بيرو.. الأنديز تواجه الفقر والإحباط وسط احتجاجات سياسية

time reading iconدقائق القراءة - 3
جانب من المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في ليما، بيرو- 20 يناير 2023 - REUTERS
جانب من المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في ليما، بيرو- 20 يناير 2023 - REUTERS
كوسكو (بيرو)-أ ف ب

تعكس الاضطرابات التي أودت بحياة 48 شخصاً منذ ديسمبر في بيرو، الفجوة الهائلة بين العاصمة ليما وجبال الأنديز حيث تطالب غالبية كبرى من المحتجين باستقالة الرئيسة وإجراء انتخابات جديدة.

وبدأت الأزمة بعد إقالة وتوقيف الرئيس اليساري بيدرو كاستيو ذي الأصول الأميركية الهندية والمتحدر من الأنديز بتهمة محاولة انقلابية، لأنه أراد حل البرلمان الذي كان يستعد للتصويت على طرده من السلطة. وحلت محله نائبة الرئيس دينا بولوراتي.

وقال عالم الأنثروبولوجيا خوليو إدموندو أوليفيرا خريج جامعة كوسكو: "كيف نستغل الغاز بالقرب من كوسكو وليس لدينا غاز؟ كيف يكون لدينا كل المناجم، وليس لدينا مدارس جيدة ومستشفيات جيدة".

وأضاف: "إنها مشكلة بنيوية وليست جديدة، وليست خطأ بيدرو كاستيو أو دينا بولوارتي".

وتابع: "كوسكو - عاصمة الإنكا، تطورت مع ثقافة جبال الأنديز، ومنذ الاستقلال في 1821، تطورت جمهورية بيرو مع حكم مركزي في ليما"، موضحاً أن "جمهورية ليما ومركزيتها لم تهتما بالتعليم في بيرو، والحكومة لم تسع يوماً إلى فتح مدارس أو مدارس ثانوية جيدة" في المقاطعات.

وأضاف: "لم نستثمر إطلاقاً في الأنديز مع أن الأنديز يؤمن بقاء العاصمة".

سوء خدمات

وذكر عالم الأنثروبولوجيا أن سيرو دي باسكو مثالاً، وهو مجمع مناجم يقترب من نهايته في الأنديز، ويبعد 250 كلم شمال شرق ليما و4 آلاف و200 متر فوق مستوى سطح البحر.

وقال: "الناس يعانون من وجود رصاص في رئاتهم، لكن لا مستشفيات أو مدارس ثانوية أو جامعات جيدة، أخذوا كل المعادن وتركوا حفرة، سيرو دي باسكو هي واحدة من أفقر مناطق البلاد، هذا عار".

وتصف السلطة والنخب في أغلب الأحيان المتظاهرين بأنهم "إرهابيون"بسبب العنف، في إشارة إلى حركة "الدرب المضيء أو مجموعات "توباك أمارو" التي تؤكد أن أصولها تعود إلى الهنود الحمر.

وذكر أحد المتظاهرين خافيير كوسيمايتا أوسكا الذي يعمل مدرساً: "نعم دماء الإنكا في عروقنا، نحن أمة الكيتشوا ورثة مقاومة الأنديز في العهد الاستعماري".

وأضاف: "إنها مقاومة شعوبنا، الكيتشوا والأيمارا والأمازون، جميعنا متحدون! نحن متهمون بأننا إرهابيون، لكننا لسنا كذلك، نحن متواضعون وكريمون".

وتابع: "بالتأكيد هناك ازدراء من قبل ليما، هناك مركزية قوية مثل الحقبة الاستعمارية. يريدون منا أن نصدق أن ليما هي بيرو، لكنها جزء من بيرو مثل كوسكو أو مادري ديوس (جنوب شرق) أو منطقة أخرى".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات