تصاعدت الدعوات إلى تدخل الولايات المتحدة في المكسيك بعد سقوط أميركيين اثنين واختطاف آخرين في ولاية تاماوليباس المكسيكية الحدودية على يد عصابة مخدرات، مطلع مارس، وسط مطالبات بتدخل عسكري، ودعوات في الكونجرس لتصنيف عصابات المخدرات "مجموعات إرهابية أجنبية".
وانتقد وزير خارجية المكسيك مارسيلو إبرارد، الجمعة، تصريحات وزير العدل الأميركي السابق وليام بار الذي دعا إلى تدخل عسكري أميركي في المكسيك للتصدي لعصابات المخدرات.
ورد وزير الخارجية المكسيكي على مقال رأي نشره بار في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، بمقال في الصحيفة ذاتها، وقال إن بلاده "لن تسمح أبداً بانتهاك سيادتها". وشدد إبرارد في رده الخاص بالصحيفة على أهمية التعاون المشترك بين الجانبين.
وفي المقال قارن وزير العدل الأميركي السابق بين عصابات "المخدرات الإرهابية" في المكسيك وبين تنظيم "داعش"، وأيد اقتراحاً جمهورياً بمنح الرئيس الأميركي سلطة إرسال قوات من الجيش لمحاربة تلك العصابات.
ورد إبرارد بالقول إن "الطلب الشره على المخدرات في الولايات المتحدة إلى جانب توافر الأسلحة ذات النمط العسكري على نطاق واسع هناك يفسر إلى حد كبير قوة العصابات على إحداث فوضى".
وحذر من أن اقتراح وزير العدل الأميركي السابق الذي خدم في عهد دونالد ترمب "سيؤدي إلى مزيد من العنف والضحايا على جانبي الحدود" ويقضي على التعاون بين البلدين.
وأكد أن الشريكين يعملان بالفعل على تطوير إطار عمل من شأنه التصدي لإنتاج المخدرات الاصطناعية وخاصة الفينتانيل.
وأضاف "نحن بحاجة إلى سياسة فعالة لمكافحة المخدرات ويجب أن يتوقف التدفق غير المشروع للأسلحة إلى المكسيك".
دعوات بالكونجرس
ودعا المشرع الجمهوري دان كرينشاو، النائب عن ولاية تكساس الحدودية، إلى تدخل عسكري. وانتقد الجمعة، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ المكسيكي هيكتور فاسكونسيلوس، الذي رفض طرحه.
وقال كرينشاو على تويتر: "توقفوا عن دعم تجار المخدرات، واتخذوا موقفاً ضد تجارة الفنتانيل، وتوقفوا عن الأكاذيب بشأن الغزو العسكري".
وأضاف: "كل ما نريده هو أن تعمل القوات المسلحة من الجانبين معاً". وتابع: "أو ربما تفضلون أن تظل المكسيك تحت هيمنة تجار المخدرات".
وفي تغريدة في 7 مارس، قال كرينشاو : "2 من أربعة أميركيين تعرضوا للخطف، قتلوا على يد العصابات في المكسيك، ولا نزال لم نعلن تلك العصابات هدفاً عسكرياً. لقد حان الوقت لاستخدام القوة العسكرية ضدهم".
ووجه رسالته للرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، قائلاً : "هل تسمع؟ نود أن تكون شريكاً لنا. ساعدنا لنساعدكم".
وسأل في تغريدة أخرى بالإسبانية الرئيس المكسيكي، عن سبب معارضته الطرح الذي كان قد قدمه في يناير الماضي، لاستخدام القوة العسكرية لاستهداف كارتلات المخدرات في بلاده.
ورفض الرئيس المكسيكي الدعوات للتدخل الأميركي، الخميس، ووصفها بأنها "غير مسؤولة".
والاثنين، قال السيناتور ليندساي جراهام، إنه حان الوقت لتوجيه إنذار إلى المكسيك، ودعا لتقديم تشريع لتصنيف عصابات المخدرات على أنها "مجموعات إرهابية أجنبية".
خطف وقتل أميركيين
وأعلنت السلطات المكسيكية الجمعة، توقيف خمسة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في عملية خطف وقتل الأميركيين الأربعة.
وقال مصدر من النيابة العامة لوكالة "فرانس برس" إن الموقوفين الخمسة أعضاء في كارتل "كلان ديل جولفو" الذي سلمهم الخميس في أحد شوارع ماتاموروس قائلاً إنهم نفذوا عملية الخطف من دون إذن من قادتهم داخل هذه المنظمة الإجرامية.
في وقت سابق، قال المدعي العام لولاية تاماوليباس إيرفينج باريوس عبر "تويتر" إنه "نفذ مذكرة توقيف في حق خمسة أشخاص على صلة بأحداث 3 مارس في ماتاموروس على خلفية جريمتي الخطف والقتل العمد".
"اعتذار من العصابة"
وذكرت وسائل إعلام محلية الخميس، من دون تأكيد رسمي، أن "كلان ديل جولفو" أصدر رسالة اعتذار عن الخطف وجريمتي القتل وسلم الجناة المزعومين للسلطات.
كان الأميركيون الأربعة قد عبروا الحدود في شاحنة صغيرة بيضاء مسجلة في ولاية كارولينا الشمالية قبل أن يتم استهدافهم بالرصاص ثم خطفهم في بلدة ماتاموروس الحدودية. وأثارت السلطات المكسيكية فرضية حدوث "سوء تفاهم".
ومن بين الأميركيين الأربعة المختطفين، قتل اثنان وعثر على اثنين فيما بعد أحدهما مصاباً بطلقات نارية والآخر سالماً في ضواحي ماتاموروس. كذلك قُتل أحد المارة المكسيكيين في تبادل لإطلاق النار.
وقالت السلطات إن جثتي الأميركيين أعيدتا إلى الولايات المتحدة الخميس.