بعد "اقتحام نابلس".. تحرّك فلسطيني وتأهب إسرائيلي وقلق أميركي

time reading iconدقائق القراءة - 8
الآلاف يشيعون جثامين الضحايا العشرة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة. 22 فبراير 2023 - وفا
الآلاف يشيعون جثامين الضحايا العشرة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة. 22 فبراير 2023 - وفا
دبي / نابلس-الشرقرويترزأ ف ب

قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطيينياً وأصاب 102 آخرين، الأربعاء، خلال عملية أمنية في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ودعت إسرائيل إلى "رفع حالة التأهب وتكثيف الأنشطة الأمنية في الضفة الغربية ومناطق التماس والقدس"، فيما قررت قيادة فلسطين التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة، وسط إدانة عربية وتحذير أممي وقلق أميركي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه ينفذ عملية في نابلس، موضحاً أن قواته أطلقت النار بعد تعرضها لوابل من الرصاص أثناء محاولتها اعتقال مسلحين يشتبه في تخطيطهم لشن هجمات قريباً، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات في صفوف القوات، بحسب كالة "رويترز".

وأضاف أنه قام "بتحييد 3 مطلوبين مشتبه في تورطهم في تنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات"، مؤكداً أنه نفذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام "عمليات مكافحة إرهاب" جاءت نتيجة "جهود استخباراتية مركزة"، بحسب وكالة "فرانس برس".

وذكر أن المطلوبين "تحصنوا في شقة... وطلبت منهم القوات تسليم أنفسهم وبعد أن رفضوا وأطلقوا النار على القوات، عملت القوات على إحباط الخلية الإرهابية"، لافتاً إلى أن "الثلاثة هم حسام إسليم، ومحمد عبد الغني ووليد دخيل"، وجميعهم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاتهم.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن القوات الإسرائيلية حاصرت 2 من قادتها بمنزل في نابلس وإن مسلحين آخرين انضموا إلى القتال، بحسب "رويترز" التي أفادت بأنه سمع دوي انفجارات بينما رشق شبان محليون مركبات مدرعة لنقل القوات الإسرائيلية بالحجارة.

وذكرت مصادر فلسطينية لـ"رويترز" أن القائدين التابعين لحركة الجهاد لقيا حتفهما في الاشتباك إلى جانب مسلح آخر. ومن بين الضحايا أيضاً 3 مدنيين على الأقل، أحدهم رجل عمره 72 عاماً إلى جانب صبي عمره 14 عاماً، فيما أوضح مسؤولون طبيون أن نحو 102 فلسطيني أصيبوا، بينهم 7 في حالة حرجة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن وزارة الصحة.

ورصد مراسل وكالة "فرانس برس" القوات الإسرائيلية خلال إطلاقها الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين أحرقوا إطارات ورشقوا مركبات الجيش العسكرية بالحجارة. 

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت حارة الشيخ مسلم على أطراف البلدة القديمة من نابلس، وحاصرت منزلاً وسط إطلاق نار كثيف.

وأشارت إلى أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات إسرائيلية أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز باتجاههم، ما أدّى إلى إصابة العشرات بالرصاص الحي من بينهم 3 صحافيين.

وقالت مصادر بحركة الجهاد الإسلامي لـ"رويترز" إن "القوات الإسرائيلية حاصرت 2 من قادتها بمنزل في نابلس وإن آخرين انضموا إلى القتال". 

وذكر مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، أن القوات الإسرائيلية منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى المكان المحاصر في حارة الشيخ مسلم بالبلدة القديمة.

وتشهد مدينتا نابلس وجنين القريبة مداهمات متكررة كثفتها إسرائيل على مدار العام الماضي، في أعقاب موجة من الهجمات شنها فلسطينيون في مدنها وأسفرت عن سقوط قتلى.

تحرّك فلسطيني

من جانبها، قررت القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، بحسب وكالة "وفا" التي اعتبرت أن الخطوة تأتي لـ"إدانة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، وباقي مجازر الاحتلال التي ارتكبت بحق شعبنا".

وأدان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، "العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة نابلس"، محملاً "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع".

وأضاف أن "الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة نابلس تؤكد من جديد أهمية مطلبنا بضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضه ومقدساته، ووقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب".

وطالب أبو ردينة "الإدارة الأميركية بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على شعبنا".

قلق أميركي

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة قلقة للغاية من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية، وتخشى أن تؤدي المداهمة التي شنتها القوات الإسرائيلية، إلى انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء.

وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، في مؤتمر صحافي، إن واشنطن تتفهم ما سماه "المخاوف الأمنية لإسرائيل" لكنها "قلقة للغاية بسبب العدد الكبير من الإصابات والقتلى المدنيين".

تحذير أممي

وفي نيويورك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن الوضع حالياً "في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر اشتعالاً منذ سنوات" مع "بلوغ التوترات ذروتها" في سياق "تعطّل... عملية السلام" الإسرائيلية الفلسطينية. 

وشدّد جوتيريش على أنّ "أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء".

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه البالغ"، إذ شدّد مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل على "الأهمية القصوى لسعي كل الفرقاء لإعادة إرساء الهدوء واحتواء التوترات".

وبالتزامن مع العملية الإسرائيلية، طالب جوتيريش بوقف الاستيطان الإسرائيلي "غير القانوني" في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، رغم تنديده بـ"الإرهاب".

وقال جوتيريش أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف: "كل مستوطنة جديدة هي عقبة إضافية على طريق السلام. كل نشاط استيطاني هو غير قانوني في نظر القانون الدولي ويجب أن يتوقف. في الوقت نفسه، التحريض على العنف هو طريق مسدود. لا شيء يبرر الإرهاب الذي يجب أن يكون مرفوضاً من الجميع".

واعتبر جوتيريش أن الوضع حالياً "في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر التهاباً منذ سنوات" مع "بلوغ التوتر ذروته" في سياق "تعطّل عملية السلام" الإسرائيلية الفلسطينية. 

وشدد الأمين العام بحضور السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور على أن "أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء".

إدانة عربية

ودانت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة نابلس، معربةً عن قلقها "البالغ تجاه التصعيد المستمر والخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة أخيراً، والذي يزيد الأوضاع تعقيداً وتأزماً كل يوم".

واعتبرت الوزارة أن العملية الإسرائيلية "تقوض من جهود تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتؤثر على فرص إعادة إحياء عملية السلام علي أساس مقررات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين".

ودانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها"، مشددةً على "ضرورة إيجاد أفق سياسي حقيقي يحول دون استمرار دوامة العنف ويوقف التدهور ويؤدي إلى استئناف المفاوضات وصولاً لحل الصراع على أساس حل الدولتين".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين، لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، مما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة آخرين.

وأكدت الوزارة رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، مشددةً على مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف التصعيد والاعتداءات الاسرائيلية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.

وقالت وكالة "فرانس برس" إن "أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ بداية العام الجاري، أودت بحياة 49 فلسطينياً، وهم مقاتلون وناشطون ومدنيون، بينهم أطفال".

وأشارت أيضاً إلى سقوط 9 إسرائيليين بينهم 3 قاصرين، وأوكرانية، وفق تعداد الوكالة الذي يستند إلى مصادر رسمية في الجانبين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات