قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع مع الصين، وإنما تهدف لعلاقة "ذات حواجز" مع بكين، بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية الصيني تشين جانج، من صراع محتمل بين البلدين في حال عدم تغيير موقف واشنطن الذي وصفه بـ"المشوه".
وأكد نيدة برايس، في مؤتمر صحافي، أن واشنطن تسعى إلى المنافسة العادلة مع بكين "والتي لا تدخل في نطاق الصراع".
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الثلاثاء، إن واشنطن "لا تسعى إلى صراع ولا ترى أي تغيير في العلاقات الأمريكية الصينية".
وأضاف للصحافيين "نسعى لمنافسة استراتيجية مع الصين. لا نسعى للصراع.. نحن نهدف إلى المنافسة ونهدف إلى الفوز بتلك المنافسة مع الصين، لكننا نريد بالتأكيد الإبقاء عليها عند هذا المستوى".
وقال كيربي إن الولايات المتحدة تحترم "سياسة صين واحدة" ولا تريد أن ترى تغييراً في الوضع الراهن بشأن تايوان، التي تعتبرها الصين "مقاطعة منشقة".
كما حث كيربي الصين على عدم تقديم مساعدة عسكرية لروسيا لدعم غزو أوكرانيا. وسبق أن أعرب مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من أن مثل هذه المساعدات قد تكون وشيكة، فيما تنفي بكين ذلك.
انتقاد صيني
كان وزير الخارجية الصيني تشين جانج، حذر، الثلاثاء، من حدوث "مواجهة ونزاع" مع الولايات المتحدة إذا لم تغيّر نهجها تجاه بكين، وخصوصاً في تايوان التي اعتبرها "الخط الأحمر الأول للصين"، فيما اتهم "يداً خفية" بالوقوف خلف التصعيد في الأزمة الأوكرانية لـ"خدمة أجندات جيوسياسية".
وشدد جانج خلال مؤتمر صحافي، على هامش المؤتمر البرلماني السنوي في بكين، على أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها للتوحيد السلمي مع تايوان، مع "الاحتفاظ بحق اتخاذ كل الإجراءات الضرورية"، مؤكداً أن تايوان "خط أحمر لا ينبغي تجاوزه".
وقال إن بكين تعارض بحزم "كل أشكال الهيمنة وعقلية الحرب الباردة"، مشيراً إلى أنها ستدافع عن سيادتها وأمنها الوطني.
وأضاف أن تحديث الصين لجيشها "لا يقوم على الحروب والاستعمار"، وأنه "مسار جديد مختلف عن التحديث الغربي"، في إشارة إلى قرار بلاده رفع الإنفاق العسكري خلال العام الجاري 2023.
ووجّه وزير الخارجية الصيني انتقاداً للسياسة الأميركية تجاه بلاده، وحذّر من أنه إذا لم تغيّر الولايات المتحدة مسارها تجاه بكين، فإنه "لا يمكن لأي وسائل وقاية" منع انحراف الأمور عن مسارها، و"سيكون هناك نزاع ومواجهة حتماً".
وقال تشين جانج إن تعامل الولايات المتحدة مع حادثة المنطاد "خلق أزمة دبلوماسية" كان يمكن تجنبها، معتبراً أن صورة الولايات المتحدة عن الصين "انحرفت بشكل خطير"، وأنها باتت تعتقد أن الصين خصمها الرئيسي.
وأضاف: "ما تصفه الولايات المتحدة بالمنافسة يعني في الحقيقة احتواء وقمع الصين"، مشيراً إلى أن "احتواء الصين وقمعها لن يجعلا أميركا عظيمة مرة أخرى، كما أنهما لن يمنعا عملية إحياء الصين".
وشدد على معارضة العقوبات من جانب واحد، ولكنه أكد أن الصين ستواصل التزامها بدفع علاقات صحية ومستقرة مع الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: