موسكو تدعو واشنطن لإثبات عدم تورطها في تفجيرات "نورد ستريم"

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقطة جوية تظهر تسرب الغاز من خط أنابيب "نورد ستريم 1"- 30 سبتمبر 2022. - AFP
لقطة جوية تظهر تسرب الغاز من خط أنابيب "نورد ستريم 1"- 30 سبتمبر 2022. - AFP
دبي- الشرق

دعت السفارة الروسية لدى واشنطن، الخميس، الولايات المتحدة إلى إثبات عدم تورطها في تفجيرات خطوط أنابيب "نورد ستريم"، بعدما نفت الإدارة الأميركية تقارير تحمّلها مسؤولية التفجيرات.

وكان البيت الأبيض نفى الأسبوع الماضي بشكل قاطع ما أورده تقرير جديد للصحافي الاستقصائي البارز سيمور هيرش بشأن وقوف الولايات المتحدة وراء تخريب خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" العام الماضي.

غير أن موسكو طالبت واشنطن بإثبات ذلك، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن المتحدث باسم السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة إيجور جرينكو، الخميس.

وقال المتحدث الروسي إن "الولايات المتحدة، التي تزعم أنها المصدر الوحيد للحقيقة المطلقة، عليها على الأقل أن تنتقل من توجيه الاتهامات الفارغة، إلى محاول إثبات عدم تورطها في تخريب أنابيب الغاز".

ويتكوّن مشروع "نورد ستريم" من خطي أنابيب لنقل الغاز، هما: "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2". ويمتد خط أنابيب "نورد ستريم 1" على عمق 1200 كيلومتر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من سانت بطرسبرغ إلى شمال شرقي ألمانيا، فيما يربط "نورد ستريم 2" روسيا وألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق أيضاً، باتباع طريق مماثل لـ"نورد ستريم 1".

"إرهاب دولي"

وكانت السويد والدنمارك، اللتان طالت التفجيرات منطقتيهما الاقتصاديتين، خلصتا إلى أنه "تم تفجير خطوط الأنابيب عمداً، من دون أن تقوما بتحديد الجهة المسؤولة التي تقف خلف ذلك".

لكن الخارجية الروسية اتهمت، الخميس، فريق التحقيق بـ"محاولة إخفاء الحقائق"، وقالت إنه قام بعمله (التحقيق) بطريقة تبقي نتائجه "مخفية"، وفقاً لما أوردته وكالة "تاس" الروسية.

وقال المتحدث باسم السفارة الروسية في واشنطن، إن تقييمات بلاده لحادث تخريب خط أنابيب الغاز خلصت إلى أنه "عمل مؤهل ليكون عمل إرهاب دولي"، مشيراً إلى أن ذلك "يتطلب تحقيقاً شاملاً ومستقلاً".

وانتقد جرينكو تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس التي نفى فيها تورط الولايات المتحدة في الحادث، بينما ألمح في الوقت ذاته إلى رفض واشنطن مشاركة الأمم المتحدة في التحقيقات.

وقال جيرينكو: "إن الجانب الروسي لن بتجاهل الوضع بشأن تفجير البنية التحتية الحيوية للطاقة، وخاصة مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا توجد هناك أي معلومات عن بعض العبوات الناسفة غير المنفجرة التي بقيت على ما يبدو في قاع البحر".

وأضاف أن  المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس رد بشكل "غير منضبط" على سؤال "معقول تماماً" من الصحافيين بشأن موقف الولايات المتحدة من مشاركة الأمم المتحدة في البحث عن المسؤولين عن التخريب في بحر البلطيق. 

وكان برايس قال في إفادة صحافية، الأربعاء، رداً على سؤال بشأن موقف بلاده من مشاركة الأمم المتحدة في التحقيقات، إن "الولايات المتحدة تترك هذا الأمر لشركائنا الذين وقعت هذه الحادثة في أراضيهم، للتحدث عن آليات التحقيق المناسب".

تحقيق دولي

وامتنع المتحدث باسم الخارجية الأميركية عن التعليق على الأنباء التي تفيد بأن روسيا دعت إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل، بهدف السعي لتحقيق دولي في تفجيرات "نورد ستريم".

وقال: "سأكرر ما قلناه من قبل. ما سمعناه من موسكو، وما سمعناه من الكرملين، ليس سوى كذبة. إنها معلومات مضللة تماماً أن الولايات المتحدة كانت وراء ما حدث".

وأضاف: "هذه هي الرسالة التي كررناها باستمرار في مواجهة هذه الأكاذيب التي رددها المسؤولون الروس، وسوف نكررها مرة أخرى إذا احتجنا إلى ذلك".

وكان البيت الأبيض نفى الأسبوع الماضي بشكل قاطع ما أورده تقرير جديد للصحافي الاستقصائي البارز سيمور هيرش عن وقوف الولايات المتحدة وراء تخريب خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" العام الماضي.

وزعم هيرش في تقريره أن غواصين في البحرية الأميركية عمدوا في يونيو الماضي بمساعدة من النرويج إلى زرع متفجرات على خط الأنابيب الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، ليقوموا بتفجيرها بعد 3 أشهر.

ووصفت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض تقرير هيرش الذي نشره على حسابه في منصة النشر الذاتي "سابستاك"، بأنه "من نسج الخيال".

وأعاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية تأكيد نفي البيت الأبيض، واصفاً التقرير بأنه "كاذب تماماً وبشكل مطلق".

موقف النرويج

ورداً على سؤال عن تقرير هيرش بأن أوسلو "دعمت العملية"، قالت وزارة الخارجية النرويجية إن "هذه المزاعم كاذبة". 

وكانت دول غربية حمّلت موسكو مسؤولية تفجير خط الأنابيب في سبتمبر الماضي، ما فاقم الغضب ضدها في أعقاب غزوها لأوكرانيا. 

غير أن التحقيقات التي أجرتها السلطات السويدية والدنماركية والألمانية لم تتوصل حتى الآن إلى تحديد هوية الدولة أو الجهة الفاعلة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات