الاتحاد الإفريقي ينتقد تصريحات سعيد بشأن المهاجرين.. وتونس: اتهامات لا أساس لها

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التونسي قيس سعيد - Facebook@Presidence.tn/photos
الرئيس التونسي قيس سعيد - Facebook@Presidence.tn/photos
تونس-رويترزأ ف ب

انتقد الاتحاد الإفريقي تونس وحثها على تجنب "خطاب الكراهية العنصري" بعد أن أمر الرئيس التونسي قيس سعيد بطرد المهاجرين الذين لا يحملون وثائق.

وقالت وزارة الخارجية التونسية، السبت، إنها فوجئت ببيان الاتحاد الإفريقي الذي صدر في ساعة متأخرة، الجمعة، ورفضت ما وصفتها بأنها "اتهامات لا أساس لها" قالت إنها أساءت فهم موقف الحكومة.

وأضافت في بيان: "تستغرب وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج البيان الصادر اليوم عن مفوضية الاتحاد الافريقي حول وضعية الجالية الإفريقية بتونس وترفض ما ورد به من عبارات واتهامات لا اساس لها من الصحة، خاصة وان هذا البيان قد بني على فهم مغلوط لمواقف السلطات التونسية".

وأعرب الاتحاد الإفريقي عن "الصدمة والقلق العميقين" إزاء شكل البيان الصادر عن السلطات التونسية ومضمونه، مذكراً تونس بالتزاماتها كعضو في التكتل المكون من 55 عضواً بمعاملة المهاجرين بما يصون كرامتهم.

وأمر سعيد هذا الأسبوع قوات الأمن بوقف الهجرة غير القانونية وطرد جميع المهاجرين الذين لا يحملون وثائق، ما أدى إلى حملة اعتقالات أثارت الخوف على نطاق واسع في أوساط أبناء إفريقيا جنوبي الصحراء والتونسيين ذوي البشرة السمراء.

وقال سعيد عند إعلان الإجراءات إن تزايد عدد مهاجري إفريقيا جنوبي الصحراء الذين لا يحملون وثائق مؤامرة تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية لتونس وإفقادها صفة الدولة العربية والإسلامية.

وأشاد السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور بتصريحات سعيد. ورداً على انتقادات من منظمات حقوقية بأن تصريحاته عنصرية قال سعيد إنه ليس عنصرياً وإن المهاجرين الذين يعيشون في تونس في أمان.

وتنظم جماعات حقوقية مظاهرة، السبت، احتجاجاً على تصريحات سعيد والإجراءات الصارمة ضد المهاجرين.

"لا نشعر بأمان"

وأثارت تصريحات قيس سعيد ضد المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء قلق العديد من الأفارقة المقيمين في تونس، مؤكدين رغبتهم في "العودة إلى بلدهم".

وعلى مدى ساعتين، نزل من سيارات الأجرة، الجمعة، عشرات الأشخاص الذين حضروا على أمل أن تنظم كوت ديفوار رحلات عودة في أسرع وقت ممكن "لأنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان". ومن بين هؤلاء زوجان طُردا من مكان إقامتهما. وقد وضعا حقائبهما على الرصيف. 

وقال أبو بكر دوبي مدير إذاعة "راديو ليبر فرانكوفون"، إحدى وسائل الإعلام الموجهة للجاليات الإفريقية، "من الواضح أن هناك فرقاً بين ما قبل خطاب الرئيس وما بعده". 

وقال دوبي إنه عندما كان ذلك يصدر عن "الحزب الوطني التونسي فقط (عنصري علناً) أو يُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، كان الناس يقولون لأنفسهم إن الدولة ستحميهم. لكنهم الآن يشعرون بالتخلي عنهم"، مؤكدا أنه تلقى شخصياً تهديدات عبر الهاتف.

وكشفت مجموعة على تطبيق واتساب للمهاجرين الراغبين في العودة إلى بلدانهم، خلال الأيام القليلة الماضية، عن حرائق أضرمت أسفل مبان أو محاولات اقتحام منازل مواطنين لهم في تونس وصفاقس المدينة التي يغادر منها عشرات المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا. 

كما قال بعضهم إن أصحاب العقارات "يطردونهم ويتعرضون للضرب والمعاملة السيئة، مضيفين "لا أمن بعد اليوم ونفضل العودة إلى سفارتنا للتسجيل من أجل العودة".

معوقات إدارية

وقال المحامي حسني المعطي، من نقابة المحامين في باريس، الذي يساعد جمعية مواطني كوت ديفوار في تونس، "منذ خطاب الرئيس استسلم الناس بشكل كامل".

وأوضح المحامي أن الوضع غير القانوني للعديد من سكان جنوب الصحراء ليس جديداً لكن السلطات كانت "تغض النظر".

وسمح ذلك للبعض "باستغلال" العمال وتشغيلهم بأجور منخفضة إلى جانب "أصحاب العمل ذوي النوايا الحسنة الذين يواجهون معوقات إدارية" تجعل من الصعب تسوية أوضاعهم. 

وبدأت حملة اعتقالات قبل أسبوعين وطالت ما يصل إلى 400 شخص أفرج عن معظمهم منذ ذلك الحين حسب منظمات غير حكومية وشهادات. 

وقال المحامي الفرنسي التونسي: "مثل هذا الوضع المعقد لا يُحل بخطاب واعتقالات عشوائية". 

وتحدث جان بيدل جنابلي، نائب رئيس لجنة قادة جنوب الصحراء الكبرى، عن "رهاب داخل المجتمع" يطال أيضاً السنغاليين والغينيين والكونغوليين والقمريين الذين "شعروا بأنهم سُلموا إلى الغوغاء". 

عدم الخروج

وفي تطور يعكس مناخ "الذعر"، أوصت جمعية طلاب جنوب الصحراء هؤلاء "بعدم الخروج من بيوتهم حتى للذهاب إلى المدارس، إلى أن تضمن السلطات حمايتنا الفعالة ضد هذه الانحرافات والهجمات".

 وغنابلي الذي يمثل أيضاً مواطني كوت ديفوار في تونس مقتنع بأنه في مواجهة تسجل هؤلاء في السفارة، ستنظم أبيدجان رحلات إعادة للذين يرغبون في ذلك. 

وناشد السلطات التونسية "ضمان سلامتهم" والسكان "معاملتهم بكرامة" وعدم طردهم في الشارع عندما لا يستطيعون دفع الإيجار. 

على بعد 20 كلم شمال العاصمة التونسية في منطقة البحر الأزرق، أغلقت نهائياً صالونات الحلاقة والمطاعم الإفريقية غير الرسمية التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة، واختفت الواجهات الملونة تحت الطلاء الأبيض. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات