قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، الأربعاء، في خطاب أخير أمام البرلمان إن مواطني نيوزيلندا يجب أن يشعروا بأن "السياسة يمكن أن تكون مستقراً وبيتاً لهم".
وتركت أرديرن المنصب بعد أن قادت البلاد في فترة شهدت جائحة فيروس كورونا، وهجوماً إرهابياً على مسجدين في مدينة كرايستشيرش.
واستقالت أرديرن، التي شكرت عائلتها وحزبها السياسي وأنصارها، من منصبها كرئيسة للوزراء في يناير الماضي قائلة إنها "لم يعد لديها ما تقدمه لقيادة البلاد".
وقالت أرديرن أمام البرلمان مرتدية عباءة تقليدية كرمز للتقدير، إنها وجدت نفسها "منخرطة في حياة الناس خلال اللحظات الأكثر حزناً أو صدمة".
وأضافت: "قصصهم ووجوههم لا تزال محفورة في ذهني، ومن المرجح أنها ستظل عالقة فيه إلى الأبد".
وتابعت أرديرن التي وصفت نفسها بأنها "حساسة وتميل للبكاء والعناق"، إنها أرادت أن "تلهم حياتها المهنية الآخرين لتولي المنصب".
وأردفت وهي تغالب دموعها: "يمكنكِ أن تكوني قلقة وحساسة ولطيفة ورقيقة القلب، يمكنكِ أن تكوني أماً أو لا. يمكنك أن تكوني كل ذلك. ويمكنك أن تقودي البلاد مثلي تماماً".
تراجع شعبيتها
ورغم أنها ما زالت تحظى بشعبية في الخارج، إلا أن ارتفاع أسعار المنازل وتزايد معدلات الجريمة وتنفيذ إصلاحات مثيرة للجدل في مجالات مثل المياه والزراعة، أدت في النهاية إلى تراجع التأييد الشعبي في الداخل لها.
وظهرت أرديرن على الساحة العالمية في 2017، عندما أصبحت أصغر رئيسة حكومة في العالم وهي في الـ37 من عمرها. ولفتت الأنظار أكثر عندما اصطحبت رضيعتها إلى اجتماع للأمم المتحدة.
وقادت أرديرن البلاد بصفتها زعيمة "حزب العمال" المنتمي إلى يسار الوسط، لخمس سنوات شهدت البلاد خلالها هجوماً إرهابياً في 2019 على مسجدين في مدينة كرايستشيرش، أسفر عن مصرع 51 مصلياً.
وتنتهى ولاية أرديرن فى موعد أقصاه السابع من فبراير المقبل وستُجرى الانتخابات العامة يوم 14 أكتوبر، وقالت في وقت سابق إنها تعتقد أن حزب العمال سيفوز في الانتخابات المقبلة.
وفي عام 2022، أفادت شرطة نيوزيلندا بأن التهديدات ضد رئيسة الوزراء تضاعفت 3 مرات تقريباً على مدار 3 سنوات.
ورغم عدم تمكن الشرطة من تحديد دوافع التهديدات، أظهرت الوثائق التي أصدرتها أن المشاعر المناهضة للتطعيم بلقاح كورونا كانت الدافع لعدد من التهديدات.