك  أيدها أبو الغيط، مؤكداً أهمية حركة الترجمة للغات متعددة، خاصة أن شخصيات معاصرة باتت تطالع كتابات الدبلوماسيين المصريين وتجدها شديدة النفع.

وأشار فهمي إلى أن العمل الدبلوماسي دائماً ما ينطلق من مصلحة الدولة، وأن "الدبلوماسية جزء من العمل العام الذي يعتبر بدوره مسؤولية وأمانة، والعمل الدبلوماسي ينطوي على تمثيل مصر في الخارج، لكن الأمر لا يقتصر على بناء علاقات طيبة بالآخر".

واعتبر السفير محمد توفيق سفير مصر الأسبق لدى الولايات المتحدة، كتابة المذكرات الدبلوماسية أداة هامة لقراءة وتفسير الوثائق التاريخية، إذ تشكل السياق والظروف المحيطة بتلك الوثائق ومن ثم تقدم للقارئ الرواية الرسمية للتاريخ، موضحاً أنه يعتبر أن الأدب هو الرواية الشعبية للتاريخ.

وقال إن "الأدب يُمكننا من رصد تفاعل البشر مع الاتفاقات التي تتم في الغرف المغلقة". وتابع: "نعاني في مصر والعالم العربي من مشكلة في مخاطبة العالم الخارجي خاصة الغرب، وهناك فرق بين الخطاب الموجه للداخل، والموجه للخارج، والخلط بينهما يفقدنا القدرة على مخاطبة الغير".

تجارب خاصة

وشرح الكاتب والدبلوماسي المصري مصطفى الفقي كيف تمنح حياة العمل الدبلوماسي صاحبها تجارب خاصة، قائلاً: "عندما كنت في الخارجية زرت انجلترا في أعقاب وفاة جمال عبد الناصر، وزرت الهند حيث اكتسبت ثقافة واسعة ورأيت أمة عظيمة ودولة اكتفاء ذاتي ومجتمع ليبرالي ديمقراطي، وفي فيينا سمعت الموسيقى الكلاسيكية وشهدت اندماج التاريخ بالثقافة ووثقت ذلك في كتاب (ليالي الفكر بفيينا)".

مشروع بحثي

عقدت الندوة في إطار مشروع بحثي للسفير عمرو الجويلي، يستهدف توثيق كتابات الدبلوماسيين المصريين منذ عام 1952 وحتى الآن، من خلال مرجع بعنوان "من البرقية إلى الكتاب: الدبلوماسيون المصريون كمؤلفين".

وقدر الجويلي كتابات الدبلوماسيين المصريين، منذ منتصف القرن الماضي، بحوالي 1000 عمل قدمها 150 دبلوماسي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات