
قالت مصادر أميركية مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مسؤولاً كبيراً في وزارة الخزانة زار بكين الأسبوع الماضي، في إشارة إلى استمرار الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين، رغم التوترات الأخيرة.
وأضافت المصادر أن روبرت كابروث، نائب مساعد وزير الخارجية المختص بالشؤون الآسيوية، التقى الأسبوع الماضي مع نظرائه الصينيين لإجراء مناقشات تقنية، حول قضايا اقتصادية ومالية.
وذكر شخص مطلع للصحيفة أن زيارة كابروث "لم تهدف إلى ترتيب زيارة لوزيرة الخزانة جانيت يلين"، فيما وصف شخص آخر الاجتماعات بين كابروث ونظرائه الصينيين بأنها "بناءة وودودة"، إذ ناقش الجانبان إمكانية زيارة يلين رغم عدم التوصل إلى نتيجة.
وكانت يلين تخطط لزيارة الصين بعد فترة قصيرة من زيارة مقررة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن التي ألغيت الشهر الماضي، بعد واقعة المنطاد الصني، إذ قالت الشهر الماضي إنها تأمل في "أن تظل الرحلة ممكنة".
رحلة يلين
وفي هذا الصدد، قال إسوار براساد، الرئيس السابق لقسم الشؤون الصينية في صندوق النقد الدولي، إن التوترات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا جعلت رحلة يلين إلى الصين "غير مرجحة في المستقبل القريب".
وأضاف: "أعتقد أن التوترات بشأن الغزو الروسي قد تصاعدت بالتأكيد. في مجموعة الـ20، أصبح من الواضح أن الصين لم تكن على استعداد لتقديم أي تنازلات، وفي الواقع بدا أنها تتحرك أكثر نحو موقف متشدد".
وسادت التوترات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا خلال الاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين في الهند، إذ عقد مسؤولو وزارة الخزانة مناقشات على مستوى الموظفين مع المسؤولين الصينيين خلال القمة.
وجاءت الاجتماعات في وقت حساس في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، إذ اتفقت القوتان العام الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى، لكن بلينكن أرجأ رحلة كانت مقررة إلى بكين الشهر الماضي، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة ما وصفته بـ"منطاد تجسس" صيني، واحتجت بكين على ذلك بشدة.
"نهج لم يتغير"
وفي الآونة الأخيرة، كشفت واشنطن عن اعتقادها بأن الصين تدرس تزويد روسيا بالأسلحة لدعم الغزو في أوكرانيا.
وقال مسؤولون أميركيون، بمن فيهم بلينكن ويلين، إن واشنطن "لن تتردد" في معاقبة الشركات الصينية والأفراد أيضاً، حال مساعدتها روسيا، فيما قالت بكين إن الادعاء بأنها قد تساعد موسكو هو مجرد "معلومات مضللة".
وفي هذا الصدد، قالت متحدثة باسم وزارة الخزانة للصحيفة: "نهج الإدارة تجاه الصين لم يتغير"، مضيفة: "ما زلنا نؤمن بالحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة، الآن أكثر من أي وقت مضى، ولكن في الوقت نفسه، ستفعل الإدارة دائماً ما هو ضروري للدفاع عن أمننا القومي".
واعتاد مسؤولو وزارة الخزانة على عقد اجتماعات منتظمة على مستوى كبار الموظفين مع نظرائهم الصينيين بشأن القضايا الاقتصادية، لكن هذه المشاركات توقفت خلال جائحة كورونا ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
وتحتل وزارة الخزانة مركز المداولات داخل إدارة الرئيس جو بايدن بشأن السياسة تجاه الصين، بما في ذلك كيفية صياغة أمر تنفيذي متوقع، ينظم الاستثمار الأميركي في الصين ودول أخرى تعتبرها واشنطن "معادية".