
أكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة سترد على التحديات التي تطرحها الصين "بتصميم" و"حزم"، لكنها مع ذلك تعتزم الحفاظ على "خطوط اتصال" مفتوحة مع بكين.
وقالت وندي شيرمان، المسؤولة الثانية في وزارة الخارجية الأميركية، في خطاب بمعهد "بروكينجز" في واشنطن: "فعلنا ذلك، ونفعله، وسنواصل الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة المنافسة بشكل مسؤول بين بلدينا".
وأكدت شيرمان مجدداً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى "نزاع مع الصين"، لكنها اعتبرت أن العملاق الآسيوي هو "المنافس الوحيد الذي لديه النية والوسائل لإعادة تصميم النظام الدولي".
وأضافت المسؤولة الأميركية: "صارت الصين أكثر قمعية داخلياً وأكثر عدوانية خارجياً"، مشيرة إلى "القمع في هونج كونج وضد أقلية الأويجور، والضغوط التهديدية على تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، وفي سباق الريادة في تصنيع أشباه الموصلات".
"لم نلغ زيارة بلينكن لبكين"
تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مؤخراً، بعد أن أسقطت واشنطن منطاداً صينياً حلّق فوق الأراضي الأميركية. ودفع ذلك الحادث وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تأجيل زيارة طال انتظارها إلى بكين، ما أثار تساؤلات حول الرغبة في التعاون بين القوتين العظميين.
ولدى سؤالها عن المسألة، شددت شيرمان على أن "الزيارة أرجئت ولم تلغ"، وأن "الولايات المتحدة تأمل في إعادة جدولتها في الوقت المناسب". وتابعت: "سنجد الفرصة المناسبة للمضي قدماً خطوة بخطوة" مع بكين، دون إعطاء جدول زمني.
وفي ما يتعلق بتايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، نددت المسؤولة الدبلوماسية بالضغط الصيني، لكنها أعادت تأكيد التزام بلادهما بسياسة "صين واحدة"، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للجزيرة.
وقالت إنها تأمل في ألا تتخذ بكين "زيارة عضو في الكونجرس (الأميركي) ذريعة للشروع في عمل عسكري".
وأعرب رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي عن رغبته في زيارة تايوان. وقبله، أثارت زيارة رئيسة المجلس السابقة نانسي بيلوسي إلى الجزيرة في أغسطس الماضي، غضب بكين، التي نفذت بعدها مناورات عسكرية غير مسبوقة في المنطقة.
"أزمة" مناطيد
وزاد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بعدما أسقط الجيش الأميركي في الرابع من فبراير الجاري، ما قال إنه منطاد تجسس صينياً قبالة ساحل ساوث كارولاينا.
والثلاثاء، قالت الصين إنَّ أكثر من 10 مناطيد عالية الارتفاع أطلقتها الولايات المتحدة منذ مايو الماضي، حلّقت فوق مجالها الجوي، والمجال الجوي لدول أخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، إن المناطيد عالية الارتفاع "حلقت حول العالم، ودخلت من دون إذن المجال الجوي للصين، ودول أخرى عشر مرات على الأقل".
ولم يكشف وانج أسماء الدول الأخرى، وامتنع عن تحديد الجزء الذي اخترقته المناطيد من المجال الجوي الصيني، ولم يقدم صوراً لإثبات الواقعة. وقال إنه "يتعين على الولايات المتحدة إجراء تحقيق شامل وتقديم تفسير للصين".
ونفت الولايات المتحدة الاتهامات الصينية. وكتبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون على تويتر: "أي ادعاء بأن الحكومة الأميركية تُسيّر مناطيد مراقبة فوق جمهورية الصين الشعبية غير صحيح".