وسط تعثر "الحزام والطريق".. الصين تتوسع في "قروض إنقاذ" لدول المبادرة

time reading iconدقائق القراءة - 4
ورقة نقدية من اليوان الصيني وعلم الصين في الخلفية. - REUTERS
ورقة نقدية من اليوان الصيني وعلم الصين في الخلفية. - REUTERS
دبي-الشرق

قدمت الصين قروض إنقاذ مالي إلى 22 دولة نامية بقيمة 240 مليار دولار ما بين عامي 2000 إلى 2021، منهم 104 مليارات دولار، خلال الفترة من 2019 إلى نهاية 2021، وذلك لمواجهة تزايد العراقيل أمام مبادرة الحزام والطريق، بحسب دراسة نقلتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

 وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من مختبر "إيد داتا" للأبحاث والابتكار، والبنك الدولي، وكلية "كينيدي" بجامعة "هارفارد"، ومعهد "كيل" الألماني للاقتصاد العالمي، أن الصين أجرت 128 عملية إنقاذ مالي من عام 2000 حتى نهاية 2021.

وبحسب الصحيفة البريطانية، كثفت بكين إنفاقها على قروض الإنقاذ المالي، مع تزايد العراقيل أمام مبادرة الحزام والطريق، على خلفية سلسلة من عمليات إعادة هيكلة الديون بسبب عجز الدول عن سداد ما أنفقته على مشاريع البنية التحتية، وسلسلة فضائح تتعلق بتلك المشاريع ومزاعم الفساد.

ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الدراسة  تُعد أول محاولة معروفة لمعرفة إجمالي قروض الإنقاذ الصينية في جميع أنحاء العالم.

قروض بفائدة مرتفعة

 وأشارت الدراسة إلى وجود اختلافات كبيرة بين برامج صندوق النقد الدولي وعمليات الإنقاذ الصينية، ويتمثل أحدها في ارتفاع متوسط سعر الفائدة في قروض الإنقاذ الصينية مقارنة بقروض صندوق النقد الدولي. 
 
وقالت كارمن راينهارت، رئيسة الخبراء الاقتصاديين السابقة بمجموعة البنك الدولي والأستاذة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن محاولة الصين إنقاذ بنوكها هي السبب وراء تقديم قروض الإنقاذ.

ودعا الرئيس السريلانكي، رانيل ويكرمسينجه، الصين والمقرضين الآخرين، الأسبوع الماضي، إلى التوصل بسرعة إلى تسوية بشأن إعادة هيكلة الديون، وذلك بعد موافقة صندوق النقد الدولي على برنامج لإقراض سريلانكا 3 مليارات دولار على مدى أربع سنوات. 

ورفضت الصين المشاركة في البرامج متعددة الأطراف لتسوية الديون، على الرغم من كونها عضواً في صندوق النقد الدولي. وتراقب غانا، وباكستان، وغيرهما من الدول المدينة المتعثرة التي تدين بمبالغ كبيرة للصين عن كثب نموذج سريلانكا.

وأوضحت الدراسة أن العديد من الدول الـ22 التي قدمت إليها الصين قروض إنقاذ مثل الأرجنتين، وبيلاروس، والإكوادور، ومصر، ولاوس، ومنغوليا، وباكستان، وسورينام، وسريلانكا، وتركيا، وأوكرانيا، وفنزويلا، حصلت على مساعدات من صندوق النقد الدولي. 

"نظام عالمي جديد للقروض"

ورأت الصحيفة أن ظهور الصين كملاذ أخير للإقراض يتمتع بنفوذ كبير "يشكل تحديات كبيرة أمام المؤسسات التي يقودها الغرب"، مثل صندوق النقد الدولي الذي يسعى إلى حماية الاستقرار المالي العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. 

وقال براد باركس، المدير التنفيذي لمختبر "إيد داتا" للأبحاث والابتكار بكلية "وليام وماري" الأميركية، للصحيفة: "الهيكل المالي العالمي أصبح أقل تماسكاً، وذا طابع مؤسسي أقل، وأقل شفافية". 
 
وأضاف باركس: "بكين أنشأت نظاماً عالمياً جديداً لقروض الإنقاذ العابرة للحدود بطريقة مبهمة ودون تنسيق".
 
وأثار ارتفاع أسعار الفائدة العالمية والارتفاع القوي للدولار مخاوف بشأن قدرة الدول النامية على سداد مستحقات الدائنين. وتواجه العديد من الدول صعوبة في سداد ديونها بسبب غياب التنسيق بين الجهات الدائنة التي يلقى عليها باللوم في إطالة أمد بعض الأزمات.



اقرأ أيضاً:

تصنيفات