نيودلهي- وكالات
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إلى مواصلة "مجموعة العشرين" حض روسيا على إنهاء "حربها العدوانية في أوكرانيا"، وسحب قواتها من أجل "السلام والاستقرار الاقتصادي العالمي"، فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب بأنه "يدفن اتفاق الحبوب بوقاحة".
وقال بلينكن في اجتماع وزراء خارجية "مجموعة العشرين" في نيودلهي: "للأسف، طغت مرة أخرى على هذا الاجتماع الحرب الروسية غير المبررة على أوكرانيا". وأكد أن الولايات المتحدة "حتى وهي تلتف حول أوكرانيا، فإنها تبقى منتبهة للتحديات العالمية".
وشدد على أنه من الواجب على "مجموعة العشرين" أن تتحدث بشأن تمديد وتوسيع اتفاق البحر الأسود للحبوب لـ"تعزيز الأمن الغذائي للمستضعفين".
وقال إنه على روسيا مرة أخرى أن توافق على المبادرة قبل انتهائها في 18 مارس، بينما تتجاوز صادراتها من الحبوب والأغذية مستويات ما قبل الغزو.
"دفنوا اتفاق الحبوب"
بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب بأنه "يدفن بكل وقاحة" اتفاق "البحر الأسود" الذي يسهل تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية من موانئها الجنوبية.
ورغم أن روسيا لا تزال ملتزمة بالاتفاق، فقد انتقدت مراراً نهج الغرب تجاه المبادرة، التي أبرمت في يوليو الماضي، قائلة إن الدول التي فرضت عقوبات على موسكو لا تفعل ما يكفي لتخفيف القيود على الصادرات الروسية لا سيما الأسمدة.
ودعا لافروف، إلى تحقيق "عادل وسريع" في انفجارات خطوط أنابيب نوردستريم" التي وقعت العام الماضي، ودمرت خطوط الأنابيب تحت بحر البلطيق. وشدد على أن موسكو يجب أن تكون منخرطة في التحقيق في الانفجارات.
واعتذر للهند عن ما وصفه بـ"السلوك غير اللائق للوفود الغربية التي حولت عمل المجموعة إلى مهزلة".
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، روسيا إلى العودة إلى "تطبيق كامل" لمعاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية والموقعة مع الولايات المتحدة، والتي أعلنت روسيا تعليقها الشهر الماضي.
وقالت بيربوك مخاطبة نظيرها الروسي: "أطلب منك يا سيد لافروف، العودة للتطبيق الكامل لمعاهدة نيو ستارت".
واعتبرت أن روسيا تمنع أعضاءً آخرين بمجموعة العشرين من "التركيز على القضايا التي أنشئت المجموعة من أجلها".
"أرضية مشتركة"
ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعماء العالم، الخميس، إلى إيجاد "أرضية مشتركة" بشأن القضايا الخلافية، مشيراً إلى أن "الحوكمة العالمية فشلت".
وقال مودي في كلمة مسجّلة تم بثها قبل الجلسة الأولى للاجتماعات في العاصمة الهندية نيودلهي، إنّ "تجربة السنوات القليلة الماضية، الأزمة المالية والتغيّر المناخي والجائحة والإرهاب والحروب، تُظهر بوضوح أنّ الحوكمة العالمية قد فشلت".
وشدد مودي على أنه "يجب أن لا نسمح للقضايا التي لا يمكننا حلها معاً، أن تعيق تلك القضايا التي يمكن أن نحلها مع بعضنا البعض".
وتجد الهند نفسها في موقف دقيق، فمن جهة هي تشاطر الغرب مخاوفه بشأن الصين، ومن جهة ثانية هي مشترٍ رئيسي للأسلحة الروسية، كما أنّها زادت من وارداتها من النفط الروسي.
الحرب الأوكرانية
واحتلت الحرب الروسية المستمرة منذ أكثر من عام في أوكرانيا محور المناقشات في نيودلهي، قبيل اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، الخميس، فيما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن نجاح القمة سيتوقف على مدى مساهمتها في إنهاء الصراع.
وقالت روسيا إنها ستستغل الاجتماع لإطلاع المجتمع الدولي على الطرف المسؤول عن الأزمات السياسية والاقتصادية، التي تعاني منها دول العالم.
وقالت ألمانيا إنها ستواجه "الدعاية" الروسية في اجتماع مجموعة العشرين، في الوقت الذي أشارت فيه الولايات المتحدة إلى أهمية أن تواصل مجموعة العشرين التنديد بروسيا.
ويأتي اجتماع وزراء الخارجية بعد أيام من اجتماع عقده وزراء مالية مجموعة العشرين في بنجالورو بالهند، حيث طغى الصراع في أوكرانيا على المناقشات.
ودخل مندوبو الدول المشاركة في الاجتماع في جدال حول إدانة روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، وفشلوا في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن إصدار بيان مشترك، ليضطروا في النهاية إلى صياغة وثيقة موجزة.
ويحضر الاجتماع 40 ممثلاً، من بينهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيراه الأميركي أنتوني بلينكن والصيني تشين جانج.
ويأتي الاجتماع بعد أيام من اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في بنجالورو، الذي هيمن على مناقشاته الغزو الروسي لأوكرانيا.
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
