واشنطن تأمل بانفراجة في أزمة المنطاد.. وبكين تدعو لحل الخلافات

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين خلال لقائه مع وزير الخارجية الصيني السابق وانج يي خلال اجتماع في بالي بإندونيسيا. 9 يوليو 2022  - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين خلال لقائه مع وزير الخارجية الصيني السابق وانج يي خلال اجتماع في بالي بإندونيسيا. 9 يوليو 2022 - REUTERS
دبي/ بكين -الشرقرويترز

أعرب دبلوماسيون أميركيون وصينيون عن آمالهم في أن يساهم لقاء محتمل الأسبوع المقبل، بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، في تحقيق انفراجة في الأزمة، التي أثارها إسقاط منطاد صيني اخترق الأجواء الأميركية، فيما دعت بكين إلى ضرورة حل الخلافات بين البلدين.

وزاد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بعدما أسقط الجيش الأميركي في الرابع من فبراير الجاري، منطاداً صينياً قبالة ساحل ساوث كارولاينا.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعون على الأمر، قولهم إنه في الأيام الأخيرة "ناقشت الولايات المتحدة والصين تنظيم اجتماع بين بلينكن ووانج".

وأضافت المصادر أن "الاجتماع يمكن أن يعقد على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يستمر من 17 إلى 19 فبراير"، مشيرة إلى أنه "لم يتم اتخاد قرار بعد، وأن المفاوضات غير محددة". 

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن من المقرر أن تحضر المؤتمر نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، وتلقي خطاباً حول دعم أوكرانيا.

 رسالة أميركية للصين

وأضاف المسؤولون أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانييل كريتنبرينك، تحدث مع كبير المبعوثين الصينيين في واشنطن الأسبوع الماضي، بشأن اختراق منطاد الأجواء الأميركية، قالت الولايات المتحدة إنه كان يجمع معلومات استخباراتية للصين.

وكشفوا أن كريتنبرينك سعى إلى توصيل رسالة بشأن اهتمام الإدارة باستئناف المحادثات الدبلوماسية مع الصين، على أساس أن "السيادة الأميركية لا ينبغي انتهاكها".

على الجانب الآخر، لم تكشف الحكومة الصينية عن تفاصيل بشأن توقف وانج يي في ميونيخ، في إطار جولة أوروبية تستغرق أسبوعاً. لكن مصادر صينية مطلعة على جدول أعماله قالت لـ"وول ستريت جورنال"، إنه "من المتوقع أن يتطرّق (وانج يي) إلى أزمة المنطاد في خطابه صباح السبت". 

كما سيتناول هذا الخطاب أيضاً موقف الصين بشأن استمرار الصراع في أوكرانيا، وعلاقتها بالولايات المتحدة. 

ومن المرجح أن يعرب وانج يي عن حرص بكين على العمل مع بقية العالم، بعد أن رفعت بكين مؤخراً معظم القيود التي فرضتها لمواجهة جائحة كورونا، وتعمل بفعالية للعودة إلى الساحة العالمية، حسبما ذكرت المصادر.

تهدئة التوترات الأميركية الصينية

على نحو مماثل، أفاد موقع "أكسيوس" بأن مسؤولين أميركيين توقعوا خلال أحاديث خاصة، أن يستغل بلينكن لقاءه المحتمل مع وانج يي، لتهدئة حدة التوترات بين البلدين. 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، الأربعاء، رسمياً حضور بلينكن مؤتمر ميونيخ للأمن، ما يمنحه فرصة لإعادة الاتصالات رفيعة المستوى مع بكين من خلال إجراء مقابلة شخصية مع وانج يي، الذي تولى مؤخراً منصب مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

وأشار الموقع الأميركي إلى أنه على الرغم من عدم تأكيد الاجتماع بشكل رسمي حتى الآن، فإن مسؤولي الإدارة الأميركية يرتبون له، وفي حال لم يتمكن بلينكن ووانج من الاجتماع معاً، فإن ذلك سيشير إلى مدى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي، لم يكشف عن هويته، قوله إن "هناك إمكانية لعقد اجتماع بين بلينكن ووانج، ولكن لم يتم تأكيده بعد".

دعوة لحل الخلافات

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين، الخميس، إن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع بلاده على حل الخلافات بشأن المنطاد الصيني الذي دخل المجال الجوي الأميركي.

وأصاف المتحدث في إفادة صحافية: "الدخول غير المقصود للمنطاد المدني الصيني هو حدث غير متوقع وفردي"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة سترد على التحديات التي تطرحها الصين "بتصميم" و"حزم"، لكنها مع ذلك تعتزم الحفاظ على "خطوط اتصال" مفتوحة مع بكين.

وقالت وندي شيرمان، المسؤولة الثانية في الخارجية الأميركية، في خطاب بمعهد "بروكينجز" في واشنطن: "فعلنا ذلك، ونفعله، وسنواصل الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة المنافسة بشكل مسؤول بين بلدينا".

ولدى سؤالها عن زيارة بلينكن، شددت شيرمان على أن "الزيارة أُرجئت ولم تُلغَ"، وأن "الولايات المتحدة تأمل في إعادة جدولتها في الوقت المناسب". وتابعت: "سنجد الفرصة المناسبة للمضي قدماً خطوة بخطوة" مع بكين، من دون إعطاء جدول زمني.

تدهور العلاقات

والثلاثاء، قالت الصين إنَّ الولايات المتحدة أرسلت مناطيد للمراقبة فوق أراضيها 10 مرات على الأقل منذ مايو الماضي، وهو ما رفضه المسؤولون الأميركيون.

وكانت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أعلنت، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة مستعدة للخروج من أزمة المنطاد هذه، وقالت في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، إنها تعتقد أن هذه الأزمة يجب ألا تؤثر على العلاقات بين البلدين، مضيفة: "نسعى إلى المنافسة وليس الصراع أو المواجهة".

وكان يُنظر إلى رحلة بلينكن، المخطط لها سابقاً، إلى الصين على أنها بمثابة خطوة أساسية في تحرك دبلوماسي مصمم بعناية لتحسين علاقات إدارة بايدن مع بكين، بعد عامين من التوترات بشأن المنافسة التقنية، والأمن السيبراني، وغزو روسيا لأوكرانيا، ومسألة تايوان.

وكان من المقرر أن تسافر وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى الصين أيضاً بعد زيارة بلينكن، لإجراء محادثات مهمة حول حالة الاقتصاد العالمي.

ووفقاً لـ"أكسيوس"، فإن الأمر لم يعد يقتصر على تعليق تلك الرحلات فحسب، بل رفضت بكين أيضاً تحديد موعد لإجراء محادثة بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الصيني، بعد ساعات من إسقاط الولايات المتحدة المنطاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات