الصين تدخل على خط أزمة الفنتانيل بين المكسيك والولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
الجيش المكسيكي خلال مداهمة مصنع لحبوب مخدر الفنتانيل والميثامفيتامين، كولياكان، سينالوا. 14 فبراير 2023 - REUTERS
الجيش المكسيكي خلال مداهمة مصنع لحبوب مخدر الفنتانيل والميثامفيتامين، كولياكان، سينالوا. 14 فبراير 2023 - REUTERS
دبي- الشرق

نفت الحكومة الصينية تورطها في أي تجارة غير مشروعة تتعلق بمخدر "الفنتانيل" مع المكسيك، وقالت إنه لم يتم إخطارها من قبل الحكومة المكسيكية بمصادرة أي مواد كيميائية صينية تُستخدم في صنع هذا المخدر، حسب وكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية. 

جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، في ردها على سؤال حول دعوة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الأسبوع الماضي، بكين للمساعدة في وقف إمدادات المواد الكيميائية التي يستخدمها تجار المخدرات المكسيكيون لإنتاج الفنتانيل، إثر تعرض المكسيك لضغوط أميركية. 

وألقت نينج باللوم على الولايات المتحدة نفسها في وفاة عشرات الآلاف من الأميركيين بسبب تناول جرعات زائدة من الفنتانيل.

وقالت إن "السبب الجذري للجرعات الزائدة يكمن في الولايات المتحدة نفسها، إذ أن المشكلة مصنوعة بالكامل هناك، ويجب أن تواجه واشنطن مشاكلها الخاصة، وتتخذ المزيد من الإجراءات لتعزيز الإشراف الداخلي وخفض الطلب". 

ضغوط أميركية

وكانت الحكومة الأميركية مارست ضغوطاً على المكسيك والصين لبذل المزيد من الجهود للحد من تجارة الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية شديدة الفعالية ومسببة للإدمان، تتسبب في وفاة 70 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة، بسبب تناول جرعات زائدة منه.

وقالت الحكومة الأميركية في عام 2021 إنه بعد أن بدأت بكين في السيطرة على الفنتانيل بشكل صارم، بدأ المهربون الصينيون في التحول من نقل هذا المخدر بشكله الجاهز إلى تصدير المواد الكيميائية الأولية إلى المكسيك، حيث تقوم العصابات بتصنيعه هناك وتهريبه شمالاً عبر الحدود. 

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن العصابات المكسيكية تقوم بتصنيع الفنتانيل في شكل حبوب مصنوعة لتبدو وكأنها أدوية أخرى مثل "زاناكس"، أو يتم خلطها مع مخدرات أخرى، بما في ذلك الهيروين والكوكايين، حتى أن كثير من الناس الذين يموتون بسبب الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة لا يعرفون أنهم يتناولون الفنتانيل. 

المكسيك تطلب تعاون الصين

وكان الرئيس المكسيكي قد نفى، في الأسابيع الأخيرة، إنتاج الفنتانيل في بلاده، ولكن إدارته أقرت بالعثور على عشرات المختبرات التي يتم إنتاجه فيها، وخاصة في ولاية سينالوا الشمالية. 

وأدى إنزعاج لوبيز أوبرادور من الدعوات المتزايدة من بعض المشرعين الجمهوريين في الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات أكثر حدة ضد العصابات المكسيكية إلى إرساله خطاباً إلى نظيره الصيني شي جين بينج الأسبوع الماضي لطلب المساعدة. 

وأعربت المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن تعاطفها مع موقف المكسيك، لكنها أشارت إلى أن بكين اتخذت بالفعل إجراءات قوية ضد الفنتانيل، وفرضت قيوداً صارمة على المواد المرتبطة بتصنيعه والتي "تتجاوز حتى ما فعلته الولايات المتحدة". 

وقالت ماو نينج: "الصين تدعم بشدة جهود المكسيك لحماية استقلالها ومعارضة التدخل الأجنبي، وتدعو الدول المعنية إلى وقف ممارسات التنمر والهيمنة ضدها، كما أننا في الوقت نفسه نأمل أن تتخذ المكسيك تدابير أقوى فيما يتعلق بمكافحة المخدرات". 

دعوات لتدخل أميركي

وتتصاعد الدعوات في الولايات المتحدة منذ مطلع العام الجاري، إلى تدخل أميركي في المكسيك لمواجهة تجارة الفنتنايل،  وهو ما أثار غضب المكسيك.

وتزايدت تلك الدعوات في مارس بعد سقوط أميركيين اثنين واختطاف آخرين في ولاية تاماوليباس المكسيكية الحدودية على يد عصابة مخدرات، وسط دعوات في الكونجرس لتصنيف عصابات المخدرات "مجموعات إرهابية أجنبية.

ونشر وزير العدل الأميركي السابق ويليام بار في مارس، مقالاً بصحيفة "وول ستريت جورنال" دعا فيه إلى تدخل عسكري أمريكي في المكسيك للتصدي لعصابات المخدرات.

وفي المقال قارن بار بين عصابات "المخدرات الإرهابية" بالمسكيك وبين تنظيم "داعش" المتشدد، وأيد اقتراحاً جمهورياً بمنح الرئيس الأميركي سلطة إرسال قوات من الجيش لمحاربة تلك العصابات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات