وزير الخارجية الأميركي يصل القاهرة في جولة "خفض التوتر"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ينزل من سلم الطائرة في مطار القاهرة - 29 يناير 2023 - twitter.com/StateDeptSpox
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ينزل من سلم الطائرة في مطار القاهرة - 29 يناير 2023 - twitter.com/StateDeptSpox
القاهرة- أ ف ب

استهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته في الشرق الأوسط بزيارة مصر، الأحد، على وقع تصعيد كبير بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ساعياً لاستخدام نفوذ الولايات المتحدة لمحاولة خفض حدّة التوتر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة على "تويتر" إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وصل إلى القاهرة سعياً لـ"تعزيز العلاقات" بين البلدين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن خلال زيارته، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري سامح شكري لبحث آخر تطورات النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفور وصوله إلى مصر، قام بلينكن بزيارة "الجامعة الأميركية" وسط القاهرة حيث التقى مجموعة من الناشطين الشباب، وقال: "من المهم بالنسبة إلينا ليس فقط أن تتشارك الحكومات، ولكن أيضاً إشراك جميع شرائح المجتمع وخصوصاً الجيل الصاعد"، في إشارة إلى الشباب. 

تدهور الوضع الأمني

تجدر الإشارة إلى أن جولة الوزير الأميركي، التي بدأت في القاهرة، ستقوده إلى القدس ورام الله يومي الاثنين والثلاثاء، وهي كانت مقررة منذ فترة طويلة وتتزامن مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني في فلسطين بدأ قبل أيام.

ونفذت إسرائيل، الخميس، عملية عسكرية في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة لقي فيها 9 فلسطينيين حتفهم، وهو العدد الأكبر من الضحايا في عملية واحدة منذ سنوات طويلة.

وأدى هجوم قرب كنيس في القدس الشرقية، الجمعة، إلى سقوط 7 أشخاص، فيما شن الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم ذاته على غزة، رداً على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل من القطاع المحاصر.

وشهدت القدس الشرقية، السبت، هجوماً جديداً، حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاماً النار وأصاب رجلاً وابنه بجروح، قبل أن يصاب بدوره ويتم توقيفه على أيدي إسرائيليين مسلحين.

وأحرق مستوطنون، ليلة السبت، مركبة ومنزلاً لفلسطينيين في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله، وفقاً لما أفادبه سكان المنطقة، بينما قتل حراس مستوطنة كدوميم الإسرائيلية، صباح الأحد، فلسطينياً، قال الجيش الإسرائيلي إنه كان "مسلحاً بمسدس".

أجندة بلينكن في إسرئيل

ويعتزم بلينكن في محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التشديد على ضرورة "اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد"، وفقاً لما كشفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الجمعة، بعدما دانت واشنطن الهجوم "المروع" في القدس الشرقية.

غير أن هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية الأميركي، يبدو محصوراً ضمن حدود الدعوات إلى الهدوء في وقت يبدو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في "طريق مسدود".

وقال الباحث آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأميركي السابق والخبير في "معهد كارنيجي للسلام الدولي" في واشنطن: "أعتقد أن أفضل ما يمكن للأميركيين التوصل إليه هو أن يستقر الوضع لتفادي تكرار مايو 2021"، في إشارة إلى الحرب في قطاع غزة.

ويرى الخبير في "معهد واشنطن" غيث العمري أن زيارة بلينكن "لا تشير إلى أي تغيير في الموقف الأميركي حيال النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، لكنه توقع ألا تكون "المحادثات (مع محمود عباس) مريحة".

استئناف العلاقات مع نتنياهو

وتشير زيارة بلينكن لإسرائيل إلى عزم واشنطن على استئناف العلاقات سريعاً مع نتنياهو الذي عاد إلى السلطة على رأس حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وفقاً لـ"فرانس برس".

وكانت علاقات نتنياهو مع إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن متوترة وخصوصاً في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لكن من المتوقع أن يساهم الجمود الحالي في مفاوضات إحياء اتفاق 2015 في تقريب المواقف بين الجانبين.

وسبق لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان أن زار إسرائيل ليؤكد لنتنياهو دعم الولايات المتحدة.

وأضاف ميلر: "لم يسبق أن رأيت هذا العدد من الزيارات على مثل هذا المستوى الرفيع في أي إدارة.. هذا غير مسبوق"، مشيراً إلى احتمال قيام نتنياهو بزيارة للبيت الأبيض يجري التحضير لها اعتباراً من فبراير.

وقال الخبير ديفيد ماكوفسكي من "معهد واشنطن": "سيشدد بلينكن على أهمية الحفاظ على الوضع القائم التاريخي في الحرم القدسي في القدس الشرقية".

وكان وزير الأمن إيتمار بن جفير، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف الإسرائيلي، أثار موجة تنديد دولية بدخوله باحة المسجد الأقصى مطلع يناير.

كما ستتناول محادثات بلينكن "اتفاقات أبراهام" التي تم التوصل إليها في 2020 برعاية أميركية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية عدة.

وإلى جانب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، سيبحث بلينكن في القاهرة مجموعة من القضايا الإقليمية، بينها الوضع في ليبيا والسودان.

ومصر حليف إستراتيجي للولايات المتحدة ومن كبار المستفيدين من المساعدة العسكرية الأميركية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات