الخارجية الفرنسية لـ"الشرق": لسنا في سباق مع روسيا والصين بإفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الفرنسية باتريس باولي في مقابلة مع "الشرق". 3 مارس 2023 - الشرق
المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الفرنسية باتريس باولي في مقابلة مع "الشرق". 3 مارس 2023 - الشرق
دبي -الشرق

قال متحدث باسم الخارجية الفرنسية لـ"الشرق"، الجمعة، إن بلاده لا تخوض سباقاً على النفوذ مع الصين وروسيا في القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن باريس ستستمر في التعاون مع البلدان الإفريقية في مختلف المجالات بعد خفض تواجدها العسكري بالقارة السمراء.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، السياسة الفرنسية الجديدة في إفريقيا، وقال إنها تشمل "خفضاً ملموساً" مرتقباً في عدد العسكريين الفرنسيين بالقارة الإفريقية، وترفض "المنافسة" الاستراتيجية التي يفرضها من يستقرون هناك مع "جيوشهم ومرتزقتهم"، على حد تعبيره.

وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الفرنسية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باتريس باولي، لـ"الشرق"، إن "الوجود الفرنسي في القارة الإفريقية لا يقتصر على القواعد العسكرية، وعلاقاتنا مع الدول الإفريقية غير محصورة في الشق العسكري. هناك تراث مشترك بين إفريقيا وفرنسا".

وأوضح أن السياسة الجديدة التي قدمها الرئيس ماكرون تجاه إفريقيا "تنص على إقامة علاقات على قدم المساواة مع الدول الإفريقية"، مضيفاً أنها "فيما تأخذ بعين الاعتبار التراث والتاريخ المشترك، فإنها تشمل كذلك رؤية إلى المستقبل".

وقال في هذا الصدد: "نحن مستعدون للتجاوب مع كل الطلبات التي ستقدمها الحكومات الإفريقية، فيما يتعلق بالأمن والاقتصاد وفي المجال الثقافي كذلك". 

الصين وروسيا

وفيما يتعلق بانتظارات فرنسا من الدول الإفريقية بشأن النفوذ الروسي والصيني المتزايد بالقارة، قال المتحدث إن "فرنسا ليست في سباق نفوذ على القارة الإفريقية. لدينا تاريخ مشترك مع البلدان الإفريقية. ونحن نفكر في إعادة بناء العلاقات في إطار الاستراتيجية الجديدة التي قدمها ماكرون". 

وأضاف: "لدينا تحديات في هذا الصدد، لكننا لسنا في سباق".

وتحاول فرنسا إعادة بناء علاقاتها مع الدول الإفريقية بصعوبة، في قارة تشكك شريحة متزايدة من سكانها في وعود ماكرون بتغيير نهجه الدبلوماسي بشكل جذري.

وتنشر فرنسا نحو 3 آلاف عسكري وسط إفريقيا، خصوصاً في النيجر وتشاد، بينما كان عددهم 5500 عنصر قبل فترة قصيرة، لكنها تريد إعادة نشر عسكرييها متوجهة نحو دول خليج غينيا التي عمتها اجتياحات مسلحين.

وفي تلك المنطقة وفي مجمل القارة، يلقى نفوذ فرنسا والدول الغربية منافسة كبيرة من الصين وروسيا، خصوصاً في الجابون والكونغو وأنجولا، إذ أن امتنعت الدول الثلاث في فبراير المنصرم عن التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.

الحرب في أوكرانيا

وفيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا، أكد باتريس باولي أن موقف باريس ثابت، قائلاً إن بلاده "ترفض المبررات الروسية لغزو أوكرانيا وأنها تقف إلى جانب كييف حتى استرجاع كل أراضيها المحتلة".

وشدد على أن دعم فرنسا سيستمر لأوكرانيا بعدما أكملت الحرب عامها الأول، قائلاً إن "هذا الدعم سيتواصل على الصعيد السياسي والإنساني والاقتصادي والعسكري كذلك".

واعتبر أن رهان روسيا على تحقيق نصر سريع وانهيار الحكومة والجيش في أوكرانيا قد فشل. وأضاف أن روسيا راهنت كذلك على إضعاف أوروبا، مشيراً إلى أن هذا الرهان فشل كذلك.

وقال : "إن الاتحاد الأوروبي اليوم هو أقل اعتماداً على الغاز الروسي، وأصبح أقوى فيما يتعلق بأخذ القرارات بشأن العقوبات ضد روسيا".

وبسؤاله عن نظرة بلاده لنهاية الصراع، شدد المتحدث على أن "فرنسا ستقف إلى جانب أوكرانيا حتى تحقيق النصر، وذلك بانسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة". 

واعتبر أن "أوكرانيا هي من يجب أن تحدد شروط الحل لإنهاء الحرب"، قائلاً إن بلاده تدعم خطة السلام التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

غير أنه شدد على أن الوضع الحالي لا يسمح بالتفاوض، قائلاً: "حتى اليوم، لم يحن وقت التفاوض لإنهاء النزاع".

العلاقات مع واشنطن

وبشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، أقر باتريس باولي بوجود اختلافات في وجهات النظر، لكنه شدد على أن فرنسا تبقى حليفاً للولايات المتحدة.

وقال إن "الولايات المتحدة حليف لفرنسا. وفرنسا ستبقى حليفاً للولايات المتحدة. تكون في بعض الأحيان خلافات. لكننا نبقى شركاء".

وتابع: "فيما يتعلق بأوكرانيا، نحن على تفاهم كامل. إذ كانت روسيا تراهن على انقسام حلف شمال الأطلسي، لكن ما حصل هو العكس إذ أصبح الحلف أكثر قوة. ونحن شركاء مع الولايات المتحدة في هذا الصدد.

وأضاف: "هناك اختلافات في وجهات النظر المتعلقة ببعض القضايا، لكننا نؤمن بالحوار مع الولايات المتحدة سواء كان حواراً ثنائياً أو عبر الاتحاد الأوروبي. ولدينا قنوات تواصل لبحث كل الخلافات الراهنة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات