تقرير: خطة أميركية طارئة لمواجهة مباشرة مع إيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من التدريب العسكري " Juniper Oak" للقيادة المركزية الأميركية والجيش الإسرائيلي الذي جرى بين 23 إلى 26 يناير 2023 - centcom.mil
جانب من التدريب العسكري " Juniper Oak" للقيادة المركزية الأميركية والجيش الإسرائيلي الذي جرى بين 23 إلى 26 يناير 2023 - centcom.mil
دبي-الشرق

أعدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" خطة طوارئ استعداداً لحرب مع إيران، وخصصت نفقات لها قبل سنوات، وفقاً لما أظهره دليل ميزانية الوزارة السري بشأن برامج الطوارئ في الجيش الأميركي، والذي أطلع عليه موقع "ذي إنترسبت".

وأضاف الموقع الأميركي، أن دليل ميزانية وزارة الدفاع، أشار إلى تمويل لخطة الطوارئ تحت المسمى الرمزي "دعم الحارس" (Support Sentry) في العامين 2018 و2019، وفقاً لدليل "البنتاجون" للسنة المالية 2019.

وأشار "ذا إنترسبت"، إلى أن هذه الخطة حملت توصيف "CONPLAN" أو "خطة نظرية"، وهي خطة طوارئ واسعة للحرب يطورها البنتاجون تحسباً لأزمة محتملة.

وتهدف "CONPLAN"، وفقاً لوزارة العدل الأميركية، إلى توفير إرشادات شاملة للوكالات الفيدرالية والمحلية فيما يتعلق بكيفية الاستجابة لتهديدات محتملة.

وبحسب الموقع، لم يتم الإبلاغ عن وجود خطة "Support Sentry" من قبل، مشيراً إلى أنه لم يتضح من خلال الوثيقة التي استعرضها كم أنفق البنتاجون على الخطة في تلك السنوات. 

التهديد الإيراني

وعندما سُئل عن البرنامج، وما إذا كان لا يزال قائماً، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية جون مور، إنَّ السياسة المتبعة، هي عدم التعليق على مثل هذه الخطط، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أنَّ إيران "لا تزال المصدر الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة وتشكل تهديداً للولايات المتحدة وشركائنا".

وأضاف: "نراقب باستمرار تدفقات التهديدات بالتنسيق مع شركائنا الإقليميين، ولن نتردد في الدفاع عن المصالح الوطنية الأميركية في المنطقة".

وبحسب "ذا إنترسبت"، كانت الخطة "أحد الأمثلة على ارتياح الجيش الأميركي المتزايد لموقف إسرائيل العدواني تجاه إيران بل ودعمه".

وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدز صراحة في فبراير الماضي: "يمكن لإسرائيل بل ويجب عليها أن تفعل كل ما تحتاجه للتعامل مع (إيران) ونحن نساندها".

الدور الإسرائيلي

وأوضح الموقع الأميركي، أنه مع انهيار المحاولات الدبلوماسية لواشنطن مع طهران في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، حرَّك البنتاجون إسرائيل بهدوء إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، وجمعها رسمياً مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط. 

كما تعاونت الولايات المتحدة وإسرائيل في عدد متزايد من التدريبات العسكرية خلال الأشهر الماضية، والتي يقول القادة الإسرائيليون، إنها مصممة لاختبار خطط هجوم محتملة مع إيران.

وقال داكوتا وود، الباحث البارز في برامج الدفاع بمؤسسة "هريتدج" البحثية وهو مخطط عسكري أميركي متقاعد عمل خبيراً استراتيجيا لقيادة العمليات الخاصة في سلاح مشاة البحرية: إنَّ خطط طوارئ مثل Support Sentry توفر "الخطوط العريضة العامة والمفهوم الشامل لخطة لاتخاذ بعض الإجراءات الرئيسة ضد العدو".

على سبيل المثال، طلب البنتاجون في يونيو 1994، "خطة نظرية" للعمليات العسكرية في هايتي. وبحلول يوليو، نفذت القوات الأميركية غزواً وأطاحت برئيس هايتي المنتخب ديمقراطياً، جان برتراند أريستيد. 

وأوضح وود أنه رغم أنَّ الحكمة التقليدية قد تكون أن الجيش لديه خطط طوارئ لكل شيء، إلا أن "الخطط النظرية"، في الواقع، محدودة للغاية لأنَّ إعدادها يستغرق وقتاً طويلاً. وتابع: "نظراً لمحدودية الأفراد والوقت والموارد دائماً، فلن تقوم أي قيادة عسكرية على أي مستوى بتطوير خطط نظرية لكل حالة طارئة يمكن تصورها".

وأشار "ذا إنترسبت" إلى أن وجود خطة "Support Sentry" بشأن إيران، يدلل على أن الجيش الأميركي يأخذ التهديدات المحتملة على محمل الجد بما يكفي لإعداد إطار استراتيجي لها. 

قال وود: "تعمل الخطط النظرية كإطار فكري أو سياق عند تطوير التدريبات العسكرية، لأنه من المنطقي للوحدات التي تشحذ مهاراتها أن يكون هذا العمل ذا صلة بالمهام المحتملة".

وبحلول عام 2018، كان الرئيس دونالد ترمب قد سحب الولايات المتحدة رسمياً من الاتفاق النووي الإيراني. وفي يناير 2019، قام بنشر صورة على تويتر لملصق عرض في اجتماع حكومي وموجه إلى إيران كتب عليه "العقوبات قادمة".

وفي عهد بايدن، لا تزال سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة كما هي إلى حد كبير، وفقاً لـ"ذا إنترسبت".

الخيار العسكري

وفي 16 يناير 2021، قبل أربعة أيام فقط من تنصيب بايدن، أمر ترمب الجيش بضم إسرائيل لنطاق القيادة المركزية الأميركية، وهي قيادتها القتالية في الشرق الأوسط.

وكان هذا أحد القرارات التي اتخذها ترمب في اللحظة الأخيرة، بهدف إجبار إدارة بايدن على هجر الدبلوماسية، واعتماد إطار حملة "الضغط الأقصى" على إيران. 

وفي عهد بايدن، توسع التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسرعة، ليشمل مناورات بحرية مشتركة غير مسبوقة. 

وفي أبريل 2021، أطلقت الولايات المتحدة طلقات تحذيرية على السفن الإيرانية في بحر الخليج، وهي المرة الأولى منذ ما يقرب من 4 سنوات. ثم في أغسطس 2021، أجرى الأسطول الأميركي الخامس والقوات البحرية الإسرائيلية مناورة بحرية موسعة لمدة 4 أيام.

وفي يناير، أجرت واشنطن وتل أبيب أكبر مناورة عسكرية مشتركة في التاريخ، تسمى جونيبر أوك.

وشارك في التدريبات ستة آلاف و400 جندي أميركي و1500 جندي إسرائيلي، بمشاركة أكثر من 140 طائرة وحاملة طائرات وتدريبات بالذخيرة الحية بأكثر من 180 ألف رطل من الذخائر الحية.

كما ألمح البيت الأبيض إلى الخيار العسكري ضد إيران في أحدث استراتيجية للأمن القومي، وهي وثيقة التخطيط رفيعة المستوى التي تفصل التهديدات النووية وكيفية الرد عليها، والتي تنشرها الإدارات بشكل دوري.

وقال البيت الأبيض في الوثيقة: "سنتابع الدبلوماسية لضمان عدم تمكن إيران أبداً من الحصول على سلاح نووي، مع البقاء في وضع الاستعداد واستخدام وسائل أخرى في حالة فشل الدبلوماسية"، وفقاً لما نقله الموقع الأميركي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات