يمنح قرار اليابان الانضمام إلى الولايات المتحدة وهولندا في تقييد صادرات معدات صناعة الرقائق إلى الصين، الحلفاء، أسلحة جديدة قوية في حرب التكنولوجيا المتصاعدة، ما يلحق ضرراً بتقدم بكين في هذا المجال.
وقالت "بلومبرغ" إن التحالف الثلاثي سيجبر الصين على "تكثيف جهودها" لتطوير إمداداتها من معدات ومواد تصنيع الرقائق، حتى لا تعتمد على الشركات الأجنبية، ولكن ذلك سيستغرق أعواماً وسيرفع تكلفة إنتاج أشباه الموصلات في السوق الصيني.
والأسبوع الماضي، قالت وزارة التجارة اليابانية، إن الشركات الموردة لـ23 نوعاً من تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية ستحتاج موافقة حكومية للتصدير إلى دول عدة، بينها الصين، اعتباراً من يوليو المقبل.
وسيؤثر ذلك على مجموعة كبيرة من الشركات التي لعبت دوراً رئيسياً في الجهود التي بذلتها الصين لبناء صناعة رقائق إلكترونية محلية، مثل "طوكيو إلكتريك"، و"نيكون"، و"سكرين هولدنجز".
ورغم أنها ليست شهيرة مثل نظيراتها الأميركية والهولندية، تتحكم الشركات اليابانية في خطوط رئيسية بسلسلة التوريد الخاصة بأشباه الموصلات، والتي يُمكن استخدامها كأداة ضغط محتملة ضد الصين.
وتُعد شركة "سكرين هولدنجز"، على سبيل المثال، مُنتجة رائدة لمعدات تنظيف الرقائق، فيما تعتبر شركة "ليزرتك" المورد الوحيد للآلات اللازمة لفحص تصميمات الرقائق الأكثر تقدماً في العالم، بحسب الوكالة.
تراجع الصين
ويرى كريس ميلر، المؤرخ الاقتصادي ومؤلف كتاب "حرب الرقائق: صراع على التكنولوجيا الأكثر خطورة في العالم"، لـ"بلومبرغ": "الهدف من هذه القيود الجديدة هو عزل الشركات الصينية عن مجموعة كبيرة من أدوات تصنيع الرقائق المتقدمة، لجعل من الصعب على الشركات الصينية تصنيع رقائق متقدمة لأغراض الذكاء الاصطناعي".
وأوضح ميلر أن الفكرة تتمثل في إبطاء التطور التكنولوجي في الصين للمساعدة في توسيع الفجوة بين القدرات العسكرية للصين وقدرات الولايات المتحدة وحلفائها.
من جانبه، اعتبر أكيرا ميناميكاوا، وهو محلل في شركة "أومديا" للأبحاث، في تصريحاته لـ"بلومبرغ"، أن انضمام اليابان إلى القيود المفروضة على التصدير "سيلحق ضرراً كبيراً بقدرة الصين على تصنيع وتطوير رقائق إلكترونية بحجم أصغر من 16 نانومتراً".
وقال هيديكي ياسودا، المحلل لدى شركة "تويو سيكيوريتيز" اليابانية: "حتى إذا طورت الصين تكنولوجيا خاصة بها لتصنيع الرقائق الإلكترونية، المعايير ستكون مختلفة تماماً عن المعايير في باقي أنحاء العالم"، مضيفاً أن ارتفاع كلفة الرقائق سيقلل من قدرتها التنافسية.
تأثير مباشر
وتأثرت الشركات الأميركية، مثل "أبلايد ماتيريالز"، بشكل مباشر بالقيود التي كشفت عنها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في أكتوبر الماضي.
ومع انضمام هولندا واليابان في الوقت الحالي إلى الولايات المتحدة في فرض قيود على الصادرات، أصبحت جميع الدول الكبرى المنتجة لمعدات تصنيع الرقائق مشاركة في الحصار المفروض على الصين.
وحض وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، نظيره الياباني، يوشيماسا هاياسي، الأحد الماضي، على الامتناع عن دعم الجهود الأميركية لعرقلة صناعة أشباه الموصلات الصينية، قائلاً إن فرض حصار على الرقائق "لن يؤدي إلا إلى تقوية عزيمة بكين على تحقيق الاعتماد على الذات".
وارتفعت الأسهم المرتبطة بالرقائق الإلكترونية في الصين، وسط تفاؤل بأنها ستستفيد من الجهود التي تبذلها بكين في مجال أشباه الموصلات، إذ قفز سهم شركة "إنجينك" لأشباه الموصلات بنسبة 13% الثلاثاء، و10% أخرى الأربعاء.