استراتيجية أميركية لتعزيز التواجد العسكري في آسيا والمحيط الهادئ

time reading iconدقائق القراءة - 5
هبوط مظلي لإحدى كتائب القوات الأميركية في منطقة الباسيفيك. 1 مارس 2023 - twitter/USARPAC
هبوط مظلي لإحدى كتائب القوات الأميركية في منطقة الباسيفيك. 1 مارس 2023 - twitter/USARPAC
دبي -الشرق

يُوسع الجيش الأميركي نطاق تواجده في آسيا والمحيط الهادئ، بهدف "تعزيز قدرات الحلفاء في ردع الصين عن أي تصرفات عدائية"، وسط تصاعد المخاوف من غزو صيني محتمل لتايوان في السنوات المُقبلة.

ويتمثل العنصر الرئيسي في الاستراتيجية  الأميركية الجديدة، في زيادة التركيز على قابلية التشغيل البيني وقدرة جيوش الولايات المتحدة والحلفاء على العمل معاً بشكل فعال، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأفادت الصحيفة بتولي اللواء طيار في القوات الجوية الأسترالية قيادة القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ أثناء سفر قائدها الجنرال كينيث ويلسباك، للاجتماع مع حلفاء واشنطن.

وقالت الصحيفة إن اللواء الأسترالي عُين مؤخراً كأحد نائبي قائد القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ في قاعدتها بولاية هاواي، مُوضحة أنها أول مرة يتولى فيها ضابط من دولة حليفة منصباً تنفيذياً في القيادة.

وقال الجنرال ويلسباك، أثناء زيارته لعرض جوي أُقيم في أستراليا الشهر الماضي: "هذا هو نوع الثقة التي نتمتع بها في قواتنا الجوية، قدرتنا على العمل معاً على هذا النحو الوثيق".

وأعرب وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، عن رغبته في تجاوز قابلية التشغيل البيني والوصول إلى "قابلية التبادل".

استنفاد المخزونات

وتوقع خبراء عسكريون أن ينطوي ذلك على أن استخدم الحلفاء الأسلحة، والمعدات، وإمدادات الذخيرة بشكل متبادل، وتنسيق اللوجستيات وسلاسل الإمداد بكفاءة أكبر.

ووصف بيتر دين، مدير قسم السياسة الخارجية والدفاع في مركز دراسات الولايات المتحدة بجامعة سيدني، فكرة التشغيل البيني بأنها "ضخمة"، موضحاً أن "العقبة التي تواجه المسؤولين تتمثل في أن استخدام دولتان لنفس المعدات لا يجعل أسلحتهما متوافقة بشكل تلقائي".

وأشار دين، الذي كان أحد كبار المستشارين في آخر مراجعة تجريها الحكومة الأسترالية لوضع الجيش إلى أن المعدات التي تبيعها الولايات المتحدة إلى الدول الأخرى تختلف عن المعدات التي يستخدمها الجيش الأميركي، مضيفاً أن هذه الاختلافات قد تتمثل في مكونات صغيرة أو برامج التشغيل.

ويعمل حلفاء آخرون بالمنطقة أيضاً مع الولايات المتحدة على نحو أوثق، من بينهم كوريا الجنوبية التي انضمت الشهر الماضي إلى الولايات المتحدة واليابان في تدريبات دفاع صاروخي ركزت على التشغيل البيني.

وفي السنوات الأخيرة، أجرت اليابان تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، وشهدت هذه التدريبات مشاركة بعض القدرات لأول مرة.

ويكمن أحد التحديات التي يواجهها تعزيز التكامل بين الولايات المتحدة والجيوش الحليفة في القواعد الأميركية التي تنظم تصدير التكنولوجيا الدفاعية والعسكرية، والتي تُسمى "لوائح التجارة الدولية في الأسلحة". 

ويرى بعض الأشخاص في قطاع الدفاع أن هذه القواعد تصعب حصول الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة على الأسلحة والمعدات الأميركية الأكثر تقدماً، بحسب "وول ستريت جورنال".

وقال خبراء دفاعيون إن "تخفيف هذه اللوائح قد يُسهل على الدول الصديقة إنشاء مصانع لبناء الصواريخ الأميركية أو تصنيع مكوناتها".

وأدى ارتفاع الطلب على هذه الأنواع من الأسلحة بسبب الحرب في أوكرانيا إلى استنفاد المخزونات الأميركية، ما دفع واشنطن إلى التحرك لزيادة الإنتاج. 

وقالت أستراليا، التي تسعى إلى إنشاء مصنع محلي لتصنيع الصواريخ، إنها تعمل مع الولايات المتحدة لتقليل العوائق التنظيمية.

وعلى الرغم من أن أستراليا تشارك بالفعل في تحالف "العيون الخمس" لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتحارب إلى جانب الولايات المتحدة في صراعات كبرى منذ وقت طويل، يركز المسؤولون الأستراليون تركيزاً خاصاً على تحسين القدرة على الشراكة مع القوات الأميركية.

زيادة التواجد

وفي الوقت ذاته، تخطط الولايات المتحدة إلى زيادة تواجدها في منطقة شمال أستراليا الاستراتيجية، والتي تمثل نقطة انطلاق محتملة في المحيطين الهندي والهادئ، حيث يتدرب مشاة البحرية الأميركية (المارينز) مع الجيش الأسترالي.

وبالإضافة إلى بحث سبل تصنيع نفس الذخائر، تشتري الدولتان نفس الأسلحة، وتوسعان نطاق التدريبات المشتركة، وتعززان الروابط بين الشعبين. 

ويُتوقع أن يمثل التشغيل البيني أحد الملامح الرئيسية للخطة المتعلقة بكيفية مساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا لأستراليا على تطوير غواصة تعمل بالطاقة النووية بموجب اتفاقية "أوكوس"، الاسم المشتق من الأحرف الأولى من لكل من أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقال قائد القوات الجوية الأسترالية، روبرت تشيبمان، للصحيفة: "نحن نفكر في التشغيل البيني أثناء تصميم الطائرات وتسليمها"، مشدداً على أهمية "التأكد من إتقان التشغيل منذ البداية". 

وتمتلك القوات الجوية الأسترالية طائرات الاستطلاع المُسيرة "ترايتون"، والتي ستكون قادرة على تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة.

وتمتلك أستراليا مقاتلات F-35 الأميركية، وتشتري من الولايات المتحدة المزيد من المعدات، بما في ذلك راجمة الصواريخ "هيمارس"، ودبابات "أبرامز"، ومروحيات "أباتشي" و"بلاك هوك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات