قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الأربعاء، إن روسيا تتساءل كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقترح أي شيء بشأن "هجوم إرهابي" على خطوط نوردستريم دون تحقيق، معتبراً أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية الأخيرة بشأن الهجوم "تفوح برائحة جريمة هائلة".
وأتت تصريحات بيسكوف عقب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الثلاثاء، نقلت فيه عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جماعة أوكرانية نفذت الهجوم على خط أنابيب "نورد ستريم" الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، في سبتمبر الماضي.
واعتبر بيسكوف أن التقرير الأخير "ليس غريباً فقط، ولكنه يفوح أيضاً برائحة جريمة هائلة"، مضيفاً أن التقارير الأخيرة بشأن الهجمات على أنابيب "نوردستريم" هي "تحركات منسقة لتشتيت الانتباه".
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن بيسكوف قوله: "من الواضح أن مبتدعي الهجوم يريدون تشتيت الانتباه، بالطبع هذه تحركات منسقة في وسائل الإعلام".
وأضاف: "كيف يمكن للأميركيين افتراض أي شيء دون تحقيق؟"، وقال بيسكوف إن الدول صاحبة المصلحة في خطوط الأنابيب يجب أن تصر على "تحقيق عاجل وشفاف".
وتابع: "لا يزال غير مسموح لنا بالمشاركة في التحقيق. وفقط قبل أيام قليلة تلقينا إخطاراً بشأن هذا الأمر من الدنماركيين والسويديين".
واعتبر أن هذا "ليس غريباً فقط، ولكنه يفوح برائحة جريمة هائلة".
ووصفت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الهجمات التي وقعت في سبتمبر 2022 على خطوط أنابيب الغاز بأنها "عمل تخريبي"، فيما ألقت موسكو باللوم على الغرب. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة.
وخلصت السويد والدنمارك اللتان وقعت الهجمات على خطوط أنابيب نوردستريم في منطقتهما الاقتصادية الخالصة إلى أنه تم تفجير خطوط الأنابيب عمدا ولكنها لم توضح الجهة التي قد تكون مسؤولة عن ذلك.
نفي أوكراني
بدروه، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن كييف "غير متورطة مطلقاً" في الهجمات على خط أنابيب نورد ستريم ولا معلومات لديها عما حدث.
وأضاف بودولياك في تصريح لـ"رويترز": "أوكرانيا، بلا شك، غير متورطة مطلقاً في الاعتداء على خطوط الأنابيب... لا معنى بالمرة لهذا".
وأضاف أن لا معلومات لدى أوكرانيا عن المتورطين بالضبط، لكنه يرى أن ما وصفه بالجهود الروسية لزعزعة استقرار المنطقة قد تكون المسؤولة عن الهجوم.
وقال بودولياك "من اليوم الأول لبناء خطوط الأنابيب في قاع بحر البلطيق دأبت أوكرانيا على تنبيه شركائها الغربيين إلى التفاقم الشديد للمخاطر الإستراتيجية على أمن أوروبا التي يحملها تحقيق هذا المشروع".
معلومات استخباراتية أميركية
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد نقلت الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جماعة أوكرانية نفذت الهجوم على خط أنابيب "نورد ستريم".
وذكرت الصحيفة أن معلومات استخباراتية جديدة استعرضها مسؤولون أميركيون ترجح أن جماعة موالية لأوكرانيا نفذت الهجوم على خطوط أنابيب "نورد ستريم"، مشيرة إلى أن ذلك يشكل خطوة نحو تحديد المسؤولية عن العمل الذي أربك المحققين على جانبي المحيط الأطلسي لعدة أشهر.
وأشار المسؤولون إلى "عدم امتلاكهم أي دليل على تورط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو كبار مساعديه في العملية، أو أن الجناة كانوا يتصرفون بتوجيه من أي مسؤول حكومي أوكراني".
لغز لم يحل
وأثار الهجوم على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، التي تربط روسيا بأوروبا الغربية، تكهنات عامة بشأن من يقع عليه اللوم، من موسكو إلى كييف ومن لندن إلى واشنطن، وظل أحد أكثر الألغاز التي لم تحل في الغزو الروسي لأوكرانيا والمستمر منذ عام.
ويرى بعض المسؤولين أن أوكرانيا وحلفاءها لديهم الدافع الأكثر منطقية لمهاجمة خطوط الأنابيب، إذ عارضوا المشروع لسنوات، ووصفوه بأنه "تهديد للأمن القومي"، لأنه سيسمح لروسيا ببيع الغاز بسهولة أكبر إلى أوروبا.
في المقابل يقول مسؤولو الحكومة الأوكرانية والاستخبارات العسكرية إنهم "لم يكن لهم دور في الهجوم ولا يعرفون من نفذه".
وامتنعت متحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA عن التعليق للصحيفة، وأحال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الأسئلة التي وردته إليه في الإيجاز الصحافي اليومي، الثلاثاء، بخصوص هذا الشأن إلى السلطات الأوروبية التي لا تزال تجري تحقيقاتها الخاصة، لافتاً إلى أن واشنطن لا ترغب في استباق تلك التحقيقات.
والشهر الماضي، انتهى مقال نشره الصحافي الأميركي سيمور هيرش، نقلاً عن مصدر واحد لم يذكر اسمه، إلى أن الولايات المتحدة تقف وراء تنفيذ التفجيرات، في عملية سرية نفذتها قوات البحرية الأميركية، فيما نفى البيت الأبيض ما وصفه بـ"الادعاءات الكاذبة" في التحقيق.