موردوخ و"فوكس نيوز" اعتبرا فريق ترمب "مجنوناً" لادعائه تزوير الانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون ضد "فوكس نيوز" خارج مقرها في مبنى نيوز كوربوريشن بمدينة نيويورك. 13 مارس 2019 - AFP
متظاهرون ضد "فوكس نيوز" خارج مقرها في مبنى نيوز كوربوريشن بمدينة نيويورك. 13 مارس 2019 - AFP
باريس-أ ف ب

ندّد قطب الإعلام المحافظ روبرت موردوخ وشبكته "فوكس نيوز" في أحاديث خاصة بفريق الرئيس السابق دونالد ترمب باعتباره "مجنوناً" و"كاذباً" و"غير مسؤول"، لادعائه أن الانتخابات "سُرقت منه" لصالح جو بايدن.

كشفت شكوى قدمتها شركة "دومينيون فوتينج سيستمز"، المصنعة لآلات التصويت الإلكتروني في مارس 2021، ضد "فوكس نيوز" بتهمة "التشهير"، الكثير من التفاصيل عن حقيقة العلاقة بين ترمب وموردوخ، مسلطة الضوء على تدهورها منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وبحسب الوثيقة القضائية المكوّنة من 192 صفحة والتي نشرها القضاء في ولاية ديلاوير، ليل الخميس الجمعة، فإن روبرت موردوخ ومديري "فوكس نيوز" ومقدّمي برامجها "انتقدوا معسكر ترمب وسخروا منه وشتموه منذ هزيمة الرئيس الجمهوري السابق"، غير أنهم لم يعبروا عن هذه المواقف إلا في أحاديثهم الخاصة، في حين ظلت الأكاذيب والادعاءات التي تطعن في فوز الديموقراطي جو بايدن بالانتخابات هي المسيطرة على الشبكة.

وهذه المعلومات مستخرجة من الملف الضخم المقدم في الشكوى التي استكملت في يناير 2022، وتطالب "دومينيون" في سياقها بتعويضات قدرها 1.6 مليار دولار.

وتعتبر الشركة أنها كانت "ضحية تشهير" من جانب "فوكس نيوز" التي أكدت أن آلاتها للتصويت الإلكتروني استخدمت لتزوير النتائج في عدد من المناطق بالولايات المتحدة، وحتى في فنزويلا سابقاً لصالح الرئيس الراحل هوجو تشافيز.

"ترمب الجهنمي"  

حين ندد مستشارا ترمب، رودي جولياني وسيدني باول، بعمليات تزوير واسعة النطاق، كتب روبرت موردوخ على الفور إلى رئيسة "فوكس نيوز ميديا" سوزان سكوت منتقداً هذه الادعاءات.

وفي الرسالة الإلكترونية التي حملت عنوان "بصدد مشاهدة جولياني!"، اعتبر موردوخ أن اتهامات أنصار ترمب "أمر مجنون حقاً ومضرّ"، وفق ما جاء في الشكوى القضائية، وأضاف: "إنه أمر رهيب، أخشى أن يضرّ بالجميع"، كما عكست رسالات نصية تبادلها مقدمو البرامج في نوفمبر 2020 نبرة مماثلة.

والواقع أن "شهر العسل" انتهى منذ سنوات بين أنصار ترمب و"فوكس نيوز" الواسعة الشعبية بين المحافظين وفي أوساط اليمين بالولايات المتحدة، إذ تعتبر الشبكة جوهرة إمبراطورية "نيوز كوربوريشن" التي أسسها الملياردير الأسترالي الأميركي موردوخ (91 عاماً).

وكتب مقدم البرامج تاكر كارلسون لزميلته لورا إنجرام أن "سيدني باول كاذبة"، مضيفاً: "ضبطتها بالجرم المشهود، هذا جنون"، فأجابته لورا إنجرام: "سيدني معتوهة تماماً ولن يعمل أحد معها بعد ذلك".

وكتب المنتج جاستن ويلز لكارلسون أن "سيدني باول ورودي جولياني كاذبان لعينان"، حاملاً على الادعاءات حول سرقة الانتخابات لأنها تنم عن سلوك "يائس ومخبول".

شهدت العلاقة بين "فوكس نيوز" وترمب المزيد من التدهور في 6 يناير 2021، عندما هاجم أنصار للرئيس المهزوم مبنى الكونجرس في واشنطن، فكتب تاكر كارلسون في رسالة نصية إلى المنتج أليكس فايفر أن ترمب "قوة جهنمية، مدمّرة، لكنه لن يدمرنا".

في ذلك اليوم، حاول ترمب الذي تبقى له 15 يوماً في البيت الأبيض الاتصال ببرنامج لو دوبز اليميني المتطرف للقيام بمداخلة مباشرة على الهواء، لكن الشبكة رفضت الاتصال لأن "التحدث إليه مباشرة عمل غير مسؤول"، وفق ما أوضحت رئيسة "فوكس بيزنس نتوورك" لورن بيترسون. 

 في نوفمبر الماضي، حملت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست" التابعتان لمجموعة "نيوز كوربوريشن" على ترمب باعتباره "مسؤولاً عن فشل الجمهوريين في الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية".

واتهمت متحدثة باسم "فوكس نيوز" دومينيون بأنها "اختارت استشهادات وأخرجتها من سياقها في الشكوى التي رفعتها"، وكتبت في رسالة إلكترونية لوكالة فرانس برس: "دومينيون ستثير ضجة كبيرة وتولّد الفوضى ... لكن جوهر المسألة يبقى حرية الصحافة والتعبير، وهي حقوق أساسية ينص عليها الدستور".

وتبقى الدعاوى في قضايا التشهير محدودة في الولايات المتحدة بفعل حرية التعبير المدرجة في التعديل الأول للدستور. وتنتهي الخلافات في غالب الأحيان بتسوية ودية، ولو أن هذه القضية تهدد بالتأثير على سمعة ومالية "فوكس نيوز"، إحدى شبكات التلفزيون الوطنية الخمس مع "سي إن إن" و"إن بي سي" و"إيه بي سي" و"سي بي إس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات