لتعزيز التجارة وتجديد العلاقات.. لولا يزور الصين الأسبوع المقبل

time reading iconدقائق القراءة - 4
نائب الرئيس الصيني السابق وانج كيشان يهنئ لولا دا سيلفا عقب تنصيبه رئيساً للبلاد في برازيليا. 20 يناير 2023 - REUTERS
نائب الرئيس الصيني السابق وانج كيشان يهنئ لولا دا سيلفا عقب تنصيبه رئيساً للبلاد في برازيليا. 20 يناير 2023 - REUTERS
برازيليا-أ ف ب

يلتقي الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الأسبوع المقبل، نظيره الصيني شي جين بينج في بكين، آملاً في تعزيز التجارة، وتجديد العلاقات بين البلدين، إلى جانب مناقشة الوساطة الدولية لتسوية النزاع في أوكرانيا، واستعادة دور بلاده في الجيوسياسية العالمية.

وكان من المقرر أن يغادر لولا (77 عاماً)، السبت، غير أن الزيارة أرجئت إلى الأحد بسبب إصابته بـ"التهاب رئوي طفيف" على ما أعلنت الرئاسة البرازيلية، الجمعة.

وستكون أوكرانيا موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال الزيارة التي تبدأ رسمياً الثلاثاء، في حين يأمل لولا في الترويج لاقتراحه بالتوسط في محادثات لإنهاء الغزو الروسي.

كما ستكون التجارة أيضاً على رأس جدول الأعمال في بكين، إذ سترافق لولا إلى الصين مجموعة كبيرة من رجال الأعمال والوزراء، إذ سيلتقي الرئيس البرازيلي، رئيس الوزراء لي تشيانج ورئيس الجمعية الشعبية الوطنية تشاو ليجي.

ويتوجه الرئيس البرازيلي بعد ذلك إلى شنغهاي، حيث من المقرر أن تتولى حليفته السياسية المحلية ديلما روسيف، التي خلفته في منصب الرئيس عام 2011، منصب رئيسة مصرف التنمية الجديد المعروف أيضاً بـ"بنك بريكس".

وفي ثلاثة أشهر من توليه منصبه، زار لولا الأرجنتين والولايات المتحدة، فيما تعد الرحلة التي تستغرق 6 أيام إلى الصين، أكبر شريك تجاري للبرازيل، مفتاحاً لطموحاته.

"شراكة استراتيجية"

وبعد فترة من العزلة تحت حكم سلفه اليميني جايير بولسونارو، يحاول لولا تجديد العلاقات مع الحلفاء.

إيفاندرو مينيزيس دي كارفالو، الخبير في الشؤون الصينية في مؤسسة "جيتوليو فارجاس، قال إن "زيارة لولا هي إشارة واضحة جداً على رغبته في حوار ثنائي رفيع المستوى وتعميق هذه العلاقة".

وأضاف فارجاس: "الأمر يتعلق الأمر بالاقتصاد والأعمال، وهناك شراكة تجارية ضخمة، لكن يجب ألا تغيب عن بال أحد حقيقة أن هناك أيضاً شراكة استراتيجية تستند إلى دور البرازيل القيادي في الدول الجنوبية".

وكانت البرازيل الوجهة الرئيسية للاستثمار الصيني في أميركا اللاتينية بين عامَي 2007 و2020، وفقاً لمجلس الأعمال البرازيلي-الصيني، والتي بلغت قيمتها 70 مليار دولار.

واستُثمرت تلك الأموال بمعظمها في النفط وتوليد الكهرباء، وأيضاً في صناعة السيارات والآلات الثقيلة والتعدين والزراعة وتكنولوجيا المعلومات، كما تعد البرازيل سوقاً ضخمة للشركات الصينية، مثل مجموعة التكنولوجيا العملاقة "هواوي".

ويمكن لاتفاق بين البلدين على استخدام العملة الصينيةفي تجارة ثنائية بملايين الدولارات، أن يساعد في تدويل العملة الصينية.

الصين "حليفة"

وكان الرئيس الصيني أجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في وقت سابق هذا الأسبوع، حيث قدّم نفسه أيضاً كوسيط يسعى إلى السلام، إلّا أنه لم يحقق أي اختراق واضح، إذ انتقد حلفاء أوكرانيا الغربيون مقترح شي ووصفوه بأنه "دعم ضمني لغزو موسكو".

إلّا أن لولا يعتبر الصين "حليفاً مهماً" لمبادرته الخاصة المتمثلة في إنشاء مجموعة من الدول تسعى إلى اتفاق سلام تفاوضي، على ما أوضحت الحكومة في برازيليا في بيان.

لكن رغم ذلك، تلقّت صورته الدبلوماسية ضربة العام الماضي، بعد تعرّضه لانتقادات بسبب تصريحاته بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "مسؤول" عن الحرب بقدر بوتين، كما أنه رفض الانضمام إلى الدول الغربية في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها. 

وكان بولسونارو زار الصين أيضاً، لكن علاقة البلدين توتّرت بعد انضمامه إلى الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب في إلقاء المسؤولية على بكين في تفشي جائحة فيروس كورونا، لكن ذلك لم يؤثر على الصفقات التجارية، مع تجاوز التبادلات التجارية العام الماضي 150 مليار دولار.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات